أخبار عاجلةأراء حرة

منال رضوان تكتب نعش حندوقة وما أكثر الحناديق

اعتدت ألا أعلق على الوقائع اليومية -وما أكثرها-؛ وذلك لانشغالي بأداء رسالتي التي عاهدت الله عليها، وأيضًا لعدم المساهمة في انتشار القبح الذي ساد حتى استفحل في استهداف شديد السفور لكل ما هو جميل؛ فقبل أسابيع شعرنا بالتفاؤل إزاء خطى سريعة جادة اتخذها السيد أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، كما غلفت وجوهنا ابتسامة طمأنينة عندما شاهدنا بعض رواد أدب الطفل يكرمون من قبل الشركة المتحدة، وهذا الالتفات المقدر تجاه الغد والذي يمثله مهرجان نبتة، وما كدنا أن نلتقط أنفاسنا المجهدة حتى أطلت علينا إحدى السيدات في مقطع مصور تدعى “أميرة حندوقة” هكذا قدمت نفسها إلينا، حندوقة التي روجت لنفسها في أداء بدا مسرحيًا شديد الافتعال ينم عن وجوب مراجعة ورش التمثيل التي يقدمها البعض في الآونة الأخيرة وتعد مفرخة من الاسترزاق والفهلوة قائلة: أنا أم سعيد اللي بتفوت في الحديد!!

ولكن ما علينا، ربما يكون لنا مع بعض الورش عودة جديدة أو تجاهل آخر؛ لكننا نعود إلى “أم سعيد” التي فاتت واستلت وانسلت من بوابات الحديد لواحد من أعرق قلاعنا الثقافية إن لم يكن أعرقها على الإطلاق..
لا أود أن أكرر ما جاء على لسان المرأة أو أذكر طريقة ملبسها وإيماءتها الموجهة إلى صدر الثقافة المصرية؛ فأغلبنا شاهد وعاين وانفعل وغضب وفار وماج ثم غلبه الاكتئاب، وزم شفتيه متوجسا خيفة من استهداف لا يمكن إلا أن يكون عمديًا، أعاد إلى الأذهان ذكرى صباح ٢٨ من أكتوبر ١٩٧١ ولا أبالغ في هذا؛ فقد علمتنا التجربة أن الاختراق والاحتراق لا فرق بينهما؛ فأحدهما سيصل بك إلى الآخر طال الوقت أم قصر.

وفي الوقت الذي نظهر إلى العالم فيه أن المدينة التي ارتبطت في الوعي الجمعي بكونها مدينة الألغام والموت، فحولناها بمعجزة إلى واحة من الحب والسلام والرقي،وكم كلفنا هذا، تسقط علينا حندوقة في بقعة تمثل الرافد الأصيل للفن والثقافة والحضارة المصرية، وكأن المطلوب ألا يفرح المواطن المصري الذي توالت عليه الكوارث وألا يستبشر خيرًا بغد يضيء رغم الصعاب والعيش الكؤود!

لا أظن أن تصرف حندوقة وغيرها من الحناديق تصرفا عشوائيا؛ فمال صاحبة (نعش الفلوس) والحياة الثقافية؟
ولماذا أقمحت -في طيات الكلام- قدرتها على افتتاح شركة للانتاج السينمائي وتشغيل الغلابة؟!

ظني أن الرسالة موجهة لاستهداف النجاح الذي لمسه الجميع في مهرجان العلمين وفعالياته، ومحاولة إضافة القليل من المنغصات على الجهد الذي تبذله الشركة المتحدة والتي تعمل بدأب من أجل النهوض بالفن واستعادة الريادة المصرية الأصيلة، والابتعاد عن الإسفاف وأصحابه، ولكنها حندوقة التي سددت لطمة لوجوهنا لا يمكن الصمت حيالها، فياليت سيادة وزير الثقافة يأمر بفتح باب التحقيق في واقعة أم سعيد ويضرب على عنق تلك المؤامرة بيد من حديد.

 

أراء حرة– أوبرا مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى