أوبرا مصر تَنشُر “أين السماء” قصة قصيرة لـ “وفاء شهاب الدين”
اعترضت أخيراَ حين أمرها الآخر بحزم الأمتعة..
سأل:ــ لم؟
قالت:ــ أشعر أن خطباً مريعاً قد يحدث..لا أجد بداخلي شجاعة تكفي لأعود..
رد بحزم:ــ لقد اتخذت قراري..
عادت إلى وطن لم يعد وطناً..إلى تراب تغير لونه وملمسه فلم يعد يحتضن قدميها ليمنحها الأمان بل يهرب منها وكأنما تعبر دربا من زئبق..
اختلف الهواء ..ذلك العبق الآسر الذي يغزوها في صباحات المحبة اختفى..عبست الشمس، بحثن عن ابتسامات النجوم وهدهدات المساءفاقتحمت خلجاتها شقشقة الخوف فمضت تسأل” لقد تركت هاهنا سماء..بالله أين السماء؟!”
بيته المضيء دوما يقترب فتتراجع خطواتها في خوف..لا ليس هو..تلك الجدران التي صبغها الطمي ليست لنا! تلك الشرفة فقدت لونها…ذلك الهاتف كان يوماً يبتسم..تلك الأريكة تشبه أريكته ..ذلك الستر اخترت شبيهه يوما لكنه عن سترنا يختلف..تلك صورته..نعم صورته لكنها من قبل لك تحمل تلك العلامة السوداء!
هؤلاء يشبهون إخواني ..لكن إخواني لملامحهم مذاق البهجة ولحسنهم لون التحدي..
و..هي..تشبه أمي كثيراً لولا أنها ترتدي الأسود ..
غرفته لا تبتسم كعادتها حين أغشاها ..مسبحته مصلوبة على جدار الحزن…ثيابه البيض هجرت خزانته..ومصحفه استوطن جيب أخي..
خرست الكلمات وتمردت الدموع..فصرخت:”لا تقولوا شيئاً ..الآن فقط علمت..رحل أبي!
أوبرا مصر ، ساحة الإبداع