أخبار عاجلةدراسات ومقالات

أطفالنا والأضحية

الأستاذ الدكتور راندا الديب أستاذ أصول تربية الطفل تجيب:

– هل يحضر طفلي ذبح الأضحية ؟
– كيف أهيئ طفلي لمشهد ذبح الأضحية ؟
كثيرًا ما يسأل الآباء عن مشاهدة أطفالهم لمشاهد ذبح الأضاحي في الأعياد، وهل تسبب هذه المشاهدات بعض الأضرار التي تلحق الأذى بنفسية الصغار؟

الأستاذ الدكتور راندا الديب أستاذ أصول تربية الطفل تجيب:

يأتي العيد بالفرح والسرور ويشعر الصغار أكثر بفرحة العيد ويتنظروا العيد، ومن مناسك العيد ذبح الأضحية فهناك أهل يجبرون طفلهم علي رؤية وحضور عملية ذبح الأضحية من باب أنه واجب شرعي وديني ويجب أن يتعود الطفل علي عملية الذبح منذ الصغر، وهناك أهل من يخافون من رؤية طفلهم لعملية ذبح الأضحية ومنظر الدم.
وهنا يأتي سؤال متي وكيف اسمح للطفل بحضور ورؤية مشهد الذبح ، والإجابة هي متي يبلغ الطفل سن السعي وهو السابعة فما فوق ، فعندما أمر الله سيدنا إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل كما جاء بالآية الكريمة (102) بسورة الصافات قال تعالي : ( فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أري في المنام أني أذبحك فانظر ماذا تري قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ).
فالطفل الأقل من سبع سنوات لا يحضر عملية الذبح لأنه في هذه السن لا يدرك دقة الأشياء ومعناها فهو لم يكتمل إدراكه بشكل كامل ولا يعرف الفرق بين الحياة والموت ، واذا رأي الذبح قبل السابعة من عمره قد يحدث له صدمة أو بعض الأضرار والاضطرابات النفسية مثل :الخوف / العنف/ الكوابيس أثناء النوم / العصبية / التبول اللاارادي / قضم الأظافر، وهناك طفل يري ويعمل العكس ويحب أن يقلد ما تم مشاهدته من عملية الذبح وفي امكانه أن يذبح أي شخص فهو أمر سهل ويمكنه أن يعمله ويطبقه علي أخواته الأصغر سنا منه لهذا نحذر من رؤية الطفل دون السابعة وحضوره ذبح الأضحية .
وهناك سؤال آخر أكثر أهمية كيف أهيئ طفلي لمشهد ذبح الأضحية نؤكد هنا كل طفل يختلف عن الآخر في شخصيته وفي طبعه وسلوكه ومشاعره حتي لو كانوا أخوة فهناك طفل حساس لكل شيء من حوله حتي لو كان بسيط، وهناك البنات اللائي يتميزن بالرقة ورهافة الحس ويشعرن بالخوف وقد يصلن لسن السابعة ويخافن من مشهد الدم، وهناك أيضا طفل الريف يري مشاهد ذبح الطيور والحيوانات كل يوم في بيته وفي قريته فحين يحرم طفل المدنية من هذا الأمر؛ لهذا يجب علينا إفهام الطفل طبيعة الحيوان، وان الله سخره لنا لنسفيد من لحمه ونأكله، وان الذبح الشرعي ضروري حتي يصبح صحيحًا.
وبالإضافة لما سبق وفي جميع الأحوال ومعظم أعمار الأطفال اذا كان هناك علاقة تكونت بين الطفل والأضحية من حب وعطف وتعلق بسبب عنايته وولعبه مع الأضحية لفترة طويلة أثناء تربيتها عنده قبل ذبحها يمنع الطفل منعًا من حضور الذبح لها، لأنه يحدث له صدمة تؤذي مشاعره؛ لأنه ما زال صغيرًا على فهم معني الأضحية، وأن كل ما يفهمه في هذا الوقت أن هذا الحيوان له علاقة به ويحبه ويعطفه عليه ويقدم له الأكل والشراب والرعاية والاهتمام، و«مرة واحدة يجده الطفل طريح الأرض، وعلى رقبته السكين ويسيل منه الدم، وبعد ذلك مطلوب منه أن يأكل منه؛ فالذي يحدث للطفل صدمة بمعنى الكلمة ينتج عنها الكثير من المظاهر النفسية من تبلد المشاعر وعدم الإحساس وعدم التعاطف مع الآخرين أو يحدث له العكس القسوة الشديدة، وإيذاء مشاعر الآخرين بدون مبرر أو سبب»
و« إلى جانب ذلك فإن الطفل قد يكره طعم اللحم، ويمتنع عن تناوله طيلة حياته القادمة؛ لهذا ننصح الآباء والأمهات بعدم رؤية الطفل صغير السن ودون السابعة من عمره، وأيضا الطفل الحساس مرهف المشاعر لعملية الذبح، وإنما تكون مشاركته في تعبئة اللحم وتغليفه أو توزيع لحم الأضحية على الأهل والفقراء والجمعيات وخلافه من العمليات الخاصة بالأضحية».


كما يجب علينا أيضا سرد قصة سيدنا إسماعيل وتوضيح أمر الله فيها من ذبحه، قصة أن يطلب من الأب أن يحضر السكين وأن يذبح ابنه قد تؤذي نفسية الطفل الصغير الذي لم يكتمل إدراكه بعد، ويشعره بعدم الأمان ويخاف ويتخيل أنه في إمكان والده أن يذبحه في أي وقت أو في يوم من الأيام؛ ولهذا يجب أن يعرف الأهل شعور طفلهم، وأن هذا الطلب لم يأتي لسيدنا إبراهيم الا بعد أن اتم سيدنا إسماعيل سن السعي؛ لذا يجب التفرقة بين الأعمار، ولكل عمر مايناسبه من الكلام والقول، ويجب أن نسرد له القصة علي النحو التالي :
أن سيدنا إبراهيم رأي في المنام شيء صعب التنفيذ، ومع هذا ذهب هو وابنه إسماعيل لتنفيذ أمر الله وما شاهده الأب بالرؤية، وبالتدرج يمكن سرد أمر رؤية الأضحية، وإرسال الكبش لكي يذبحه الأب بدلًا من إسماعيل، وأيضا نتطرق لسرد قصة بناء الكعبة وتعاون سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل في بناء بيت الله والحج ومناسكه مع الاستعانة ببعض الصور والفيديوهات الكرتونية لتقريب وتوضيح الأمر للطفل.
كما يجب علي الأهل التوضيح للطفل وغرس فيه العديد من القيم الواردة بسورة الصافات ومنها: قيمة الصدقة وكيف نتصدق/ وكيف ندخل السرور علي الآخرين / وكيف يكون بر الوالدين وطاعتهما أمر واجب النفاذ/ وكيف كرم الله الإنسان والنفس البشرية.

 أوبرا مصر  – دراسات ومقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى