دراسات ومقالات

وليد محمد حسني يكتب رحلة مع النبي حلقة (9)

تخيل يا صديقي أنك حلمت وأنت نائم حلما ووجدته تحقق في اليوم الثاني مثلما رأيته بكل تفاصيله .
ربما تقول صدفة ولكن ماذا إن حدث أيضاً في اليوم الثاني والثالث والرابع وال …
هل شعرت بالخوف …… بالقلق …. بالرعب .. ؟
هل أصبحت تخاف من النوم
هكذا حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بدأ الأمر بالرؤيا الصالحة ( فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح )
لا نعرف ماذا كانت هذه الرؤى ولا موضوعاتها هل كان يرى أمورا يومية في حياته وحياة من حوله أم كان يرى أمورا عامة تحدث في مكة وما يمر اليوم قبل أن تتحقق كما رآها تماماً.
بالتأكيد أصابه القلق وبدأ يتساءل ماذا يحدث ولابد أنه أخبر السيدة خديجة عما يحدث لابد أنه فكر في تفسير لما يحدث ولم يجد إجابة…. شعور بالحيرة انتابه وتساؤلات هل هذا خير هل هذا شر ؟ هل يكتم الأمر ؟ هل ينشره ؟
هناك بعض الناس عندما تأتيها منامات تتحقق تعلن هذا وتخبر كل الناس ويبدأون في ارتداء عباءة الأولياء وأصحاب الكرامات .
وما بين التغافل والتفاخر تكون الفتنة .


وهكذا أصحاب المواهب والقدرات والمهارات ليس فقط الروحانية ولكن المادية أيضا فهؤلاء عندما يكتشفون مواهبهم هذه التي منحها الله لهم في أي مجال من مجالات الحياة يكونون ما بين التغافل أي تجاهل لهذه الموهبة وعدم تنميتها وما بين التفاخر والاعلان عنها لكل الناس دون اهتمام بتنميتها أيضا في كلتا الحالتين تضيع المواهب والقدرات .
إن الحل العملي الذي طبقه النبي صلى الله عليه وسلم هو إلتزام الصمت وتنمية هذه الموهبة والبحث عنها وإيجاد تفسير لها وإصلاحها إن كانت شرا فذهب إلي الخلاء حيث التأمل وزيادة الصفاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( حبب إليه الخلاء ) حيث عليه أن يصغى السمع أكثر وأن يرهف كل حواسه هناك سيسمع همس روحه وتعلو روحانيته وتزداد شفافيته وبالتالي يفهم أكثر ويدرك بشكل أعمق.
دعني يا صديقي أوضح لك الأمر أكثر لو أنت مثلا اكتشف أن لديك موهبة في الرسم وترسم بشكل جيد هل تهمل هذه الموهبة وتتغافل عنها أم تخرج للناس وتقول أنا الفنان العظيم ؟!!
طبعا لا هذا ولا ذاك إنما التصرف العملي الإيجابي هو تنمية هذه الموهبة والوصول إلي درجة عالية من إتقانها وطبعا كل هذا يتم دون الجهر بها لأنه لابد من النضج أولا نضج الموهبة والنضج النفسي للمواجهة.

وليد محمد حسنى

 أوبرا مصر  – دراسات ومقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى