ساحة الإبداع

لقاءُ الأرواح شعر :ثروت سليم

 

عن طيف لزوجتي رحمها الله مر بي في منامي

****

جَاءتْ وقَدْ فَرِحَتْ بِنَا الأحلَامُ

فنَسيتُ.. مَا فعَلَتْ بِنَا الأيَامُ

سَألَتْ وكيفَ الحَالُ بعدَ رَحيلِنَا  

كيفَ الطعَامُ ..وكيفَ أنتَ تَنَامُ ؟

كيفَ الأحِبَّةُ ..كيفَ قطَّةُ بَيتِنَا ؟

كيفَ الحَديقَةُ ..والحياةُ نِظَامُ ؟

كيفَ الضُحَى والفَجْرُ بعدَ غيابِنَا ؟

والعَصْرِ..  دُونَكِ إنَّنَا الأيْتَامُ !!!

أنتِ الحبيبَةُ مَا لمَسْتُ عُطورَها

إلَّا .. وفَاضَ بخَاطري الإلهَامُ

أنَا لا أنامُ بغَيرِ طَيْفِكِ جَانبي

وبغيرِ قُرْبِكِ لا يَطيبُ طعَامُ 

وبِلا جُنونكِ ..لا يَجِيءُ تَعَقُّلي

وبِلا ظُنونِكِ ..لا يَطيبَ كَلامُ

قالتْ وكيفَ مُحَمَّدٌ ..أو خالدٌ ؟

عُمَرٌ ..وسِمْسِمَةٌ لها الإقْدَامُ ؟

فأجبْتُها ..والحَمْدُ للهِ الذي

سَتَرَ العِبَادَ ..وفضْلُهُ الإكرامُ

فأبو الوَليدِ بنَى بزوجتِهِ التي

لكِ تنتمي ..والبَاقياتُ سَلَامُ

قالتْ عَلِمْتُ الآنَ أنَّكَ حَائِرٌ

ولكُلِ قَوْلٍ في الرِجالِ مقامُ

أنا لا أغارُ إذا رُزِقتْ بزوجَةٍ

حتَّى يُصَانَ .. بروحِكَ الإسلامُ

حتَّى يفيضَ الشِّعْرُ مِنْكَ مُنَزَّلَاً

فيسيلُ من شَهْدِ المُحِبِ مُدَامُ  

فأجَبْتُهَا : ومَنْ التي بوفَائِهَا

صَبَرَتْ.. وكم نزَلَتْ بِكِ الأسْقَامُ ؟

ومَنْ التي أمُ البنين ..وأُمُّنَا ؟

ومَنْ التي للأُمَّهَاتِ وَسَامُ ؟

ضَحِكَتْ..كأنَّ بقَلْبِها شيئاً وقَدْ

قالتْ: كثيرااااتٌ ..وفيكَ  هُيَامُ !!

فعَلَى يَمِينِكَ ألفُ..ألفِ جَميلَةٍ

وعلى يَسَارِكَ شَهْقَةٌ ..ويَمَامُ !!

فشِفَاهُهنَّ ..بها الرِضَابُ مُلَوّنٌ

ونُهُودُهُنَّ .. كأنَّها الأصنامُ

صِوَرٌ أمامَكَ أو ورَاءَكَ كُلَّما

ألقيتَ شِعرا تشتهيك  حُذَامُ

تتمايلُ الغَيْداءُ قُرْبَكَ ..صَوْتُها

غنجٌ ..وسِحرُ حديثِها الأنغَامُ

ماذا عن الأُنثَى ؟ أتجْهَلُ سِرَّهَا؟

ولأنتَ ..أنتَ الشاعِرُ المِقْدَامُ !!

فأجبْتُها ..ما زِلْتِ أكثرَ غَيْرَةً

أنا لا أُحِبُ سِواكِ كيفَ أُضَامُ ؟

أنا شاعِرٌ كُلُ النِسَاءِ عَشِقْنَني

فأميرةٌ ..وسَميرةٌ ..وسِهَامُ

وأنا عَشِقْتُكِ قَبْلَ كُلِ جَميلَةٍ

فأنا لكُلِ العاشقينَ .. إمَامُ

لَكِنَّ قلبيَ لم يزلْ لَكِ مُخلِصَاً 

وعَبيرُكِ الأزكى ..ولستُ أُلَامُ

قَبَلْتُهَا قبلَ الودَاعِ ..فدَمْعَةٌ

سَالَتْ ..ودَمْعُ العاشقينَ غَرامُ

فدَعَتْ..دعَوْتُ اللهَ يومَ لِقائِنا

بالخُلْدِ .. يجْمَعُ شَمْلَنَا العلَّامُ

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى