أخبار عاجلةدراسات ومقالات

منال رضوان تكتب المقصود بالكلمة وشعار معرض القاهرة هذا العام.

الكلمة في القرآن والإنجيل: توافق المفهوم، وتجسد الإرادة الإلهية في المسيح.

بمناسبة شعار معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام..
(اقرأ- في البدء كان الكلمة)
قولا واحدا، لا اعتراض على هذا التوجه المحمود الذي يؤكد على مبادىء كثيرة من المحبة والتآلف والوحدة، ظلت وستظل فينا إلى ما شاء الله؛ لكن هي نقطة نظام بسيطة أتمنى أن تعيد الأمور إلى مقصدها؛ كي نحتفل بهذا العرس الثقافي ونحن نعلم جميعًا ما المقصود ب.. (الكلمة)

الكلمة التي ذكرت في القرآن الكريم، والتي ذكرت في إنجيل يوحنا؛ لم يكن مقصودًا بها الكلمة المقروءة أو المكتوبة، التي تحث على التعلم والمعرفة؛ وإنما المقصود بها سيدنا المسيح عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ومن بعض الأدلة ما يلي:

في تفسير آية “إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَىٰ ابْنُ مَرْيَمَ كَلِمَةُ اللَّـهِ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ” (آل عمران: 45)، يوضح ابن كثير في تفسيره، المقصود بـ “كلمة الله” هو أن عيسى عليه السلام قد وُلد بكلمة من الله دون أب، فكان خلقه معجزة إلهية، كما أن “روح منه” تعني أن الله قد نفخ فيه من روحه؛ مما يبرز مكانته العالية وفرادته بين سائر البشر، وهذا يدل على أن عيسى عليه السلام هو معجزة في ذاته، وأنه ولد بشكل استثنائي بأمر من الله؛ ليكون رحمة للعالمين.

يتزامن هذا التفسير مع ما ورد في إنجيل يوحنا، حيث يقول: “فِي الْبِدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَكَانَتِ الْكَلِمَةُ عِندَ اللَّـهِ وَكَانَتِ الْكَلِمَةُ اللَّـهِ” (يوحنا 1: 1).
في السياق ذاته، “الكلمة” في الإنجيل تمثل تجسد الإرادة الإلهية، والمقصود بها المسيح عيسى عليه السلام.

وقد يبدو الارتباط بين “الكلمة” في القرآن و”الكلمة” في الإنجيل قريبًا إلى حد بعيد، وكيف لا؟!
وقد قال تعالى في محكم التنزيل “قل آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله” (البقرة ٢٨٥)

وبالعودة إلى اللغة اليونانية؛ فقد كانت “لوغوس” (الكلمة) تشير إلى الفكرة أو العقل الإلهي الذي يوجه العالم، وبالتالي يربط مفهوم الكلمة بالمسيح باعتباره الوسيط بين الله والخلق.

وفي السياق اللغوي في إنجيل يوحنا عند قراءة الإصحاح الأول كاملًا ما يعزز هذا الفهم؛ ولذا فقد أبقت الترجمة العربية على (كان) واستخدامها مع المفردة (الكلمة) المؤنث.

بذلك، يمكن القول إن “الكلمة” في القرآن وإنجيل يوحنا تشير إلى شخصية واحدة، وهي المسيح عيسى عليه السلام، الذي وُلد بطريقة إعجازية وكان وسيلة للإعلان عن إرادة الله وحقائقه للبشر.

بناءً عليه فالتناص الوارد وإن كان محمودًا في مقصده؛ بيد أن واقع الأمر لا يعبر عن ذلك.. وقد كان من الأفضل استخدام آية أخرى مثل (فتشوا في الكتب.. ) على سبيل المثال، وفهم السياق الذي قيلت هذه الآية فيه إن أردنا الحث على الاطلاع والقراءة.

وفي النهاية كل عام وأنتم بخير بمناسبة #معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب والأمر لا يحتاج منا إلى الشعارات ـمع الاعتراف بأهميتها الترويجية-؛ وإنما يحتاج إلى الإيمان، والعمل، والثقة في وطننا وقيادتنا ووحدتنا التي كانت في البدء، وإلى ما شاء الله تعالى.

منال رضوان. ناقد أدبي
١٣ من يناير ٢٠٢٥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى