ساحة الإبداع

أوبرا مصر تَنشُر “ثلاث رسائل من أرشيف مواطن” قصة قصيرة لـ”عماد أبو زيد”

• الرسالة الأولى
أراك تدَّخِرُ البارود، تصون السلاح؛ كي يعود صوتُ أبيك منطلقًا من أسره، مُزَغْرِدًا، بَيْدَ أنَّ قُبلَةً لم يضعْها أبوك على خدك، يوم أن اختاروا لك اسمًا.. تّذَكَّرْهُ، كيف تنساه إذ صار اسمك ابن الشهيد؟!
ومازلت تذكرُ عمَّكَ الذي فقدت ابتسامته أيضًا من بعد، إلَّا إذا قمت تعبثُ في أشيائك القديمة، تُخْرِجُ منها آخرَ معطفٍ، أهدته يدهُ التي مسحت رأسك.

• الرِّسالةُ الثانية
وخذْ زينتك عند كل خطوة، وارتدِ ثوب البطل، وإن شئت علقْ شارة المغوار على صدرك؛ فلقد عبروا، وعد إلى ألوانك، وامحُ صحائفَ الأحزان.
وهآنذا في منامي أراك تجلس على أحدَ عشرَ كوكبًا، تستشعرُ دفءَ قُبلةٍ من أبيك، تضيء وجهك، وابتسامة عَمِّكَ تُنيرُ الآفاق.

• الرِّسالةُ الثالثة
عُدتَ تتحسسُ صوت أبيك وعمِّكَ من جديد.
وعاد جنود النَّصر يسألونك عن خطاهم في رأسك؛ ولذا كان لزامًا عليك ألَّا تتخلى عن عهدك. تّدَّخِرُ البارود؛ كي تعاود النيرانُ مرماها بشبق ذات يوم، قبل انفجارها في رأسك، وانتحار الجنود.

 

 

 

 

أوبرا مصر ، ساحة الإبداع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى