أخبار ثقافية

“كانڨاس” .. لوحات يرسم عليها سيد عبد الرازق ديوانه الجديد

كتبت : ناهد عبدالسلام

عن دار إبهار للنشر والتوزيع وفي (124) صفحة يطل علينا سيد عبد الرازق في ديوانه الجديد (كانڨاس) الذي صدَّره بإجراء محاورة مع صديقته القصيدة في مقدمة نثرية وشعرية ماتعة، تفتح آفاقا لما سوف يقدمه الديوان الذي اتخذ شكل لوحات رسمها الشاعر في شكل قصائد على الكانڨاس الذي حمل عبر تاريخ الفن لوحات فنية غاية في الشهرة كرسومات فان جوخ، بوشيه، وفرانسيسكو غويا، وجاك لوي فيلد، يوهانس فيرمير، وغيرهم الكثير.
تحت كل عنوان يضع سيد عبد الرازق مجموعة من اللوحات، تسهم في إبراز العنوان، وتتخذه رمزا أعلى تفَصِّله عبر القصائد أو اللوحات على حد تعبير الشاعر، يبدأ عبد الرازق بعنوانه الأول (عن الهبة السماوية: الشعر) ليبرز من خلال لوحاته الأربع قراءته لعالم الأدب، بما فيه من اشتعالات وانطفاءات وعلاقات متماوجة مضطربة، بين الفن ومبدعيه ومتلقيه وامتداد معاناته، مستلهما نماذج شرقية وغربية ممتلئة بالقضايا، ومرتكنا إلى ذراع اللغة والتصوير في شحن قصائده أو لوحاته بألوانه الخاصة.
ويضع عنوان (عن أسير الواقع: الإنسان) بابا للدخول إلى القسم الثاني من مرسمه المنفتح على مستويات من التجريب اللغوي والشعري والنفسي، فتأتي قصائد تجريب، ورماد مجسدة لهذا الإنسان الباحث عن زوايا جديدة للخلاص، وتأتي قصيدة خمسة فرانكات للويز لتبين مدى الوقوع في التناقض البشري بين ما نؤمن به وما نمارسه، ويرسم لوحة لمن أطلق عليهم (الشهابيون) تصويرا لنوع آخر من العلاقات البشرية الواقعية.

ديوان كانفاس للشاعر سيد عبدالرازق
ديوان كانڨاس للشاعر سيد عبدالرازق

و(عن البصيرة التي تجلي عمى الحياة: الفلسفة) تأتي الغرفة الثالثة من غرف المرسم في لوحات خمس جميعها تتعلق بدعوته إلى التفكر والتأمل واستثمار الدهشة وطرح التساؤل والجدل، مستلهما التهكم السقراطي ونظرية باشلار وكوجيتو ديكارت في الدعوة إلى التفكير وتعليق المصابيح داخل العقل لا أمام الكهوف المظلمة.
ثم ينطلق عبد الرازق إلى غرفة أخرى من معرض لوحاته متناولا في أربع لوحات خساراته المتعددة تحت عنوان (عن رفيقتي الجميلة على الطاولة: الخسارة) ليبعث في أذهاننا صورة تلك الرفيقة التي مرت أمام أعيننا جميعا في مشاهد السينما التي تحثه على اللعب والمقامرة وتجريب حظه من جديد رغم خساراته المتتالية، في استلهام سينمائي يجسد الدعوة إلى الأمل في الصعود من جديد رغم جراح الخسارات والسفر المضني عبر الحياة، والإحساس بالغربة.
ولا يرضى سيد عبد الرازق أن ينتهي ديوانه إلا بلمحة الجمال فيضع عنوان (عن التجسيد الوحيد للجمال: المرأة)، المرأة بكل احتمالاتها في لوحة غويا، وفي المقهى، وفي بحثها عن مكان للجوء جديد، وفي قراءة مغايرة لها، وفي نضوجها، ويرسم أطالس متعددة لزواياها، ثم يدخل كاميراه الخاصة إلى لوحتها ليأخذ عدة لقطات سينمائية لمعنى الجمال الوحيد المتجسد، المرأة.
ولسيد عبد الرازق تجاربه الإبداعية السابقة التي حملته إلى جوائز دولية متعددة كجائزة عبد الله الفيصل من المملكة العربية السعودية، ومن الإمارات فاز بعدة جوائز منها الشارقة للإبداع العربي وفاز بجائزة البردة مرتين، ومن المملكة المغربية فاز بجائزة أحمد مفدي التقديرية للشعر ونقده، ومن فلسطين فاز بجائزة الحرية، ومن مصر فاز بجائزة المونودراما في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، وجائزة وزارة الثقافة المركزية، وجائزة أحمد بهاء الدين وغيرها.
كما أصدر عبد الرازق عدة مسرحيات ودواوين شعرية منها: مسرحية العابر، سلام سلاح، حلم قديم، ديوان ويرسمها الدخان، أخيرا تصمت الزرقاء، نيرڨانا والذي حاز جائزة النشر الإقليمي من وزارة الثقافة، وديوان وحدها في الغرفة، وديوان يقامر شعره الفائز بالجائزة المركزية من وزارة الثقافة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى