ساحة الإبداع

آهَاتٌ مِنْ غَيْهَبٍ سَحِيقٍ شعر عبد الغفور مغوار – المغرب –

آهَاتٌ مِنْ غَيْهَبٍ سَحِيقٍ

عبد الغفور مغوار – المغرب –

وَتَدْنُو ٱلنِّهَايَةُ بِفَاصِلٍ مُبَعْثَرِ ٱلنَّغَمَاتِ،
وَٱلشَّجَنُ يُشْعِلُهَا بِٱلْحَرَائِقِ ٱلْمُسْتَبْطِنَةِ
وَعَلَى هَوَامِشِ ٱلْأَمَلِ ٱلْمُتَكَوِّرِ
يَسْتَقِرُّ ٱلْخَرَابُ وَلَا شَيْئًا سِوَى ٱلْخَرَابِ فِي طَلَلِ ٱلْحَظِّ ٱلْمُتَعَثِّرِ . . .
لِمَنْ هِيَ تِلْكَ ٱلْقَهْقَهَاتُ ٱلْمُتَهَكِّمَةُ ٱلَّتِي تَصِلُنِي عَبْرَ تَخَاطُرِي ؟ !
أَهِيَ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ جُذُورِ ٱلْإِبْلَاسِ وَٱلْيَأْسِ؟
أَمْ هِيَ لِلضَّغِينَةِ ٱلْمُتَرَبِّصَةِ بِفَوَانِيسِ ٱلرَّجَاءِ؟
عَيْبِي أَنِّي بَاطِنٌ شَفِيفٌ كَظَاهِرِي ٱللَّا مَرْئِيِّ وَرُوحِي حُبَيْبَاتُ ضَبَابٍ مُتَطَايِرَةٌ فِي ٱلْعَدَمِ وَمِنَ ٱلْعَدَمِ إِلَى ٱلْعَدَمِ،
كَائِنٌ مَعْدُومٌ فَمَا ذَنْبِي؟
ذَنْبِي أَنِّي سَكَنْتُ ذَاتَ ضَيَاعٍ بَيْتَ عَنْكَبُوتٍ بِلَا قَرَارٍ،
ذَنْبِي أَنِّي آمَنْتُ بِٱلنَّصِيبِ وَلَمْ يَكُنْ لِي نَفَسٌ طَوِيلٌ لِلِانْتِظَارِ . . .
أَنَا ٱلْآنَ وَحِيدٌ بِلَا مَكَانٍ، بِلَا حَتَّى أَقَلَّ مِنْ وِجَارٍ،
رَحِيبَةٌ وَفَظِيعَةٌ هِيَ ٱلْغُصَّةُ تَأْكُلُ مَا تَبَقَّى مِنْ بَسْمَةٍ مُخْتَلَسَةٍ،
مُنْكَسِرَةٍ عَلَى غِرَارِ اِنْكِسَارِ أَمَانِيَّ ٱلْمُسْتَحِيلَةِ ٱلْإِقْرَارِ . . .
إِلَى مَنْ أَلُوذُ وَكُلُّ مَجَالِ بَصَرِي مَيَادِينُ سَرَابٍ مِنْ سَرَابٍ تَتْرَى،
وَكُلُّ ٱلطُّرُقَاتِ خُيُوطُ دُخَّانٍ سَكْرَى . . .؟
كَيْفَ لِي أَنْ أُسَافِرَ رَاجِلاً أُو مُبْحِرًا، رَاكِبًا أَوْ طَائِرًا،
وَأَنَا قَدَمَيَّ هَوَاءٌ وَمَطِيَّتِي هَوَاءٌ،
وَٱلْكَوْنُ حَوْلِي ذِكْرَى مَاءٍ . . .
أُرِيدُ أَنْ أَرْكُضَ،
أُرِيدُ أَنْ أَهْرُبَ،
كَلَّا بَلْ أُرِيدُ أَنْ أُوَاجِهَ،
لَا يُرِيبُنِي ٱلِانْهِزَامُ بِقَدْرِ مَا يُغْوِينِي شَوْقُ ٱلِانْتِصَارِ،
غَيْرَ أَنَّ دِرْعِيَّ قَلْبِي وَقَدْ تَحَوَّلَ إِلَى شَظَايَا جَمْرٍ حَمْرَاءَ.
هَا أَنَا أُجْهِدُ نَفْسِي عَلَى أَنْ أَسْتَجْمِعَهَا بَيْن ذِرَاعَيَّ لَكِنَّهُمَا لَا يَحْضُنَانِ إِلَّا ٱلْخُوَاءَ،
فِي عَتَمَةِ ٱلْعُمْرِ ٱلْمُرَكَّزَةِ ٱلظَّلْمَاءِ.
وَلْيَكُنْ،
سَأَنْتَظِرُ قَمَرًا كِلَا نِصْفَيْهِ مُنِيرَانِ، فَمَتَى يَنْبَلِجُ نُورُهُ فَتَنْشَرِحُ لَهُ خَلَجَاتِي؟
سَأَنْتَظِرُ مَلَاكًا يَقْرَأُ صَمْتِي فِي غِيَابِي وَسُبَاتِي،
فَمَتَى سَتَتَوَاضَعُ ذَاتُهُ وَتَسْتَمِعُ لِدَمْعَاتِي؟
دَمَعَاتٌ لَا أُذْرِفُهَا إِلَّا إِلَيْهِ وَلَا أُبَالِي إِنْ سَيُغْرَقُنِي طُوفَانُهَا
كَمَا هِيَ غَرِيقَةٌ مُهْجَتِي فِي دَمِ قَصِيدَةِ غَزَلٍ مُتَأَخِّرٌ مَخَاضُهَا.
وَلْيَكُنْ،
سَأَنْتَظِرُ وَلَوْ قَادَنِي ٱلِانْتِظَارُ لِلِانْتِحَارِ . . .
لِمَنْ أَقُولُ، وَأَنَا بِلَا شِفَاهٍ،
هَا أَنَا أَتَهَاوَى بَيْنَ أَمْوَاجِ ذَبْذَبَاتِ كَلِمَاتِ مَلَاكِيَّ ٱلْمُنْتَظَرِ ٱلَّتِي لَمْ يَقُلْ وَٱلَّتِي تُحِيلُنِي مُسْبَقًا إِلَى رَعَشَاتٍ تَبْحَثُ عَنْ جَسَدِي ٱلرُّفَاتِ؟
اَلْآنَ فَقَطْ عَلِمْتُ أَنِّي عَلَيَّ أَنْ أَعِيشَ طَرِيدَ ٱلْحَسَرَاتِ،
وَأَلَّا أُقِيمَ إِلَّا خَارِجَ جِسْمِي مِثْلَمَا ٱلْأَمْوَاتِ.
فَمَنْ أَسْأَلُ،
إِنْ سَيَكُونُ لِي عَلَى دَرْبِ ٱلْأَمَلِ خَطَوَاتٌ؟
فَمَنْ أَسْأَلُ،
عَنْ مَتَى سَيَنْزَهِقُ ٱلظَّلَامُ بِكُلِّ سُرَادِقَاتِهِ وَيَبْزُغُ نُورُ ٱلْبُشْرَي مِنْ كُلِّ ٱلْجِهَاتِ؟
مَنْ أَسْأَلُ؟
وَأَنَا يَا أَيُّهَا ٱلْمَلَاكُ ٱلْمُنْتَظَرُ وَحِيدٌ وَحَبِيسُ غَيْهَبٍ سَحِيقٍ فِي هَامِشِ ظِلِّكَ ٱلْوَارِفِ ٱللَّامُتَنَاهِيِّ كَمَا ٱلسَّمَاوَاتِ،
وَأَنَا مَجَالُ رُؤْيَايَ سَلَاسِلُ جَلِيدٍ وَبَيْنِي وَبَيْنَ زَمَانِكَ ٱلْمُحْتَرِفِ ٱلِانْفِلَاتِ مُتَتَالِيَاتُ آهَاتٍ وَأَلْفُ أَلْفِ هَيْهَاتٍ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى