محاكمة الوجوه الزائفة بـ”عقاب الثلاثيات” رواية اجتماعية وإنسانية بحبكة بوليسية مثيرة لـ”خالد الشهاوى”
صادرة عن دار النخبة للنشر ..

كتبت : منال رضوان
صدرت حديثاً عن دار النخبة العربية للنشر والتوزيع، والتي ويرأسها الكاتب أسامة أبراهيم، رواية «عقاب الثلاثيات» للروائي د. خالد الشهاوى، وتقع الرواية في 340 صفحة من القطع المتوسط، يتناول فيها الكاتب قضايا اجتماعية وإنسانية تضمنتها قصة مثيرة تقع في مدينة بور سعيد (الملكة البوسعيدية كما أسمتها الرواية) الهادئة التي أسهب في وصف جمالها وتاريخها المجيد…
أبطال “عقاب الثلاثيات” :
بطل الرواية شاب صحفي طموح مجتهد في عمله، شعاره في الحياة الإنسان بطموحه وإرادته مسترق تحديات الحياة وأشواكها، اكتشف أثناء عمله بوجوه شيطانية زائفة لأشخاص شكلت له صدمة كبيرة، ثم واجه موقفًا من أصعب المواقف التي يمكن أن يواجهها إنسان، ومن خلال هذا الموقف وتلك الصدمة قرر أن يحاكم تلك الوجوه الزائفة بقانونه الخاص.
يشارك الصحفي أبطال استطاع المؤلف أن يرسم ملامح شخصية كل منهم بوصف دقيق يجعل القارئ يكاد يراها، ويتعايش معها، أما عنوان الرواية “عقاب الثلاثيات”، ما هو العقاب؟ ولماذ أسماه بالثلاثيات؟ وكيف استطاع الصحفي تطبيقه؟ فهذا ما سنعرفه من خلال الأحداث المأساوية المثيرة والتي أخذت طابعًا بوليسيًا في حبكة درامية مليئة بالمفاجآت.

من أجواء الرواية
كان يوم الأربعاء 5/11/2018 يوم تنجيس جسد المدام الطاهر ابنة الحسب والنسب، ففي هذا اليوم المأساوي كانت هناك إحدى جلسات العمل التي جمعت الشاب صاحب العضو المفكر -المستوطن عقله في عضوه- ومدام نهلة خارج أسوار مدرسة المتفوقات الثانوية بنات بنادي بورسعيد الرياضي، انهمك الزميل صاحب النوايا الشيطانية والزميلة صاحبة النوايا الملائكية، في مناقشة بعض الأعمال الخاصة بمدرسة المتفوقات، قاربت الساعة على الثانية عشر منتصف الليل:
– ميس نهلة لابد من الانتهاء من خطة الأنشطة العامة بالمدرسة وتقديمها لمديرة المدرسة غدًا.
– لم يعد الكثير يا مسيو عمر… وضعنا أنشطة لكل أسبوع من أسبوع الدراسة، من الأسبوع الأول للأسبوع الرابع عشر ولم يعد إلا الأسبوع الأخير.
– نعم ميس نهلة… نحن غطينا الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية والدنية المطلوب تنفيذها في كل أسبوع دراسي… نريد وضع ميزانية لكل نشاط أيضًا.
– أنا هطلب لينا فنجانان قهوة حتى نركز أكثر يا مسيو عمر.
بيد أن الرياح لا تجرى دائمًا بما تشتهيه السفن كما يقولون.
كان راتب المسيو الكافر بالنعم بالكاد يكفي احتياجاته من مأكل ومشرب ومسكن، ولا يستطيع حتى تحمّل أخذ تاكسي أجرة إلى مسكنه بمنطقة زرزارة (إحدى عشوائيات بورسعيد)، وكر المهربين والأفعال الخارجة عن القانون، كان خط سير الاستاد- زرزارة يخلو من الميكروباصات من بعد الثانية عشر منتصف الليل.
لاحظت مدام نهلة شحوب وتوتر بدأ يسري في قسمات وجه معلم اللغة الفرنسية:
– هل هناك شيء ما؟ أرى أن هناك شيئًا ما يشغل تفكيرك… إذًا نؤجل ما تبقى من الخطة لنناقشها في المدرسة غدًا.
-نعم لا شيء… هو فقط لأن الوقت تأخر وصارت الساعة الآن 12 منتصف الليل… ولم يعد هناك ميكروباصات أجرة تسير في خط الاستاد- زرزارة حيث أسكن.
بأخلاق الفرسان التي تربت عليها والحرية في نطاق الأصول التي منحها لها والدها، رجل الأعمال الشهم في زمن قل فيه شهامة الفرسان، عرضت ابنة الأصول على الزميل الذئب البشري الجائع لالتهام لحم أجساد النساء الثريات صاحب الخطط الشيطانية، توصيلة لمكان سكنه بزرزارة بسيارتها الكيا سبورتاج موديل العام:
– لا تقلق يا مسيو أنا سوف أوصلك لبيتك بسيارتي…
أوبرا مصر ، أخبار ثقافية