أخبار ثقافيةأخبار عاجلة

أوبرا مصر في حوار مع المفكر المصري طارق حجي

أجرت الحوار : بسمة يحيى

المفكر المصري طارق حجي، بعد إثارته للجدل بآرائه عن الشيوعية ومحاربته لتيار الإسلام السياسي، .. طارق حجي الفيلسوف والكاتب الكبير الذي قضى عمره يؤلف الكتب والمقالات، موقع أوبرا مصر كان له هذا الحوار مع الكاتب والمفكر الذي  يحكي لنا من خلاله كيف استطاع أن يتغلب على الصعاب حتى كتب التاريخ اسمه.

س : اختصر لنا سيرتك الذاتية أيها المفكر الكبير.

ج : يصف الإنجليز من يمارس عملين بأنه يرتدي قبعتين. وأنا عشت حياتي وفق هذا الوصف أيّ أرتدي قبعتين : قبعة المدير التنفيذي لمؤسسات عالمية وقبعة الفكر والثقافة. فقد كنتُ لسنوات عديدة الرئيس التنفيذي لمؤسسة بترولية عالمية كانت وقتها هى أكبر مؤسسات العالم البترولية ، وبمحاذاة ذلك كنت المنشغل على الدوام بالفكر والثقافة وهو الإنشغال الذى أثمر إصداري لقرابة 40 كتاباً نصفها صدر فى مِصْرَ باللغة العربية بينما صدر نصفها الآخر فى أوروبا بالإنجليزية والفرنسية والإيطالية … وأيضاً مئات المحاضرات والندوات والحوارات. وهذه الأنشطة كانت تتمحور حول هدف رئيس هو نشر قيّم الحداثة وأهمها التعددية وقبول الآخر والتعايش المشترك وحقوق المرأة ككائن كامل الإنسانية ولا يقل بأية درجة عن الرجل ، وكذلك حقوق الآخر وبالذات “الآخر الديني”. ونظراً لأنني أباشرُ و أمارس هذه الأنشطة بأكثر من لغةٍ فقد أتاح لى ذلك التواجد بأنشطتي الفكرية والثقافية على نطاق واسع خارج مِصْرَ وبالذات فى أوروپا. ولابد أن أضيف أن الترويج لقيّم الحداثة أملى عليّ تقديم عمل فكّري متكامل لنقد البديل وهو المشروع الثيوقراطي الذى يعمل الإخوان على نشره. وقد أصدرت عدة كُتب تنقد هذا المشروع الثيوقراطي منها كتابي “الطاعون” الذى صدر بالعربية والإنجليزية والفرنسية.

س : هل فشلت الماركسية؟

ج : فشلت يقيناً فى تجاربها السياسية الكبرى مثل الإتحاد السوڤيتي وأوروبا الشرقية. ولكنها نجحت فى إيقاظ الإهتمام بالعدالة المجتمعية. ومن الضروري أن أذكر أن عهد الإيديولوچيات كلها قد انقضى.

أكمل العبارة:
….هذا الشخص حاربني في بداية حياتي، لكنني….

الصحفية والباحثة بسمة يحيي المستشار الإعلامي لنقابة المخترعين
الصحفية والباحثة بسمة يحيي المستشار الإعلامي لنقابة المخترعين

ج: حوربت من أشخاص وليس من شخص. وكنت محظوظاً لأنني لم أهتم لم أنشغل بالأمر.

س : ما الذى يخيفك على مستقبل مِصْرَ ؟

ج : أنا أعتقد أن يوم 3 يوليو 2013 هو أهم يوم فى تاريخ مِصْرَ الحديث. فهو العلامة الفارقة بين مصيرٍ كمصير سوريا والعراق واليمن وليبيا و مصير يسمح بالأمل. ولكنني لا أخدع نفسي ومن يقرأ لي بالقول “أن كلَ شيءٍ على ما يُرام”. فهذا تعليمياً و ثقافياً ومن زاوية الخطاب الديني بعيدٌ عن الصدق والصواب. فرغم التطوير والتحديث اللذين حدثا فى المقررات التعليمية ، فلا يزال التعليم فى مِصْرَ بعيد عما هو منشود أي نظام تعليمي يخدم عملية تأصيل قيّم الحداثة والدولة المدنية. أما المناخ الثقافي فشبه معدوم الأثر. والأهم أن الدعوة لتجديد الخطاب الديني لم تتحول لواقعٍ بسبب تمترس شخصيات ومؤسسات معادية للدعوة. وأخشي أن يكون عدم حسم هذا الموضوع هو فى صالح القوى الرجعية فى مجتمعنا وأعني من يشتركون مع الإخوان والسلفيين فى الفكر والعقلية والأهداف.

س : من هم أفضل من يحملون شعلة التنوير اليوم فى مِصْرَ ؟

ج : نحن أمام نوعين من التنويريين فى مِصْرَ اليوم. نوع مسلح بتكوين أكاديمي ومعرفي وثقافي ثريّ ونوع هو أقرب للصحافة. والنوعان مطلوبان وضروريان ومفيدان. وكل أفراد النوعين يقومون بمهمة تاريخية شديدة الأهمية. وأهم أسماء النوع الأول د. مراد وهبة و د. حسن حمّاد ، وهما من أهم أساتذة الفلسفة الجامعيين.

س : ماذا تكتب فى رسالةٍ منك لرئيس الجمهورية ؟

ج : أَكتبُ ما يلي :

أعتقد يا سيادة الرئيس أننا لو كتبنا على سبورة أهم مشاكل مِصْرَ فسنجد أن أمامنا نوعين من المشاكل.

نوع له جسم مادي ، مثل البنية التحتية ومحطات الطاقة والمشروعات الصناعية والزراعية …. وغيرها.

ونوع معنوي مثل التعليم والخطاب الديني والثقافة والإعلام.

وقد أطلقتُ فى واحدٍ من مؤلفاتي تسمية الهارد-وير على المجالات المادية وتسمية السوفت-وير على المجالات غير المادية.

ونظراً لإنجاز الكثير خلال السنوات ما بين 2014 و 2022 فى العديد من مجالاتِ “هارد-وير-مشاكل-مصر” ، فأرجو أن تشهد السنوات من بداية 2023 تركيزاً على مشكلات مجالات “سوفت-وير-مشاكل-مصر” ، لأن بذلك تكون مصرُ قد نجت من عقلية وأفكار أكبر أعداء قيّم الحداثة وتحديداً كل مجموعات الإسلام السياسي.

 

 

 

أوبرا مصر ، أخبار ثقافية ، أخبار عاجلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى