“كنز الحواديت……….دوران شبرا” .. للقاص محمد عطية

أنا نازل أتمشي شوية في شوارع و حواري شبرا أتفرج على الناس ، أبص في وشوشهم أسمع حواراتهم وهمه على القهوة ، و همه واقفين عند بتاع عصير القصب ، وهمه خارجين من الجامع بعد الصلاة ، و همه متجمعين و رايحين الكنيسة ، أتفرج علي الولاد و همه بيلعبوا كورة في الحارة و عاملين باب البيت جون ، أقعد ع الرصيف مع اللي بياكلوا دره مشوي جنب الست اللي بتشوي الدره ، أقف معاهم و همه مستنيين الميكروباص و الأوتوبيس في دوران شبرا و شارع خلوصي وشارع الترعة .

شبرا بالليل بتكون كنز حواديت .. هاسمع منهم هاقرا كلام عيونهم ، هاعيش معاهم لحظات الفرح و الحزن .
أكيد هارجع بعد التمشية بكام حدوتة جميلة واقعية من حواديتك يا شبرا

كان ياما كان…و سيبك من زمان… و خلينا ف الأن و صلي علي النبي العدنان
لما فكرت ابتدي إحتار دليلي.. يا تري أبتدي منين و إيه أول حاجة هتقابلني و بعد تفكير عميق مع سيجارة أخدت مفاتيح عربيتي و نزلت علي السلالم و مع أول نفس من السيجارة قلت دوران شبرا يا واد يا محمد هناك هتلاقي بدل الكنز.. يوووو متعدش دا إنت هتلاقي كنوز بالهبل من الحكايات.. دا إنت هتتكعبل في الكنوز.
ركبت عربيتي الجديدة و قلت أهي توصلني للدوران و أركنها و أبتدي
و قد كان اللي ماكانش ف الحسبان.
يا دي الحوسة و اللوصة مش لاقي مكان أركن العربية…
زحمة تقولشي يوم الحشر ناس على عربيات على بياعين بطول الشارع
المهم لقيت حتة فاضية قلت أحمدك يا رب…. بس يا فرحة ما تمت
سمعت صوت غريب كده طالع من محل جزم… أسف من محل بيع احذية حريمي… يا حضرة ماتركنش هنا..
أنا بصوت ملائكي ليه بس خير ما المكان فاضي أهوووووو
رد عليا لأ مش فاضي..
قلتله لأ فاضي و الله.. قاللي لما أقول مش فاضي تصدقني علي طول
أنا / م أهه فاضي و الله
هو / لأ عربية المحل جايبه بضاعة كمان دقيقة إتفضل بقا ع المسا
طبعا أنا إتفضلت ما هو ميصحش اقف مكان عربية الجزم.. قصدي العربية اللي جايبه شغل للمحل.
قصره.. طلعت قدام شوية لقيت محل البان قدامه حتة فاضية قلت أحمدك يا رب أركن بسرعة قبل ما صاحب المحل يقوللي فيه جاموسة جايه حالاً و هنحلبها قدام المحل
بس يا خسارة حلم الركن طار… طبعاً هتقولولي ليه.. أقولكم ليه يا سادة
في لمح البصر و زي مايكون اللي عنده علم و أحضر عرش الملكه بلقيس من سبأ قبل ان يرتد طرف سيدنا سليمان.. جاب توكتوك و حطه مكان ما كنت هاركن….و طبعا لما شفت التوكتوك مفتحتش بقي ب ولا كلمة لأني لو فتحت بقي هبات في مستشفى الساحل
مشيت بالعربية و قلت طب ما أركن في أي شارع جانبي رايق
و فعلا الشوارع الجانبية رايقااااااا.
بس كلها خوازيق.
و الخازوق يا سادة هو ذلك الشئ الحديدي أبو قفل من تحت
اللي كل واحد حاطت خازوقين بيحجز بيهم مكان لعربيته
و لما شفت كمية الخوازيق اللي مخزوقين بيها الأرض
رفعت راسي و إيدي للسما و دعيت و قلت
إلاهي تتخزوقوا خزوقه سليمان الحلبي يا قادر يا كريم زي ما خزوقتوا الشارع.
و أخيرا جتلي فكرة أنا أركن عند بتاع عصير القصب و أشرب من عنده شوب عصير كبير و بعدها اتمشي براحتي
و قد كان وقفت بوش العربية قدام المحل و لما الواد شافني قلتله أنا نازل اشرب عصير.. قام شايل الكرسي اللي حاجز بيه مكان و قاللي إتفضل يا هندسة.. هههه مايعرفش إني تجارة مش هندسة….
المهم دخلت المحل و قلتله شوب قصب كبير و طلعتله جنيه فكه علشان يديني ماركة.. بصلي و قاللي الشوب الكبير بتمانية جنيه..
قلتله عايز قصب مش فخفخينا… بصلي و ضحك و قاللي اسمه كوكتيل. فخفخينا دي كانت زمان أيام ما كان القصب ب جنيه. دلوقتي القصب بتمانية جنيه و الكوكتيل بعشرين جنيه
الله يرحم زمان و أيام زمان… خد سبعة جنيه اهم…
إديني يا ابني شوب قصب كبير…
و يا دوب بحط الكوباية و هاشرب…
لقيت عيل صغير بيشدني من البنطلون
بابا بابا بابا… الواد علق علي قولة بابا بابا بابا
بابا مين يا حبيبي مافيش فايدة بابا بابا بابا.. وأمه تقول له بس يا ميدو دا مش بابا يا حبيبي.. و ميدو معندوش تفاهم و ميدو معندوش تفاهم حاضن البنطلون .
و أنا أقول له أنا مش بابا يا حبيبي.. يا مدام خدي الولد مايصحش كده
الناس تقول إيه.. أبوه و بينكره ؟ عيب كده يا مدام
المدام قالتلي أنا أسفة يا أستاذ أصل إنت شبه باباه اللي مات من أسبوعين…. هي قالت كده و أنا هاتك يا عياط زي العيل الصغير
شلت الولد و أخدته في حضني و الولد فرح قوي و قاللي وحشتني يا بابا كنت فين أوعي تسافر تاني أنا باحبك قوي
عايز أقول لحضراتكم إن المحل كله بقا يعيط من الموقف
إديت الولد لأمه بعد ما خليته يشرب العصير بتاعي و قلتله روح مع ماما دلوقتي و أنا هاشتري حاجة و أبقى أحصلكوا
و إديت رقم تليفوني لأم ميدو و قلتلها كل فترة إبقي كلميني علشان أبقي أشوف ميدو .