منال رضوان تكتب قطوف وثمار في الفضائل والخصال
قطوف وثمار في الفضائل والخصال
– التواضع
قال تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) وقد نزع عز مِن قائل صفة التواضع عن الجهلاء، فلا يتواضع غير أصحاب اليقين؛ فهم من تقر في نفوسهم خشية الله ويدركون أن فوق كل ذي علم عليم، وفي باب التواضع الذي وضعه عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي يقول:
التواضع: أن يتواضع العبد لصولة الحق، وهو على ثلاث درجات؛ الدرجة الأولى: التواضع للدين، وهو أن لا يعارض بمعقول منقولًا، ولا يقيم على الدِّين دليلًا، ولا يرى إلى الخلاف سبيلًا. ولا يصح له ذلك إلا بأن يعلم أن النجاة في النصرة، والاستقامة بعد الثقة، وأن البينة وراء الحجة.
الدرجة الثانية: أن يرضى بمن رضي الحقُّ به لنفسه عبدًا من المسلمين أخًا، ولا ترد على عدوك حقًا، وتقبل من المعتذر معاذيره.
الدرجة الثالثة: أن تتضع للحق فتنزل عن رأيك في الخدمة، ورؤية حقك في الصحبة، وعن وسمك في المشاهدة.
وأما عن أقوال السلف الصالح في فضيلة التواضع، فقد قال أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
– وجدنا الكرم في التقوى, والغنى في اليقين, والشرف في التواضع.
وقيل لعبدالملك بن مروان: أي الرجال أفضل ؟
قال: من تواضع على قدرة, وزهد عن رغبة, وترك النصرة عن قوة.
ومما روي عن عبيدالله بن عدي بن الخيار قال: سمعت عمر على المنبر يقول: إن العبد إذا تواضع لله رفع الله حكمته، وقال انتعش نعشك الله، فهو في نفسه صغير _أو فقير _ وفي أنفُس الناس كبير.
وعن الإمام علي كرم الله وجهه في نهج الحكمة أنه قال:
منال رضوان – قطوف وثمار في الفضائل والخصال