ساحة الإبداع

اللا شئ قصة … بقلم / محمد عطية

صفحات قليلة و تنتهي أخر رواية من رواياتي . عانيت فيها الكثيير فلم تكن هذه الرواية كغيرها من الروايات التي كتبتها . رواية تختلف في كل شيء .

رواية غريبة في احداثها . فى ابطالها . في اماكنها. في تفاصيلها.

رواية بالرغم من اني كاتبها إلا أنها غيرت كثير من المفاهيم بداخلي .

 طارق بطل الرواية و نور البطلة و شخصيات اخري كثير تعج بها أحداث الرواية .

مررت في كتابتها بتقلبات نفسية يصعب تحملها حتي ظننت أنها لن تكتمل و يصبح مصيرها إلي اللا شيء .

و السبب هو طارق و نور بطلي روايتي فشخصية طارق المركبة المعقدة استنزفت من تفكيري الكثير بالرغم من أن الشخصية من نسج خيالي أُشكلها كما يحلو لي كما هى شخصية نور ايضا التي تعتبر من الشخصيات المسالمة عكس شخصية طارق العنيدة المشاكسة .

و اثناء كتابتي للرواية حدثت اشياء لم اكن اتوقعها او يتوقعها او يتخيلها اي شخص مهما وصل به الحد من التخيل 

لن اطيل عليكم ….هيا بنا لنتعرف علي ما حدث .

في احدي غرف مستشفي لعلاج الامراض النفسية .

طارق مستلقي علي سريرة فى حالة إعياء شديد بعد جلسة من جلسات العلاج بالكهرباء .

لكنه مدرك لكل ما يدور حوله . يشعر بتحركات طاقم التمريض في الغرفة كما كان يشعر ايضا بدخول الدكتورة نور – الطبيبة المعالجة للحالة –

نور توجه حديثها لأحد أطقم التمريض : كيف حال طارق اليوم؟ –

يقاطعها طارق – اريد التحدث إليكي علي انفراد يا دكتورة . –

تطلب الدكتورة نور من طاقم التمريض بالخروج و تقترب من سرير طارق و تجلس علي المقعد المجاور للسرير .

نحن الان بمفردنا اريد ان اطمئن علي احوالك هل انت بخير؟

لا لست بخير الاحلام المزعجة بدأت تطاردني من جديد . تحاصرني ليل نهار حتي انها اصبحت تلازمني حتي و انا مستيقظ – ساصاب بالجنون يا نور – .

نور تنظر اليه بنظرة حانية

يبدو انك غير ملتزم بالتعليمات و غير منتظم في مواعيد الدواء . لقد نبهتك اكثر من مرة و لم تلتزم – هكذا انت منذ ايام الكلية يا طارق- .

طارق بعصبية ..ايام الكلية ؟؟ مرة اخري تذكريني بأيام الكلية. لم اكن فاشل كنت من الاوائل لولا دكتور علي هو سبب كل شىء سىء في حياتي – اصمتي يا نور –

ذاك المؤلف الذى القى بي فى هذا المصير … هو السبب فى كل هذه الاحداث المؤلمة التي تحدث لي في هذا السيناريو الحزين . لو كنت مكانه لكنت كتبت احداثاً مختلفة تماما و كان بامكاني ان اكون في مكان اخر , و ان يكون مصيري غير هذا المصير .

نور ترد : طارق انت تعلم اننا مجرد شخصيات من نسج خيال المؤلف و لا يحق لنا تغيير اي حرف او اي موقف من مواقف روايته

نحن مجرد ادوات يستخدمها الكاتب كيفما يشاء .

طارق يرد عليها .. الي متي يا نور سنظل ادوات الي متي سنكون مجرد منفذين لخيال الكاتب لابد ان تكون لنا وجهة نظرنا الخاصة و يجب ان يقتنع بها المؤلف .

و هنا يتدخل المؤلف مخاطبا طارق .. ..طارق ماذا دهاك !! لقد كنت طوال احداث الرواية منذ فصولها الاولي و حتي الان طوع ارادتي تنفذ ما هو مكتوب لك في سياق الدراما كما تفعل باقي الشخصيات بما فيهم الدكتورة نور .. طارق يجب ان تعود الي رشدك و تستكمل ما اقوم بكتابته انا هنا المؤلف و انت شخصية من صنع خيالي .

هنا تقاطعة دكتورة نور .. سيدي المؤلف نحن نعلم هذا جيدا ارجو المعذرة بالنيابة عن طارق فهو متعب . و السيناريو الذي كتبته له قاسي و ملئ بالاحداث الصعبة عليه او علي اى شخصية اخري كانت ستكون مكانه

برجاء التماس العذر .

هنا ينفجر طارق غاضبا . لماذا كل هذه المعاناة و لماذا طارق كان يمكن ان تكون المعاناه من نصيب دكتور علي .

الدهشة اصابته كيف لشخصية من نسج خياله شخصية علي الورق ان تناقشه و تطلب منه تغيير الاحداث لمجرد انها احداث مؤلمه لها

و نظر الي الورق و القلم بيده و بدأ يفكر باستغراب هل هذا ممكن ام اني احلم حلم غريب ؟

قاطعة طارق بقوله لن اكمل فى روايتك حتي تقوم بتعديل احداث الرواية

اريد ان اعيش حياة سعيدة و ان استمتع بكل لحظة من لحظات حياتي فى هذة الرواية و نظر الي نور و همس لها هل انتي معي ام انك مع المؤلف ؟

كانت نور في حيرة من امرها فهي تعرف انها مجرد شخصية خيالية من نسج خيال المؤلف و ليس لها اي خيار اخر الا تنفيذ ما يحلو للمؤلف صياغته في روايته و هي ايضا تربطها بطارق قصة حب من ايام الجامعة كما هو مكتوب في الرواية و لكنها قررت ان تستكمل دورها في الرواية كما اراد لها المؤلف .

و قالت لطارق انا نور كما اراد المؤلف .

تساقطت دموع طارق و اخذ يبكي بشده ..هنا نظر اليه المؤلف و قال له بحدة انت هنا بسببي طوع امري . ليس لك خيار اخر و ستكمل الدور المكتوب بدون خروج علي النص انت مجرد مجموعة من الحروف تكونت علي الورق اخطها بقلمي .

هنا احمر وجه طارق غضباً و قال بصوت عالٍ : لاااااااااااا.

و اكمل : لن استمر في روايتك هذه.

وقام وقفز من بين سطور رواية المؤلف فسقط في اللا شئ .

 و هنا اصابت الدهشة نور و ظهر هذا علي وجهها و هي تقول للمؤلف : لقد ترك طارق صفحات الرواية , كيف ستكتمل الرواية بدون طارق ؟ كيف ؟!!

عم الصمت سطور الرواية قليلا .حتي امسك المؤلف بالقلم و قال بصوت مرتفع يشوبه بعض الغرور : انا من صنعت طارق و انا قادر علي صناعة مائة طارق .

انطلق طارق في اللا شئ يبحث عن سطور تناسب ما يريد ان يكونه , لا ما يريده المؤلف.

و اثناء بحثه وجد مؤلف اخر يمسك بالقلم و يكتب رواية فقفز فى خيال المؤلف و عرفه بنفسه و ما حدث له في الرواية الاخري . فما كان من المؤلف الا انه نظر اليه نظرة استهجان و قال له : انا لا اقبل ما فعلته فعندي افكاري المستقلة و لن استبيح لنفسي بأخذ افكار اي مؤلف اخر .

من فضلك اخرج من خيالي و لا تعد مرة اخري .

كرر طارق المحاولة عدة مرات وباءت جميعها بالفشل و لم تفلح منها اي محاولة .

عندها عاد طارق الي روايته عله يقنع المؤلف بموقفه لكنه فوجئ بأن صفحات الرواية مطوية . فتسلل بين صفحات الرواية فلم يجد مكانه موجود كما كان من قبل ان يقفز منها .

و وجد شخصية اخرى تشبهه لكنها ليست طارق و وجد نور كما هي .

نظر اليها فوجدها تبكي في صمت .

فخرج طارق من بين سطور الرواية و قفز مرة اخري الي اللا شي .

عزيزي القارئ

ما هو رأيك

هل من الممكن ان تتمرد الفكرة ؟؟؟

……ابقي معي لعل في القادم جديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى