دراسات ومقالات

الجميلي أحمد يكتب : اطلالات علي شعر العامية

 

سلسلة “شعراء العامية”، هي نافذة جاءتني فكرتها عندما علمت أن شخصًا ما، وللأسف الشديد، يحمل درجة الدكتوراه، قال نصًا في إحدي الندوات، “إن شعر العامية أي كلام، ولا يوجد شعر يسمى بالعامية!”.
يا خبر أسود لقد خلت هذا الكلام صادرًا ممن نظن أنه قيمة علمية، والحقيقة أنني لا أعرف مَن القائل ولا كنيتَه، غير أن هذا الكلام تردد بين أصدقاء أثق في صدق قولهم، ويبدو أن المحترم الذي لا يعترف بشعر العامية لم يقرأ ما خُط من دراسات عن شعراء العامية بأيدي أساتذة جامعات مصر، ويبدو أنه لم يسمع عن شاعر يسمى بيرم التونسي الذي قال فيه أمير شعراء العرب “أخشى على العربية من عامية بيرم!”، ولعله أيضًا لم يعرف أن هناك شاعرًا لقّبه شعراء الوطن العربي أجمعين بـ الخال، وهو شاعرنا الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذي أقيمت له أمسيات في معظم دول العالم، بل بحضور ملوك ورؤساء وأمراء تلك الدول، ولم يقرأ ما كتبه التاريخ عن فؤاد، حداد بل إن صاحب هذا الادعاء لم ينظر إلي شعراء العامية المنتشرين في كل الندوات والصالونات في ربوع مصر!
الحقيقة إن هذا الكلام إنْ دل فإنما يدل على جهل الرجل بما قال، فلعله يعلم مِن نافذة “شعراء العامية” التي شرعت فيها أن شعر العامية لا يقل أهمية عن شعر الفصحى، وأن متذوق الإبداع لا يفرق بين شعر العامية وشعر الفصحى، وأحِب أن أطلب من الرجل الذي يحمل رسالة الدكتوراه أن يدعنا نحن نتحقق عن كيف حصل على شهادته، دون أن يعرف أن هناك لونًا من الإبداع يسمى بشعر العامية! هذا وللحديث بقية.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى