دراسات ومقالات

وليد محمد حسني يكتب رحلة مع النبي حلقة (10)

إذا سألت أي إنسان عن أشد أنواع الاحزان وأصعب لحظات الفراق سيقول على الفور فراق الأحباب…. فما بالك عندما يكون هذا الحبيب هو فلذة الكبد والابن الوحيد .
قال لي صديقي: إن الإنسان قد يتذوق مرارة فقد ابن واحد إنما ما حدث مع النبي أنه تذوق مرارة الحزن ليس فقط على فقد ابن واحد ولكن اثنين وثلاثة وأربعة و ….. كل أبناءه ماتوا أمام عينيه ما عدا السيدة فاطمة التي ماتت بعده بشهور قليلة.
ولكل ابن منهم في فقده قصة وحكاية سنتعلم منها الكثير والكثير هيا نبدأ بأول من توفى ورحل وترك أثرا حزبنا في حياة النبي الأب
هيا بنا يا صديقي ندخل إلي بيت النبي ها هو جالس مع ولده القاسم يلاعبه ها هو بدأ يكبر ويجري و …. يخطفه الموت .
ثم يأتي عبد الله الابن الثاني من الذكور الذين انجبتهم السيدة خديجة فيخطفه الموت أيضا.
كم هو شعور مؤلم أن يرحل عنك أولادك وهم ما زالوا صغاراً تلعب معهم و تضع عليهم الكثير من الآمال والأحلام. ولكن كيف تعامل النبي مع هذه الأحزان ؟

لاشك أن للطاقة الروحانية دور كبير وقد تحدثنا عنها وسنتحدث ولكن هناك حل عملي يا حبذا لم تم تطبيقه في واقع حياتنا .
إن كان الموت أخذ منه فلذة الكبد فالحياة من الممكن أن تعطي الكثير.
الولد هو السند … الولد هو نتاج البذور التي زرعها الأب…. الولد مشاعر جميلة من الأبوة
إذن فلنبحث عن الحياة. …. وكان زيدا وعليا
اشترت السيدة خديجة غلام اسمه (زيد) للنبي عبدا أو خادما له ثم أعتقه النبي وتبناه ( في هذا التوقيت لم يتم تحريم التبني أما اليوم فالبديل هو الكفالة ) وأصبح اسمه زيد بن محمد وظل هكذا حتى نزل حكم تحريم التبني
والطفل الثاني الذي ضمه النبي إلي بيته ورعايته هو ابن عمه أبو طالب ( سيدنا علي ) حيث قرر النبي صلى الله عليه وسلم كفالته في بيته حتى يساعد عمه في نفقاته .
انظر يا صديقي إلي هذا التطبيق العملي للتعامل مع الإيجابي العملي مع الأحزان والآلام التي لا علاج ولا مفر منها
طبعا لا شيء يعوض فقد الأحباب ولا شيء يعوض تلك الزهرة التي نبتت في نفس الجسر والأصل ولكن زهرة أخرى نزرعها في حديقة قلوبنا تخفف كثيرا من شدة الحزن الذي يخيم على القلب .
فعلا يا صديقي فقد رأيت بعض السيدات التي لم ينجبن أو فقدن أولادهن يوهبون حياتهم لمساعدة الأيتام والعيش معهم ولهم .

وليد محمد حسنى

 أوبرا مصر  – دراسات ومقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى