دكتور عايدي علي جمعة يكتب : منال رضوان بين الحضور الإبداعي وطقوس الكتابة
. منال رضوان القاصة والكاتبة والروائية والناقدة أيضًا، تتميز تجربتها بالكتابة الجادة والمتنوعة. فكتاباتها تتوزع عبر أنواع أدبية مختلفة. فلها إنتاج شعري يتميز بالعلاقات المدهشة بين الجمل الشعرية. وتبدو القصيدة لديها ذات تركيز مرتفع وتكثيف يلفت الأنظار وتجمع في داخلها عوالم مختلفة تدمجها الشاعرة في جديلة تجعل المتلقي يعيش معها في عالمها
المدهش. وعلى الرغم من حضور التجربة العاطفية بقوة في كتابتها؛ فإنها تصوغها من خلال مفردات وجمل وتركيب تتفاعل مع البيئة واللحظة الاجتماعية. ويبدو اهتمام منال رضوان بفن القصة القصيرة بوضوح وقد ظهرت لها مجموعات قصصية تتفاعل مع الواقع المعيش بصورة قوية وكاشفة عن تفاعلها ذلك، لكن في صياغة تقترب من الشاعرية والرومانسية مع معرفتها الواعية للخط الفاصل فيما بين تلك الأنواع الأدبية المختلفة. وللكاتبة أيضا اهتمام بفن الرواية ولها في هذا المجال إبداعات ذات حضور واضح، منها روايتها بلكونة نحاس، والتي أعادت لنا تجربة الأصالة والرصانة الأدبية بروح تناسب العصر ومجريات أحداثه، وكما علمت منها أنها بصدد إصدار طبعة ثالثة من روايتها في غضون أسابيع قليلة . كما أن الكاتبة تتفاعل مع النقد الأدبي ولها في هذا المجال مقالات لاقت استحسانًا كبيرًا من القراء، حتى أصبح لها جمهور ينتظر بشغف مقالاتها اللافتة. وهنا يبدو المعمار الثقافي لمنال، حيث تطل من كتاباتها ثقافة أدبية وثقافة فلسفية يدركها القارئ بسهولة ويستحسنها الناقد أيضًا. كما أن لمنال رضوان حضورًا ثقافيًا متنوعًا من خلال مشاركاتها في الندوات الأدبية التي كشفت عن تفاعلها الخلاق مع مبدعي عصرها. ويبدو أنها تصر لا تمل المحافظة على الدهشة والإعجاب بنشاطها من قبل محبي كتابتها التي أصر على أنها تتميز بمذاق خاص؛ فتطل علينا منال مؤخرًا بمجموعة قصصية موسومة بطقس اللذة، وهي قصص قصيرة وقصص قصيرة جدًا لعبت فيها على التكثيف والمفارقة بشكل أدهشني الدهشة ذاتها التي شعرت بها عند قراءة العنوان المثير، وسرعان ما تبددت دهشتي عندما طالعت الإهداء الذي اختصت به الكتابة، فقالت هي.. ( قدسية الشهوة وطقس من طقوس اللذة) فهذي هي منال رضوان التي تتوضأ بماء الحرف وتخرج علينا كل مرة بطقس جديد من طقوس اللذة.
أ. د. عايدي علي جمعة
أستاذ الأدب العربي جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب
