أخبار عاجلةالرئيسيةساحة الإبداع

الأديب عبد السادة البصري يكتب عليك ان تبصرَ عُريهم ،،اولئك المغموسون باللذّة والريح

 

ــ ليت لي أن أرتقي إلى حيث أنظر إلى الحياة محرراً من الشهوة ــ نيتشه 

(1)..

العصافير استعارت أجنحتها، لتحلّق صوب المذبح كي تدلي باعترافاتٍ لذنوبٍ لم ترتكب منها إثماً سوى التذكّر والرؤيا…
العربات استحالت عقارب تلدغ أفئدة الشارع حين تمرّ لتعلن عن قرفٍ يسكن عمق الليل المتهالك فوق مصاطب زمنٍ أعرج !!!!!
الكواكب تساقطت في حضن البحر لتملأ جوف الحوت القابع في مملكة الربّ الأفريقي المتقنّع بالخربشة والسحر الأسود…
المراكب هجرت الماء لتقطن اليابسة ، وتمشّط خصيلات الشعر المتناثر كالمطر الناعم فوق قباب الأبنية الصوفية منذ تكايا الزمن المسافر في عمق اللجة !!!
الأشجار انتحرت عند شواطئ بحرٍ مجنون بالعشق ،وأعاصير هوجاء تتحلى بالدمع وخرز المسبحة العطشى للوقت المهدور بحانات الليل، وآهاتٍ حرّى تسبح فوق النهد المصلوب ….
الساعات المعلّقة على الحيطان وفي أعلى الساحات العامة تهمل رقّاصها وتغادر صوب الظلمات تابعة همساتٍ مشبوبة بالبوح عند أضرحة الموتى الأحياء!!!!!
النبوءات انقلبت أردية رثة للعرافين ليقتعدوا الأرصفة اللاهثة وراء الخطوات التعبى يقيئون الكلمات المعسولة ويبيعون الشعوذة الملفوفة بالأنّات لامرأة أهملها البعل، وخلاّها الأهل نهباً للسوقة،ومدمني المقاعد الفارغة بأقصى مقاهي الشرق…
الكل تبعثر ، وتلملم أشياءً ممسوخة تحكمها الجعجعة المملوءة بالقيح وأدران الأزمنة المرميّة خارج دائرة الظل الباهت في ركن منسيٍ من عالمك الآسن والمزكوم بأحجية أفرغها الكهنة / الرهبان/وعميان الشارع من قدسيتها!!!!
(2)….

هل لك أن تعرف ما لا تعرفه في الأدعية البدائية للقديسين / الكهنة / الأحبار /أئمة المذاهب المتنوعة الأحكام؟؟؟!!!
سافرت بعصرك حتى خلت الكلمات الأولى التي ابتدعها الإنسان الحجري بعصورٍ أقدم مما كنت ستقرأ عنها محض خيالٍ جمحت فيه عقول أناسٍ ألجمهم سير نجوم الليل المتلألئة/ الأقواس/ الأبراج السيارة /صخب طقوس رعاة الأغنام !!!!
مررت بجزرٍ تحكمها الأمزونيات ،وأنت تحثّ خطاك على فرسٍ هجينٍ من نسلٍ عربي مضروب بحصان طروادة لعلك تحظى ببضع إجاباتٍ لتساؤلك المعرّش في خيالك زماناً…
أنت على فرسك تتلو ::ــ
مَنْ غامر بالعقل ليدرك سرَّ الحريّة المغموسة بالدم ….تراه سيدفع قرباناً للربّ عساه يكفّر عن ذنب الإنسان…تجاه عبوديته للشهوة ؟؟!!!!!!!
القربان أنت…بسعادة أيامك النازعة صوب اللذّة من هجير صحراء الروح الملغومة بالصبّير/ العاقول/الشوك/ وقدّاس الأرواح المشدودة الى عنق زجاجة خمر !!!!
التفتْ خلفك تبصر تلالاً من الأقنعة كأنك وسط كرنفال لقبائل (المايا) أيام الطوفان الأبدي ،ونساءً تتضرع لملك الأرواح أن يبعد عنها المسّ/الشيطان/مردة السحر/وعشّاق الدم….
( 3)..

الليل يؤويك بجناحيه…تبارح أحلامك الراقصات بوادي التوارد ، للفتح الأزلي ،لغور الحكمة ممتطياً خواطرك ممعناً بالرحلة حدّ التقمّص مابين روحك وهذا اللهاث الغريزي/ الانهيار الجليدي/ ورود بئر الطفولة/ …
كي تُنشدَ لأيام حفرت في القلب أغانٍ وصور…
يحملك البوح حتى مدار الهواجس ، تتلاعب في ساحة الروح الرمال / الأعاصير / حرُّ الهجيرة….
ــ وتبدو لعينيك أنغام سِفر الجزيرة !!!!
صرخاتك ذابت بها الأغنيات ، والآخرون باعوك للحزن نقداً ، وعاثوا بأوراقك الناصعات البياض ،،
حامت حواليك آلات صحو التباعد حتى استكنت الى الليل تروي اليه التباريح مابين وهمك / حزنك / والسفر المستبدّ برحلاتك التائهة !!
سفائن لهوك تنأى بعيداً لتدخل بحر التمايل فوق السطور ،، وعند الصباح تلاقيك أسراب أحلامك / بعض خطاياك / أوهامك لتقبع بين زوايا العيون دموعاً ، لكن ضحكك في الليل / أمام الناس / هنا ….وهناك …يواريها !!!!
( 4 )..

أزحْ عنّي الحجاب لأُبصر عري الإنسان المغموس باللذّة..والريح ..
هل التبس الأمر على قلب مريد الملكوت الأعظم ، حتى انبجس الشكُّ يراود قلب الحلاج ؟؟؟!!!
ظلَّ يحاكيه القلق ــ هلاّ للريبة أن تنزع عنك غشاوة أيامٍ حالكة الظلمة ؟؟!!!
ضحّى بن المنصور بأزهار العمر ليمسح خربشة ذنوب تهتك كلَّ الأسرار…
تدع ( النفري) يخاطب نفس المسكين القانط من رحمة أزمانٍ شُدّت للنخلة ، ما أحلى الرطب المتساقط من بين السعف اليابس والعمر الخالي من ضحكات اللقيا ؟؟؟!!!!
امرأة من أقصى بقاع الشرق انتبذت من هذي الارض مكانا كي تلد العاصفة المحمومة …
بضع وريقات سقطت في دربك هلاّ سطرت عليها كلمات العشق المعمّد بالزهر / القدّاس الكهنوتي لرحمة ربِّ الكون المتلاطم في شوق الهمسات ؟؟؟!!!
تساؤلك المبهم يفضي بك الى غارٍ أزليٍ للقلق ،ويقض بأحلامك…
ها …أنت ستركن للبوح بأسرار العشق !!!!!!!
( 5)..

هل أدركت السرَّ لهذي الرحلة ؟؟؟!!…
أم درتَ بوجهك صوب الشمس ورحت تدمدم كلمات تقارب في المعنى إظلام النفس الأبدي ؟؟؟؟!!!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى