أسامة مهران يكتب لماذا يموت الناس مبكرًا في بلادي؟
لماذا يموتون؟!
لماذا يعيشون؟!
وكل الأدلة تثبت بأن
الوجود الملفق لنا
وأن الرفات المرفرف
من حولنا
يعيش مئات السنين
ليرعى المناقب
في حتفنا
لماذا يموت الصدى في هوانا؟
ويترك ما تركته الليالي الطويلة
على ما تعلقْ
بأعناقنا
بأي الشرائع
أقطن يومًا على مسرحٍ لا يؤدي
على منبرٍ لا يناور
أهذي الأحبة ضاعوا هباءً
وجاءوا يلمون أعذارهم
وينتسبون لبعض الأهازيج
كي ما تكون نظيرًا لهم
ولكن ما أفسدوه
وما حصنوه
وما فككوه
يذوب سريعًا بفكٍ نهِمْ
********
بأي الشرائع
يرشق بعض المغاوير
رمحًا برأسي
ولا يشفعون لمن جرمته المهازل منزلة
في بروج التأسي
أأنتِ التي مازحت صولجانًا
لكي ما يراق الغرام
عزيزًا على
ظلم نفسي
******
مررت بكل الشواغرِ
تحت مرارٍ
ومرمى الظنون
وقلت
كما اليوم
يومي
أواصل مسيري
لـ”مجرى العيون”
*******
بأي الشرائع
أبصر ظلمي
وأمشي فوق الصراط
وتحت الأعاصير وحدي
ولا أستطيع التمني
لا أستطيع التجني
على كل هذا الجنون
بأي التقارير
أي الشهود
بأي الحدود
سيحكم قاضي القضاة
بإعدامي عفوًا
أمام الجناة
ولا يحزنون
لماذا يموتون سرًا؟
يعيشون سرًا
وأنت يا رب الخليقة
خلاف كل الظنون
********
لماذا يموتون؟!
لماذا يعيشون؟!
وعمرُ الأماني
زهيدٌ زهيدْ
وبعض التفاني
يذكرني
بالبلاد الخوالي
وبعض أئمتنا
في الزمان البعيدْ
لماذا يعيشون
يومًا
بيومْ
وينتظرون النهاية
في كل يوم
وفي كل عيدْ؟
لماذا وكل الدواب التي
أبهرتني
وسرب “الأباتشي” التي
هاجمتني
ولم تترك الصبية الأشقياءْ
ولا أي جيلٍ
من الشعراءْ
لكي يلعبوا
وكي يكبروا
وكي يكتبوا:
“لا تصالح”
وإن خلدوكْ
وإن زوجوكْ
وإن جردوكْ
من الطين في ريف عمرك
إلى الوحل في
طين أيامهمْ
لماذا يحلق طير وديع
بأسرابهمْ؟
لماذا .. وألف لماذا؟
وبعض الذين انتهوا
في شباب مديد
كهذا الذي لا يُساوى
بهذا
لماذا؟
بقيت طويلاً
على قيد هذي الحياة
وعشت قليلاً
أناجي ما خلفته
افتعالات أمسي
وما سوف تتركه
أغنياتي وبأسي
بعيد النجاة
لماذا يقولون
أن الأحبة في وطني
المتماهي
يموتون شنقًا
ولا يُسلخون بأم المعارك
مثل الشياه؟
لماذا ننكس أعلامنا فوق
أسوارنا
وننفض جناح
الهوينة من حزننا
ويُبقي على بعضنا بعضنا
ونلغي الصلاة؟
********
لماذا تموت الأناس سريعًا
بقريتنا في الصعيد؟
“بمستوصفٍ” داهمته الكلاب
بعيد انقلاب العبيد
فلا يكترث ما يغني على إمعاتِ
الطوارئ
بكل الذين استعانوا بلحن الخلود
وفلوا الحديدْ
أما من جديد يا عمري
تجيء إليه لتسأل:
ألا من جديدْ؟
فنأتي تباعًا
تباعًا
من البعد فينا
وبعد البعيدْ
لماذا أصر بأن الليالي
الطويلة مملوكة للذين
يهشم أسيادهم
بعضُ بعضِ الثريدْ؟
لماذا تموت الصواري
وتذبل كل الحروف
على عهدة الانكسارِ
بذات الصعيدْ؟!
شعر: أسامة مهران
مايو 2023