أخبار عاجلةالرئيسيةحوادث وقضايا

“قنا بلا أسلحة.. قنا بلا ثأر” .. مباردة لإنهاء سلاسل الدماء بالجنوب

كتب : محمد عكاشة

تقوم لجان المصالحات في الصعيد، بإنجازات كبيرة حيث تبذل  قصارى جهدها، من أجل إنهاء الخصومات الثأرية، التي تمثل عائقاً كبيراً في عملية التطوير والتنمية في قرى الخصومات الثأرية، كما أن الثأر في الصعيد يتسبب في اتساع دائرة الدم سواء من العائلتين المتخاصمتين، أو ربما من خارجهما،  فربما يُقتل أحد المارة الذي يتصادف مروره وقت الإشتباكات، ومع كثرة الخصومات الثأرية، وارتفاع عدد الضحايا والمصابين، والحكم على مرتكبي جرائم الثأر بالإعدام أو المؤبد؛ بدأت محافظة قنا، في اتخاذ خطوات جادة للقضاء على كافة الخصومات الثأرية، تحت مبادرة “قنا بلا أسلحة.. قنا بلا ثأر”، وتم التنسيق مع كافة الجهات المعنية في تنفيذ هذه المبادرة، والتي تمكنت من إنهاء أكثر من 100 خصومة ثأرية في الآونة الماضية.

"قنا بلا أسلحة.. قنا بلا ثأر" .. مباردة لإنهاء سلاسل الدماء بالجنوب
“قنا بلا أسلحة.. قنا بلا ثأر” .. مباردة لإنهاء سلاسل الدماء بالجنوب

تبدأ الخصومة الثأرية بين العائلتين، بمقتل أحد أفراد عائلة من العائلتين، لأسباب ربما كانت تافهة في بعض الخصومات، فعلى سبيل المثال، راح 17 قتيلا ضحية صراع عائلتي الطوايل والغنايم في مركز ابوتشت، والتي انتهت بتعانق الطرفين، بمباركة الامام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، شيخ شيخ الأزهر، بعد صراع دموي، بدأ بسبب خلافات على خمسين قرشًا زيادة في كارت شحن، كما أن “شوية ميّه ولهو الأطفال” كان سببا في اشتعال فتيل الثأر بين عائلتي السحالوة والمخالفات بفرشوط ، والذي حصد 12  قتيلا، وحول المدينة الأكثر تجارة في قنا إلى قرية مهجورة، وانتهى الصراع بوثيقة صلح وشرط جزائي، وكلمة شرف، تعاهد فيها الطرفان بالصلح وإنهاء الثأر بينهما.

ومن أبرز الخصومات الثأرية التي ما زالت قائمة في قنا، خصومة عائلتي الخطبة والجوالين ، والتي راح ضحيتها 9 مواطنين، بسبب طرنش مياه، وسط مطالبات بإنهاء هذه الخصومة الثأرية، وكافة الخصومات القائمة سواء المقيدة أمنيا أو غير المقيدة.

"قنا بلا أسلحة.. قنا بلا ثأر" .. مباردة لإنهاء سلاسل الدماء بالجنوب
“قنا بلا أسلحة.. قنا بلا ثأر” .. مباردة لإنهاء سلاسل الدماء بالجنوب

وتبدأ لجان المصالحات، أعمالها، للحد من اتساع دائرة الدم، ومحاولة إقناع الطرفين بالصلح، وبعد عدة جلسات عرفية، ووضع بنود ومحاضر للصلح، بالاتفاق مع الأمن، يتم تجهيز سرادق كبير، يُقدم فيه أحد أقارب القاتل، أو القاتل نفسه بعد خروجه من السجن “القودة”، لأحد أقارب المجني عليه، بحضور القيادات التنفيذية والشعبية والدينية وعمد ومشايخ وأهالي القرى، لإعلان إنهاء الثأر وتقبل العزاء.

إن دماء الإنسان شيئ غالي وليس رخيص ولقد كرمنا رب العالمين وعلينا أن نحافظ علي هذا التكريم ونصون أنفسنا وغيرنا ونعمل علي الصلح والإصلاح ومعالجة الأمور والمشاكل الحياتية بالعقل والحكمة والصبر والتأني واللجوء إلي الطرق السلمية بعيداً عن العنف والأذي والقتل والتخريب، فالدماء إذا جرت لا تتوقف في صعيد مصر وتستمر أحداث المسلسل القديم الحديث “الثأر”، وهذا ما نرضاه أبداً في كل الأحوال وعلي كافة الأصعدة، وحفظ الله مصر وشعبها وقيادتها وشرطتها وجيشها وكافة أجهزتها بكل زمان ومكان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أوبرا مصر ، الرئيسية ، أخبار عاجلة ، حوادث وقضايا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى