ساحة الإبداع

أوبرا مصر تَنشُر قصيدة “حورية” .. للشاعر الشاب فلومارك بولس

المقدمه :
ازيك ؟ عامله ايه ؟
مش عارف ابدأ اقولك ايه ؟
اقولك اني لسه فاكرك ؟
ولا اقولك … إن قلبي ف بعدك انتي البشر داست عليه
ولا اقولك … مش مهم
هو فارق يعني ليكي قلبي دونك عامل ايه
يا ترا دق الشوق ابوابك ؟ ولا برودك غطا عليه ؟
**
طبقت جوابي
طبقت جوابي و حطيته وسط الجوابات
و كتبت ف خانة العنوان : يرسل .. إلى أقرب سلة نفايات
ولعت سيجارتي ، و قعدت على كرسي البلكونه ،
و الهوا بيداعب أطرافي ب طريقته الرايقه المجنونه
و بدأت اتذكر م الاول مأساتي التانيه ، و الاولى
**
المشهد الاول
لو تفتكروا انا كنت غريق ف محيط عاتي ،
امواج بتجبني توديني
ريحة الموت ممزوجه ب ريحة المياه الباردة بتملا كياني و تكويني
البرد بياكل ف مشاعري ، و حقيقة موتي خلاص بقت مالية يقيني ،
المياه بتملا ف رئتيني ، و بتسحب اخر شكل حياه ، من جسمي و دمي و شراييني
الضلمه بتكبر ، والموج بيغطي على الرؤية
فجأه ………….
حسيت ب ايديها محاوطاني ، انا بحلم ولا انا بتخيل ؟
معقول روز رجعت تاني ؟ معقوله تكون جايه تنجيني ؟
**
المشهد التاني
حبات الرمل مسكت فيا ، فتحت ببطئ عينيا ،
شوفتها ، بتبص ب لهفة عليا و اما اتحركت ارتاحت جدا
مش روز ، مش بشري اساسا ، اوصفها ازاي ؟
عينيها ؟ فنجان بن دافي ف عز برد
و خدودها جنينة قمح صافي ، متزينه بالورد
ضحكتها كاس ويسكي ، بيخدر كل كياني بجد
شعرها حكايات ، ممزوجة وسط الكيرليهات
نظرتها جزر البحر ، بسمتها تبقا المد
– انتي مين ؟
= انا حورية
– جيتي منين ؟
=من أعمق عمق ف المياه
– حكايتك ايه ؟
= حكاية شخص مقسوم ما بين عالمين ،
البحر مش معترف بيا ،
و البشر شايفني خرافه أسطورية
كأن تكويني الغريب ، حاجه ب ايديها .
**
حبيت حورية ، قضيت ايامي بداوي ف جروحها
كنت عارف مهما ادور ، مش هلاقي زي روحها
زي شجره ف الخريف اتقطعت كل فروعها
حورية أبرا خلق الله ، و البحر معمول من دموعها
حورية زي سفينه تايهه و القبطان سارق شراعها
او زي تحفة غالية جدا ، صاحبها خامورجي بالفطرة
قصاد برميل م الخمرة باعها
حورية زي مسيح و البحر ببوسه خانها
او زي مهاجره ف عز الريح ، يوم سفرها ماحدش جه حتى يودعها
**
الجواب الاخير
يا حورية …. مش عارف انساكي
مش عارف اتخطى اعراض انسحابك
بدور عليكي ف كل الصور
، ف كل الاغاني ، ف كل الحاجات
بدول عليكي ف كل البنات
ف كل الكتب ف كل المكاتب ،
ف كل المشاعر و الذكريات
قلبي اللي كان مليان بالحياة
ف بعدك انتي ياعيني مات
اه … لو بس ترجعيلي
نعيش مع بعض و نلم الفتات
و العمر يعدي اسهل ، بدون تبرير ولا اتهامات
شوقي ليكي ، شوق الشمس ل قمر غايب
وبرودك .. فرق جاذبيات
**
اه ، اشتاق اليكي كأنني ابدا لم اشتاق
و يمزق شوقي احشائي و يحرقها عزاب الفراق
كأنني مثل طفل ، منذ الحداثة فاقد أذرعه
و كأنك في مجيئكي مثل عناق

و انا مش هاممني تسمعيني ، تحسي بيا
لكن هاممني ، اشيل الهم من قلبي و انشف دموع عينيا
هاممني اقول اني مش ناسي و اني عمري ما كدبت الحقايق
اقول اني عادي ابيع عمري بس اشوفك لو دقايق
انا كل يوم بفكر فيكي ف قد ايه مش قادرة تشوفي آلامي
و لما تعبت من التفكير و نمت ، قسيتي اكتر ،
رفضتي حتى تزوري احلامي
**
النهاية
ع الشط واقف و عينيا ملياها الدموع ، قررت خلاص اجيلك و امشي طريق من غير رجوع
ف مكان كبير وسط الاغاني و الشموع : على فكره بحبك اوي ، شبه القمر ف أدق تفاصيله
المياه وصلت عند رجلي و دموع شلال على خدي
بجد النهاردة ماحدش سعيد ف الدنيا قدي
الموج بيخبط فيا معلنا رفضه ع اللي عايز اعمله
بجد بتحبيها زيي ؟ ام كلثوم دي احسن حك انا سمعتله
كملت طريقي ، جسمي من البرد خلاص فقد الاحساس و دموعي مابتوقفش
ف وداني سامع صوتك مع اني المفروض اسمع للناس ، الناس بتقول ارجع صوتك بيقول كمل ماتخافش
مش خايف يا حورية ،
طول مانتي معايا انا مش خايف
، انا جايلك مش راجع تاني انا عارف
المياه وصلت عند صدري خلاص
بتعهدلك من كل قلبي بالاخلاص
انا كنت صادق ساعتها ماكدبتش ،
و لما قولتيلي هاتمشي ، انا خوفت ماقدرتش
المياه وصلت عند راسي ،
ماتدوروش على جثتي
مش هاتلاقوها ف اي مرسى من المراسي
الارض اختفت من تحتي و رجلي فاقده الخشى
و الأكسجين انقطع و الرؤية متشوشه
البحر مستغرب اني مابقاوموش
مايعرفش اني غرقان فيه من زمان لكن قلبي رافض يبوش
***
وسط البحر و انا بقاوم ب جسمي الجزر
القمر قدر موقفي ، وصل نوره ل قاع البحر
شوفتها قربت عليها ب جسمها و حاوطتني ب ايديها
ماقدرش عليا البحر المحيط لكن غرقت ف عينيها
احضنيني
يمكن برود جسمي يقولك قد ايه وحشتيني
المرة دي ، مش هاسيبك تنقذيني
عشان تبقا عينك اخر حاجه تشوفها عيني
و انا مش زعلان اني هامشي
انا بس خايف من حاجه واحده
انك بجد هاتوحشيني 💔

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى