أوبرا مصر تَنشُر قصيدة “كل الطيور على أشكالها تلد” للشاعر السوري بهاء الديب

أنا بلوحـةِ أشــجـارِ الخــريفِ يـدُ
فلا أصـابعُ لي ظلَّت ولا جســـدُ
٠
إليَّ تنظـــرُ ،مــن غـصنٍ بـلا ورقٍ
الى غـصوني التي تمشـي وتبتعدُ
٠
في المســرحِ الحالكِ المبتورِ منبرَهُ
وقفتُ أبحـثُ عن عينيكِ لا أجــدُ
٠
هنا الخـرابُ مدى كفيِّه أطولُ من
أعـمارِنا ويـدانا الصـــبرُ والـجـلَدُ
٠
هنا العصــافيرُ أصــواتٌ محــنطةٌ
من الحــنـينِ الذي مـن دمعنا يَردُ
٠
هُنا ولدنا وصــدقنا الحـــياةَ بأن
“كلُّ الطــيـورِ على أشـــكالها تَلِدُ”
٠
هنا ولدنا لنلقى حــتفَ أســـئلةٍ
لم يســتطع كتمها مــيْتٌ ومضـطهدُ
٠
هذي الخــيامُ على أوجــاعنا نهضَت
أحــلامُنا حــبلةٌ والغــربَةُ الوتَـدُ
٠
لم نقترف فـكرةَ الحــطّابِ يا بلدي
ولم نصـدِّق هشــيمَ الأرضِ يا بلدُ
٠
ومـا نـزال وروداً جــرحُــنا لغــةٌ
يقولها البحــرُ والـبحَّــارُ والــزَّبدُ

٠
قيامةُ الوردِ أن تشــتمَّهُ إمرأةٌ
وأن ترى فيهِ ما ظــنَّتْ وتعتـقدُ
٠
سـأهجرُ الشـعرَ إن ظلَّ الشـتا ورقاً
وظلَّ حــبريَ مـن كانونَ يرتـعدُ
٠
وتضـحكُ الريـحُ من قولي وتخبـرني
أنَّ القوافي بحـزنِ الأرض تتحد