وليد محمد حسني يكتب رحلة مع النبي حلقة (٨)
انظر يا صديقي من يقف على الباب هنا
إنهما رقية وأم كلثوم ابنتا رسول الله ولكن ما هذا الحزن الذي يكسو الوجه …. أري بعض معالم كسر الخاطر تظهر في عيونهما وما هذا الجمل الذي يقف بجوارهم يحمل بعض متاعهم … يبدو أنه رحيل ولكن إلي أين ؟
تمهل يا صديقي …. ها هي السيدة خديجة تقف في استقبالهما ولكن ليس بالفرح …. هناك دموع ….. دموع حزن .
وها هو النبي الكريم يراهم بالداخل ناظراً إليهم يعتصر قلبه الألم حزنا على كسر قلب ابنتيه.
هل تذكر في هذه اللحظة كلمات ورقة بن نوفل : ( إذ يخرجك قومك ) تلك الكلمة التي اندهش لسماعها. …. لقد أصبحت أقرب مما يتخيل.
هل كان يتساءل صلى الله عليه وسلم في نفسه : هل بدأت الحرب من قريشا هكذا ؟ بتلك الطعنات الغادرة ومن أقرب الناس إليه موجه إلي أحب الناس إليه.
لقد قامت قريش بضرب حصار إجتماعي نفسي على الرسول عبر ضغطها على تطليق بناته
طعنات غادرة استجاب لها عمه أبو لهب فسارع على الفور بتطليق ابنتي رسول الله رقية وأم كلثوم من ولديه عتبة وعتيبة دون مراعاة لصلة رحم أو حب أو مودة.
وكذلك طلب المشركون من العاص بن أبي الربيع طلاق زينب بنت رسول الله ولكنه رفض .
هل تذكر يا صديقي حكايتك المؤلمة عن أقاربك وخذلانهم الدائم لك …. انظر إلي ما تعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف انقلب هذا الحب والترابط إلي عداء معلن بهذه الطريقة.
ها هو العم الكبير ( أبو لهب ) أول من يخذله ويفتح الباب على مصراعيه للجميع كي يدخلون محملين بكل أدوات السخرية والأذى النفسي.
وها هي أيضا زوجة عمه (أم جميل بنت حرب) شاركت أيضا في هذا الأذى فكانت تقول على النبي مذمما بدلا من محمداً
وكانت تنشد ( مذمما أبينا ودينه قلينا وأمره عصينا )
كل هذا تحمله النبي صلى الله عليه