خالد البغدادي يَكتُب : “سِفْر الوجود” ماجدة سعد الدين
أنا روحا ظمآى إلى المعرفة
وفؤاد يحب
وعقل عارف
وأحداق تقرأ الكون حبا ..!!
لعل تلك الكلمات التي قالتها في كتابها تشير بوضوح إلى طبيعة شخصية الدكتورة ماجدة سعد الدين، فهي كائن نوراني يشع نورا أينما حل ، تنشر الإيجابية والاطمئنان في كل خطواتها، إنها حالة فنية وإنسانية خاصة متعددة المشارب والمواهب، حيث تمارس الإبداع على مستويات متعددة ، فهي فنانة تشكيلية / وناقدة / وأديبة / وشاعرة / وأستاذ في معهد النقد الفني بأكاديمية الفنون ، إنها نهر واحد متعدد الروافد الإبداعية.
كما أنها عضو فاعل ونشط في الحركة الثقافية والفنية ، سواء على المستوى الفني والإبداعي وأيضا إداريا وتنظيميا ، حيث نجد لها حضور ملحوظ في معظم الفاعليات والاحداث فى المشهد الثقافي المصري ، سواء كان معارض فنية أو ندوات ثقافية أو مؤتمرات علمية .. الخ ، وأقامت العديد من المعارض الفنية الخاصة وشاركت في عدد آخر من المعارض المشتركة داخل مصر وخارجها. كما أصدرت العديد من الكتب والدراسات النقدية والأدبية .
وفى هذا السياق لابد أن نشير الى إنجاز يعد – في تقديري – من أهم إنجازاتها ، وهى مسابقة ( جذور النقد التشكيلي) التي تنظمها جمعية ( محبي الفنون الجميلة) منذ عشر سنوات تقريبا ، حيث كانت الدكتورة ماجدة هي صاحبة فكرة المسابقة وهى التي تبرعت بجوائزها المالية وشاركت فيها إداريا وتنظيميا خصوصا وأنها عضوا في مجلس إدارة جمعية محبي الفنون.
قارب النور
( وفى الصباح تهطل الأمطار بغزارة .. تلامس أهدابي .. ونبلل وجهى الشغوف بالمعرفة .. والخاشع المحب لنور الله ..!!)
بتلك الكلمات الشفافة التي تذوب رقة وعذوبة صدرت الدكتورة ماجدة كتابها ( سفر الوجود) وهو كتاب من أدب الرحلات من أهم ملامحه هو كيف يمكن أن تتحول التفاصيل الصغيرة الى قصة مشوقة وملهمة ؟ وتناقش فيه أهم ملامح ذكرياتها وأفكارها عن العديد من الأماكن والبلدان التي زارتها . وأنا شخصيا أفضل تسمية الكتاب ( سفر) بكسر السين وتسكين الفاء ، فكلمة (السفر) اسم أسطوري يمنح الكتاب صفة القداسة ، حيث وتؤكد ماجدة دائما (أسافر بقارب النور في سفر الوجود)
وكما يقول سبينوزا
( ان كل كتاب يحتوى على قيم ومبادئ ومثل عليا .. فهو كتاب مقدس )..!!
وتستعرض في الكتاب زياراتها للعديد من دول العالم العربية والاوربية منها المغرب / الهند / جواتيمالا / الأرجنتين / البرازيل/ أوربا / امريكا / اليابان / ارمينيا / اليونان/ فرنسا / لبنان … الخ . وهى رحلة طويلة تمثل حالة من السفر فى الزمان والسفر فى المكان حيث تداخل الأزمنة والأمكنة ، تناقش البعد التاريخي والثقافي والمثيولوجى أيضا ، فهي عندما ترى نهر السين تتذكر نهر النيل ، وعندما تزور مشاهد بعض الأولياء في المغرب تتذكر أولياء الله في صعيد مصر ، وقد احتلت المغرب جزء كبير من ذكرياتها في هذا الكتاب . حيث زارها العديد من الفنانين العالميين مثل ديجا وديللاكروا
وفى ايران زارت مدينة نيسابور وشيراز ومهد العارفين والمتصوفين ونظريات التجلي الروحي ، وموطن الحافظ الشيرازي وعمر الخيام صاحب ( رباعيات الخيام ) مما يذكرها – ويذكرنا – بالوادي المقدس وجيل التجلي ودير سانت كاترين في جنوب سيناء ، الذى يعد المكان الأكثر قداسة على وجه الأرض ، لأنه المكان الوحيد الذى تجلى فيه الله .. وكلم موسى تكليما ، انه المكان الملىء بالرهبة والحس الأسطوري المقدس..!!
وتنتقل ماجده الى مكان آخر بشع بالرهبة والميثولوجيا التاريخية وهو جبل مدينة (اهدن ) وزغرتا في شمال لبنان ، وهو مكان سحري سبق لي شخصيا زيارته عدة مرات ، حيث تقول أساطير المكان أن كلمة ( اهدن) مشتقة من جنة ( عدن) حيث يعتقدوا أن آدم وحواء عندما خرجا من جنة عدن فانهم هبطا من السماء في هذه المنطقة ، كما يوجد أيضا فى هذه المنطقة (متحف جبران) الشاعر والفنان التشكيلي جبران خليل جبران الذى يضم متحفه رفاته ومتعلقاته بالإضافة الى أكثر من (440) لوحة وعمل فنى من أعداله الفنية..!!
https://www.youtube.com/@ElgemelyAhmed
أوبرا مصر ، دراسات ومقالات