د. أحمد جمعة يكتب ساعة القرب ثوانيها مسامير
لا أحد يتنازل عن حبه
وينتقل راضيًا إلى غرفة الوحدة
إلا إن كان الحب
أكبر من أن يحتمله قلبه
قلبه الذي سفك الحب
دقاته،
حينها تصغر غرفة الوحدة
بالقياس ذاته الذي كبر به
الحب…
حين تجد كلمات الحب سكاكين
تقطع أوردة هدوئك
وتستبيح دم أيامك التي هي أقل من شهقاتك
ومن أحببت
هو مأواك الذي ليس فيه سوى
خرابك الهائل،
حينها تكبش من جسدك اللمسات
ومن شفتيك القبلات
-التي لطالما أصهرت جسدك النحاسي
وكسّرت خرسانة روحك-
وترميها على الطرقات
بينما تهرول سريعا ومبتعدًا
عن غرفة الحب.
لا يتنازل عن حبه أحد
إلا إن كانت قيمة الخذلان أكبر من العفو
وباتت الأنفاس ثقيلة في القرب
أثقل من الحزن
أثقل من نار صغيرة جدا
تهدم شمعة،
حينها يسيل من بين أفكارك
دم البقاء
بينما يشتد ظهر الرحيل.
إن كانت الكلمات اللطيفة سوطًا
واللمسات ألسنة نيران
النظرات لدغات عقارب
وساعة القرب ثوانيها مسامير
إن كانت الأغاني دموعا
والموسيقا نصلا باردا
السرير مؤلما أكثر من كونك على الأرض
والدولاب يفتح على ثياب
تكبل جسدك المختنق،
فهذا يعني أن جذوات الحب التي
اختبأت طويلا تحت رماد الأمل
قد انطفأت للأبد.
لا يغادر غرفة الحب أحد
إلا إن كان الخارج أكثر هدوءًا وأمنا
والساعات خارجها تمضي
تمضي دون أن تدق ثوانيها في الرأس
مسمارًا مسمارًا
ويفور في العينين الدم،
إلا إن كان شراء التذاكر الفردية
للسينما والقطارات والفنادق
يعني أكثر من الحب.
أريد الحب
لكن الحب لا يُنبِت من الرماد
غابة
ولا يخرج من النيران
كون فراشات
ولا يمنح الأنفاس هدوء النهر،
الحب يشعل في الدم قلق النبضات
ويمنح الروح جوعًا أبديا للراحة،
لا حب الآن أكثر أمنا
من حبك
للوحدة!