من يسترد الصمت َ شعر رشا الخطيب
من يسترد الصمت َ؟
فنجان القهوة الفارغ
وأنت تقرأ طالعك تجد ذاك
النقش الصامت يخبرك عن سحابات
غائمة نثرت رمادها بقلبك
ومحت ماضيًا
لا يُبقى ولا يذر
لذا نحن فى حاجة لضخ بعض
المناعة لنا
ربما نمنع خلاء أمتد لخطانا
وخطى هؤلاء الصغار الذين نهشهم
الجوع ،البرد والصمت
الصمت منا
عن بلاغ عام لا يلتقمه
صمت الأدراج
وتتقاذفه المكاتب الميرى
صمت ٌ لا يرفع دموعه المسكوبة
خزائن البنك المركزى
فمن يجروء على الغناء
وقد أعلن الحجاج توا الكلِ متهما!
والصمت فرض عين
لعين حمئة
ثمة وجه واحد سيفشى
حروفك المقدسة
وإرثك الذى يتناقله جسدك
وأرتجل من الأحزان ما شاء
من الصمت
هذا الوجه يشبهك!
نعم يشبهك ويشبه
عمرا بداخلى غير ذاك المدون
بشهادة الميلاد
ليس عمرٌ صاخبا
ليس عمر اتكاليا ولا ليبراليا
ولا برجوازيا
لم يترك عبائته العربية
فى متحف اللوفر
أوعقاله على رأس تمثال الحرية
ولم يحلم بتلك العواطف الساخنة
خلف سور الأزبكية
والحب الضائع
بين القصرين
ليس عمريصبو لصيفات
لن تضل الطريق برواياتك.
تلك هى العقدة!
من يستورد لنا مشاعر بعدما
ضمرت القلوب وعجزت عن
النمو مجددا؟
ثمة صمتٌ يعتلى السماء
سحبٌ تبدو كنعش يزحف إثر
ميت آخر تتداوله صفحات البورصة
أو تخبئه فى جحيم الأرض
فى هيئة سبائك ذهبية
أو بترول سيُحقَن به البشر
عما قريب
لن أبالى إذا كان لهذا الصمت
أوالجحيم أسماء لفظتها القواميس
أو تركتها غابات أفريقيا
لأكلى لحوم البشر
فلن أبالى إذا ألقى كهنة آمون
قوانين حمورابى العظيم
على أغلفة الكرسات
لا تسرق لا تقتل
لا تكن مغرورًا أوتمشى مختالا
النظافة من الإيمان
أحب لأخيك ما تحبه لنفسك
ولم يعلمونا كيف نداوى نديمَ شغف
ولعنة حنين
لم يعلمونا كيف ننحت قلبًا من صوان
مهما تمر تواريخ أو صواريخ
عابرة للحضارات
صامدٌ لحروب الفيروسات
والنفسيات المنهكة
فمن يسترد الصمت منا؟
بعدما صرنا مجرد أزرار
نختبئ خلفها وشاشةٍ نتتعري لها
وببطء مصمت نتجه للهاوية