قصي إدريس يكتب رسالة في زمن الغربة

إلى الحراس في باب المدينة
أواري سوءتي بعرى حزينة
و أجعل من هواي ضماد نخل
فجرح القلب تحمله السفينة
أسير إلى سراب الوقت صحوا
فتوصلني قلوعي للسكينة
برحلة كاهن في العتم يجري
و يشعل شمعة تغري عيونه
لجنّ قصائد بالليل يرخي
سدول الحب أفئدة و زينة
سألجئ نحو كهفي من حنين
فشعري اليوم أهدى لي جنينه
و وجه خطيئتي بالماء ينمو
كصوفي تعلق روح طينة
بأعلى أفقه شمس تجلت
و أعلت من ضياء الحق دينه
كبدر صان في بلد عيونا
و خان بوهجه بلدا خؤونة
كدرهم فضة في الفجر يسري
و يحمل بالندى شجرا رزينة
غدا تحلو كأحلام الصبايا
على نهر جفا غده و طينه
لأيامي السعيدة نضو حلم
تغيث سنابل العمر – الخزينة
لأحلم بالشروق يزين فصلا
ربيعا بات يشعل بي قرينه
و أنكيدو يحرك في أوروك
لرسم خلوده ترجو جنونه
رياحا تطرح الآمال أرضا
و تغرق بحرها تشجي أنينه
و هذا حارث في الصخر يبدو
كلون الورد يُشربه عرينه
أنا العربي من عمان حتى
دمشق العز أخلاقي أمينة
و قدس تنده الإسلام صوتا
مسيح اليوم تصلبه الضغينة
يصلي دمعه جبا و ذئبا
لصوب كنانة تحيي حنينه
قميص حبيبه في الرمل يغدو
دواء عماءه يشفي جفونه
إلى الحراس مازال انتظار
يحوّط غربتي بعرى حزينة
الشاعر قصي إدريس /الأردن