ساحة الإبداع

الشاعرة السورية زهراء الصعيدي تهدي أوبرا مصر قصيدة “قِلاعُ الصّبر”

أراكَ كأفقٍ تستقيلُ كواكِبُهْ
كأنَّكَ للحُزنِ المعمَّدِ راهِبُهْ

وتحملُ عن كلِّ الخليقةِ همَّها
وحِملًا على حِملٍ تَزيدُ نَواصِبُهْ

أتأمَنُ صِنوَ الغدرِ حُسنَ مظنّةٍ
وتعتِبُ دهرًا ليسَ يُؤمَنُ جانِبُهْ؟

وكنتَ رهيفَ القلبِ صدّقْتَ بسمةً
تبدَّتْ على وجهٍ تقنّعَ صاحِبُهْ

تبَصَّرْ هداكَ اللهُ كم جاءَ طارقٌ
لبابِكَ لا تَخفى علَيكَ مآرِبُهْ

تقادَمَ فيكَ الصَّمتُ تكتمُ أَنَّهُ
وقد صارَ بركانًا فكيفَ تُغالِبُهْ؟

وليسَ على طولِ الزّمانِ سحابةٌ
بكَتْكَ وما حلَّت عليكَ مواهِبُهْ

ولَو كانَ في سكبِ المجازاتِ راحةٌ
أفضتُ منَ البوحِ الَّذي هُوَ نادِبُهْ

تهاوَت قلاعُ الصَّبر فيكَ فلا أرى
سوى الجرحِ ضجَّت بالأنينِ خرائِبُهْ

وأعمقُ دمعٍ ما طوَيتَ بصمتِهِ
حنينًا تنامَت في البعادِ متاعِبُهْ

وأدوَمُ حزنٍ ما نزفْتَ قصيدَهُ
أحاديثَ وجدٍ لا تَغيضُ سحائِبُهْ

تكابرُ حتَّى لا يُقالَ هزِمتَ في
نزالِ ضعيفٍ غافلَتْكَ مخالِبُهْ

وفيكَ بملءِ الحلمِ حُبٌّ لأجلِهِ
تجازِفُ لو شُنّت عليكَ مَضارِبُهْ

ومثلُكَ في زَيفِ الزّمانِ نوادرٌ
تفيضُ على مرِّ الكروبِ مشارِبُهْ

وعهدُكَ مهزومًا تبوءُ بطعنةٍ
وأوجَعُ مَن يُؤذي الكريمَ أقارِبُهْ

بعَينَيكَ كُنهُ الشعرِ يخطِفُ سحرُها
كما الشّعرِ تُغوِينا بسحرٍ غَياهِبُهْ

تنامُ على حلمٍ وتصحو بخيبةٍ
ولا يعلمُ المحزونُ ما الغدُ سالِبُهْ

ومَن يتَّخذْ نحوَ المحالِ سبيلَهُ
فلابُدَّ تمضي للضَّياعِ مَراكِبُهْ
13/1/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى