لا يليق بك
بقلم وليد محمد حسني
أتوقف كثيرا عند هذه الكلمة التي تكررت في القرآن الكريم وايضا في السنة النبوية ( ما استطعتم ) بمعنى على قدر جهدك ووقتك وظروفك.
ما أيسر هذا الدين . فعلا ( إن الله لطيف بعباده) ولكن ماذا عنك أنت ؟
عندما يقول الله سبحانه وتعالى : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )
ويقول رسول الله ﷺ : ( ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتُكم به فأتوا منه ما استطعتُم )
هل تتخيل معي ما يقوله لك رسول الله أفعل ما استطعت من الأوامر التي أمرتك بها
وأنت لا تفعل شيء
دعني أقرب لك الصورة أكثر
والدك يقول لك وأنت قادم أحضر لي كذا وكذا وكذا ثم قال لك على قدر طاقتك وجهدك فأنت أتيت إليه خاليا بدون شيء
فقال لك معاتبا لماذا لم تحضر لي أي شيء معك رغم أن طاقتك تتحمل الكثير والكثير وتستغلها في أشياء أخرى كثيرة .
تخيل أنك يوم القيامة يعاتبك رسول الله ويقول لك ولا أي أمر ولا أي سنة من السنن كنت تفعلها لقد يسرت لك الأمر وقلت لك ما استطعت
هل هذا يليق بي أو حتى يليق بك .
هل هذا سلوك المحب تجاه حبيبه
إن كثير من السنن التي تتكرر في اليوم والليلة وهي أكيد في طاقتنا ولكننا نتكاسل ويأتي السؤال لماذا الكسل ؟ وأين الحياء من رسول الله ؟ وهل نقابل هذا الكرم الكبير من رسول الله وهذا التيسير بكل هذا الجفاء والاهمال.
دعني أوضح لك الأمر بمثال آخر أكثر واقعية
لقد أوصانا النبي الكريم بأن نصلي ١٢ ركعة في اليوم بالإضافة إلي ركعة واحدة هي الوتر
ثم يقول ( ما استطعتم) فأنا وأنت لا نصلي ولا حتى ركعة واحدة.
فماذا نقول لرسول الله عندما نلقاه يوم القيامة ويقول : ولا حتى ركعة واحدة … ألم يكن في وسعك وقدرتك أن تصلي حتى ولو ركعة واحدة
ماذا ستقول وأنت تقف بالساعات في طوابير الإنتظار وبالساعات وأنت تقلب صفحات الموبايل على مختلف المواقع.
هل ستقول لم يكن لدي الوقت … أنت تكذب
هل ستقول لم يكن لدي جهد. ….. أنت تكذب
ضع دوما سؤال رسول الله لك أمام عينيك : يا من تدعي محبتي وتسعى إلي مقابلتي ولو في المنام وتطلب شفاعتي لماذا لم تفعل ولو القليل مما أمرتك به ؟ لقد يسرت لك الأمر وقلت لك ما استطعت …. ما تطيق. …. ما تتحمله .. لم أجد منك شيئاً ووجدتك تفعل الكثير في غير ما أريد.
هذا والله لا يليق