منال رضوان تكتب قطوف وثمار في الفضائل والخصال
قطوف وثمار في الفضائل والخصال
المحبة (١ – ٣)
صفة محمودة، يدفع بها الغل وتطيب النفوس بها، وقد أجمع الحكماء على كونها صفة جامعة تُستخرج من ذِكر النعم…. ومن الآيات القرآنية التي ذكرت هذه الفضيلة قوله تعالى:
-(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران
-(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) المائدة
كما قال الحق سبحانه في سورة البقرة (والذين آمنوا أشدُّ حبًا للَّه) وبذلك فهي من شروط الإيمان؛ فالقلب السليم هو الفؤاد العامر بالمحبة، التارك لمهالك الحقد والبغض، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يخرج إلى أصحابه سليم القلب.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
( أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي).
– وقد قال أبو سعيد الخراز في باب الصدق في المحبة:
بلغني أن الله عز وجل أوحى إلى عيسى عليه السلام: “يا عيسى، بحق أقول لك: إني أحب إلى عبدي المؤمن من نفسه التي بين جنبيه”.
وبلغنا عن الحسن البصري رضي الله عنه، أن ناسًا قالوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا رسول الله، إنا نحب ربنا حبًا شديدًا، فجعل الله تعالى لمحبته علمًا، وأنزل عز وجل في محكم تنزيله:
“قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله”
فمن صدق المحبة اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في هديه وزهده وأخلاقه، والتأسي به في الأمور، والإعراض عن الدنيا وزهرتها وبهجتها، فإن الله عز وجل جعل محمدًا صلى الله عليه وسلم عَلمًا ودليلًا وحُجَّة على أمته.
– حكاية:
كان عمر بن الخطاب إذا تذكر الرجل من إخوانه في الليل يقول: يا طولها من ليلة، حتى يصلي الفجر فإذا لقي أخاه عانقه، وروي عنه أنَّه لما ذهب إلى الشام لقيه أبو عبيده ففاض دمعه -رضي الله عنه- وعانق أبا عبيدة وقبَّل يده من شدة شوقه إليه.
منال رضوان – قطوف وثمار في الفضائل والخصال