عبد الدائم عمري يكتب بنية الزمن في رواية ” متتالية حياة “
للروائي المصري: أحمد طايل

رواية ” متتالية حياة ” للكاتب والروائي المصري احمد طايل صادرة في نسختها الثانية عن دار فصحى للنشر والتوزيع، مصر ، سنة 2025 رواية تجمع بين فخامة الرواية الكلاسيكية رواية نجيب محفوظ ودوستويفسكي منظورا اليها من حيث شعرية المعنى والشخصيات والقضايا المركزية التي تتناولها والقيم الاخلاقية التي تصدر عنها وتروم الاحتفاء بها وتثمينها وبين رواية ما بعد الحداثة بما فيها من مظاهر التجريب الذي يتجلى في بنية الرواية عامة واشتغال العتبات وبنية الزمن خاصة اذ يبدو للوهلة الاولى موسوما بالتشظي لكنه يتحول مع سيرورة القراءة الى دافع لتدبر المعنى والتفكيك واعادة البناء ويخرج القارئ من التقبل السلبي ويحقق متعة القراءة كما يعرفها رولان بارت في كتابة لذة النص قائلا:” اما النص الذي يقدم المتعة jouissance فيفرض حالة من الفقدان ويؤزم علاقة القارئ بالنص ” ( نحوة نظرية للتحليل الثقافي ص171 ).

يقول ياكوبسن: ” إن للعنصر الغالب في كل أثر من الاثار الفنية سلطة على سائر اجزاء الاثر وعناصره، يحددها ويغير مسارها “(ملامح رواية ما بعد الحداثة ص 67)، ولعل العنصر الغالب واللافت للنظر في الرواية هو بنية الزمن ومن خلفه الاحداث ويتجلى ذلك في صيغة العنوان ” متتالية حياة ” والمتتالية في معجم المعاني هي ” تتالي مجموعة من الاشياء لها نفس الطبيعة ” وأما المتتالية الحسابية فهي ” مجموعة من الارقام تتزايد أوتتناقص بمقدار ثابت ” وقد عرفها عبد الدائم الكحيل في دراسته حول ” الاعجاز العلمي في القرآن ” : هي جمع كل رقم الى الرقم الذي يليه اي يكون كل رقم هو نتاج الرقمين السابقين له ” ( متتالية فيبوناتشي ص1) وفي العنوان احالة على عالم الرياضيات والنمذجة وبما ان العتبات ليست مجرد عناوين وانما هي نصوص شارحة تدخل في علاقة احالة وتناص مع نصوص غائبة ومنها استدعاء المنطق الرياضي والبعد التراكمي لتصوير الحياة باعتبارها سلسلة من التجارب والخبرات المتراكمة في حياة الانسان وهي تتناسب مع سيرة الشخصيات في الرواية فرغم بساطة المنشأ وفقدان عائل الاسرة ( مجاهد) في ظروف غامضة وطرد الزوجة ( صبحية ) وأبنائها ( محمد وسميحة وصلاح ) من القرية في يوم ممطر وحزين الى مستقبل مجهول يقول السارد: ” خرجت حاملة الصغير على يديها والبقية يمسكون بجلبابها ” ( متتالية حياة ص 8) الا ان نهاية الرواية تمثل فعلا نتيجة متوالية هندسية كما ارادتها الاقدار وارادها الكاتب أحمد الطايل وجسدتها الشخصيات الفاعلة والمساعدة. يبلغ فيها الابناء الثلاثة اعلى المراتب العلمية والاقتصادية والفنية والاجتماعية تمكنهم من الاتصال بطبقات اجتماعية رفيعة.
لقد وردت الرواية في ظاهرها في شكل متتالية من الفصول مرقمة هكذا من الرقم واحد الى الرقم السابع والعشرين، دون عناوين او عتبات ولكن تتالي الارقام وانتظامها لا يعكس تتالي احداث الرواية وانتظامها وخطيتها على غرار الرواية الكلاسيكية. فالفصول ( 1و 6 و 17 و 23 و27 ( في الزمن الحاضر يصور فيها السارد حاضر الشخصية الرئيسية مع الحرص على اخفاء اسمه وقد حقق الثروة والمكانة الاجتماعية وهجرته الزوجة لتعيش مع أبنائها في أمريكا يعيش الفراغ والوحدة ويعاني من مرض ما. خصه السارد بخمسة فصول مثل الفصل الأول فاتحة الرواية والفصل السابع والعشرين خاتمتها بما يمكن القول أن الرواية تبدأ من نهايتها وترتد الى الماضي البعيد لتنطلق من لحظة طرد الام وابنائها من بيتها واخراجها منها عنوة ووضعها في عربة قطار الى وجهة غير معلومة ثم تراوح بعد ذلك بين الحاضر المتمثل في الفصول المتعلقة بالازمة الوجودية والصحية التي يعيشها البطل وهو صلاح به وبين ماضي أسرته فيرتسم في ذهن القارئ خط بياني أشبه ما يكون بترددات الموجات الصوتية يراوح بين الزمن الحاضر ويرتد الى الماضي القريب ماضي اسرة السارد ويذهب ابعد من ذلك ليصور ماضي الشخصيات.
والجدير بالذكر ان المتوالية الاولى المتعلقة بصلاح به تمثل مقطعا سرديا متكاملا يبدا بسفر الزوجة الى امريكا وبقائه وحيدا وينتهي بموته على اثر ازمة قلبية وبين البداية والنهاية يصور السارد حياة الثراء التي يعيشها صلاح به وعاداته اليومية ومنها التجول على شاطئ البحر وقد صور في الفصل السابع عشر خاصة جولته في اهم شوارع ومعالم مصر العامرة من الاحياء الشعبية والحارات الى حي السيدة زينب وشارع طلعت حرب الى مقهى ريش ومقهى زهرة البستان حيث يتامل كبار الادباء والكتاب ويراقب حواراتهم وواحاديثهم وصولا الى مدينة طنطا التي اقام بها زمن دراسته الجامعية وشارع بوابة الكوليه الصاخب دوما وشارع السكة الجديدة وهي مناسبة يستغلها السارد ليعلق قائلا ” مواجه له منزل الشيخ محمود خليل الحصري شيخ شيوخ المقارئ المصرية سكنته فيما بعد اخته وابناؤها “(متتالية حياة ص 83) مرورا بالمسجد الاحمدي حيث يصلي ويدعو ثم شارع النحاسين وتنتهي الرحلة في احد النزل الفخمة حيث تعقد الصفقات التجارية جولة سياحية عدد فيها السارد عبر وعي الشخصية اصناف الاطعمة الشعبية والملابس والصناعات التقليدية والعادات والتقاليد بما يجعل السرد اقرب الى ادب الرحلة يحمل القارئ في جولة سياحية في شوارع مصر ومعالمها. جولة ممتعة في ظاهرها ولكنها تكشف حالة القلق والكآبة التي تعيشها الشخصية وتسعى للافلات منها، فقد حقق ما يصبو اليه وزيادة، وهو في جولاته وحيدا يحاول قتل الوقت ودرء الملل يقول السارد :” لا بد من سبيل لقتل ملل الايام، وألا سيلتحق يوما بما يسمى بالكآبة” ( متتالية حياة ص86) بما يذكر بشخصية عمر الحمزاوي في رواية الشحاذ لنجيب محفوظ.
وهكذا يجد القارئ نفسه في حاجة الى التفكيك واعادة البناء فيشكل من مجموع الفصول متتاليتين ليس بالمفهوم الرياضي ولكن بمفهوم تتابع الاحداث المتتالية الاولى وتتشكل من الفصول الخمسة وتصور ازمة الشخصية وبقية الفصول وتمثل سيرة اسرته ويمكن استخراج متتاليات صغرى ترسم سيرة الاب مجاهد وتمتد على الفصول ( 14 و 16 و 19 و25 (ويصور ما تعرض له من ظلم اخوته الذين شردوا اسرته ودفعوا المال من اجل التخلص منه للاستئثار بالارث ولكنه نجا باعجوبة وفقد ذاكرته وعندما استعادها عاد الى القرية لتسوية الامور العالقة ليس للانتقام ولكن لكشف الحقيقة فقط ولعل في ذلك الماعا مرجعيا لقصة يوسف عليه السلام يقول الله عز وجل في القران الكريم :” قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدون لك كيدا ان الشيطان للانسانة عدو مبين ” ( سورة يوسف الاية 5 ) ومظاهر التناص او استدعاء النص الغائب تتجلى في مواطن ثلاثة خوف الاب على ابنه في الرواية اذ يقول له :” ومن هنا وحماية لك من اخوتك، الذين يحملون بين ضلوعهم انانية لا أعرف كيف ومن اين جاءت لهم. ” ( متتالية حياة ص12 ) وفي اسقاط الجدار عليه لقتله كما تتاكد في فقدانه للذاكرة والعفو عند المقدرة لان مجاهد لم ينتقم منهم وانما اكتفى بكشفهم كما عفا عمن اسقط عليه الجدار ودعا له بالهداية. إن الالماع المرجعي للنص القرآني يخرج القصة من سياق ديني مخصوص الى سياق سردي موصول باللحظة الراهنة، ولعل الكاتب وهو يستدعي قناع سيدنا يوسف لا يعالج من خلاله قضية اجتماعية حارقة ومأساة تتكرر دوما بسبب الارث والمال وغيره فقط بل يشير على سبيل التلميح لا التصريح الى خيانة العرب للقضية الفلسطينية وتخاذلهم في الدفاع عنها بل وتواطؤ البعض مع اليهود والغرب في تعميق معاناة اخوانهم في غزة وغيرها من الاراضي الفلسطينية.

واما بقية الفصول فهي مخصصة لسيرة الام صبحية وابنائها محمد وسميحة وصلاح موضوع السرد في المتتالية الاولى وهي متتالية ليس فقط بالمعنى اللغوي ولكن باعتبارها متوالية حياة بالمعنى الهندسي، فرغم البداية القاسية والظلم المسلط على الام وابنائها الا أنها وجدت في القرية التي حلت بها حسن المعاملة والاستقبال من طرف الحاجة محاسن العمري وعمدة المنطقة مسعد العيسوي بما عوض عليها غياب الزوج ووجدت في ابنائها النبوغ منذ طفولتهم المبكرة ونجاحهم في مجالات مختلفة فهذا صلاح اصغرهم يقول عنه السارد : ” منذ طفولته والكل يقر انه مميز، وبه ذكاء متقد ” ( متتالية حياة ص15 ) وقد جمع بين النجاح في دراسته والتميز والنبوغ في مجالات عديد كالزراعة والحرف مثل النجارة والميكانيكا فقد عمل بادئ الامر في ورشة للنجارة ولكنه الى ذلك كله كان بارعا في التجارة والتفاوض وشراء العقارات واختيار مواقعها ومستقبلها وقد تحصل على اعلى الشهائد في كلية التجارة ونمت ثروته من خلال نجاح مشاريعه المتنوعة وتزوج هيفاء ابنة الوزير وهذا محمد وقد نبغ في مجال العلوم ونجح الاول في الجمهورية وحصل على منحة للدراسة وحاز ثقة الوزير والسفير باجتهاده ونبوغه حتى بلغ اعلى الدرجات العلمية وحاز الدكتوراه في مجال لاستعمال السلمي للطاقة النووية وبلغ من الشهرة والمكانة في مجاله مبلغا عظيما، وهذه سميحة متميزة في مجال الفنون تتحصل على اعلى الدرجات وتصبح دكتورة تدرس الفنون في الجامعات, ولقد اقترن لديهم جميعا النجاح المادي بالمحافظة على القيم الاخلاقية السامية فكان محمد مثالا للنجاح العلمي والتشبع بقيم الوطنية والوفاء لوطنه بتوجيه نجاحه لخدمة الوطن وتطويره والوفاء لمن كان سببا في نجاحه امه ووالده والعمدة والحاجة محاسن ولم يدفعه النجاح للغرور والتعالي على شباب قريته فكان كلما عاد اليها ارتدى ثيابا فضفاضة وتجول في شوارعها راجلا. ولم يشذ صلاح على القاعدة وهو رمز النجاح التجاري والمالي فقد كان يساعد اهل القرية اعمامه وابناءهم رغم الاساءة السابقة وكذلك سميحة وهي مثال للنجاح العلمي والفني لم تتنكر لاصواها ولاهلها. ولعل القارئ يجد في قصة نجاحهم وبلوغهم اعلى المراتب تغنيا بجملة من القيم الاخلاقية النبيلة قيم التعاون والتازر والعمل والاجتهاد والولاء للوطن والعفو عند المقدرة والطموح، يسهم في تحققها الجميع الاسرة ممثلة في الام والمجتمع ممثلا في الحاجة محاسن والمدرسة التي فتحت لهم ابوابها، والدولة ممثلة في العمدة والوزير والسفير وغيرهم ممن مهدوا الطريق لنجاح محمد وسميحة وصلاح.
ومن مميزات الرواية الانتقال من فصل الى اخر بكل سلاسة يلجأ فيه السارد الى توظيف طريف للتقنيات السنمائية أو ما يسمى “بالتوليف أو المونتاج ” “: وهو توليف يمكن المخرج من الانتقال من مشهد إلى آخر دون مقدمات ” (الرواية العربية والممكنات السردية ج1 ص215)، كذلك يفعل السارد إذ يوظف التوليف المتوازي بين الحكايات الثلاث؛ بين سيرة صلاح بيك في حاضر السرد وبين سيرة الاسرة وسيرة الاب المغرر به متنقلا بين الماضي والحاضر بما يرسم خطين متعامدين يتقاطعان في الفصل السابع والعشرين نهاية الرواية ويتجلى التجريب مرة أخرى حين يلتجئ الكاتب إلى توظيف التقنيات السنمائية أو ما يسمى ” سنما اللقطة “. إذ “يظهر في الرواية من خلال تزامن أحداث التجربة الشخصية وجزئياتها في وعي البطل إذ يكون الحاضر مناسبة لاستحضار الماضي المشابه فتتداخل مشاعر الماضي بالحاضر”(الممكنات السردية في الرواية العربيةج1ص213)، كما تقول الدكتورة جهاد عطا في دراستها حول تأثير الفنون المرئية في الرواية الحديثة، فيتزامن في وعي مجاهد وقد فقد الذاكرة مشهدان من زمنين مختلفين مشهد العمال يهدمون جدار المنزل الذي سيبني عليه صلاح مشروعه الاستثماري الكبير ومشهد من الماضي يجسد ( عزب وبخيت ) وهما يهدمان عليه الجدار ولا يهتمان بصراخه وتوسلاته، يقول السارد واصفا سلوك مجاهد بعد ان اندفع صارخا في وجوه العمال يحاول منعهم من مواصلة العمل. ” جلس واضعا يديه على وجهه صارخا: – لا ، لا ، لا تقتلوني، لم افعل شيئا لكم…” ( متتالية حياة ص 137) تزامن مشهدي استغله الكاتب لتصوير الصدمة التي كانت سببا في استعادة مجاهد لذاكرته.
ان المتأمل للرواية يجد ان كل فصل من فصولها اختص بشخصية رئيسية وان ذكرت شخصيات اخرى فحضورها يظل حضورا ثانويا، بما يجعل الرواية رواية شخصيات بامتياز يعمد فيها الكاتب الى تقنية الارجاء والتأجيل وذلك ” عندما يتاخر الموضوع الى نهاية المقطع وتسمى هذه العملية ” التعيين L’affectation فالموضوع يجيء بصفة متاخرة عن المنظومة الوصفية او السردية فيشير اليها بشكل اسرتجاعي او ارتدادي ” كما يقول محمد نجيب العمامي ( بنية الوصف ص 46 )، فيتحدث عن الشخصية دون ان يذكر اسمها بل يجعل في بعض الاحيان ذكر الاسم عرضا، فاسم صلاح به موضوع الفصل الاول لم يذكر بشكل صريح يتناسب مع واقع الشخصية في متتالية الزمن الحاضر الا في الفصل الثالث والعشرين وقد جاء عرضا على لسان مصباح الكرارتي وهو يستجيب لطلب سيده ” نعم صلاح به أؤمر ” ( متتالية حياة ص 133 )، وترك للقارئ ان يتعرف عليه في متتالية الماضي حدسا او من خلال التشكل التدريجي لصورته في الرواية. واما الام وهي موضوع الفصلين الثاني والثالث فلم يذكر اسمها الا في الفصل الرابع على لسان زوجها في معرض تذكرها لظروف لقائها به وهي طريقة طريفة اقرب الى أسلوب اللغز والاحجية فيها الكثير من التشويق لان القارئ يظل مشدودا الى المقروء في انتظار الاعلان عن اسم الشخصية.
وفي النهاية ورغم مظاهر التجريب في الرواية من خلال كسر خطية الزمن والتصرف في ترتيب احداث الحكاية وتوظيف التقنيات السنمائية كالتوليف المتوازي وسنما اللقطة وتقنية التعيين او الارجاء التي يعمد اليها السارد في تقديم الشخصيات، الا ان الرواية تظل في جانب كبير منها وفية لمقومات الرواية الكلاسيكية من خلال احتفائها بالشخصيات والتعريف بها حال ظهورها وان لم تسميها والتغني بالبطولة مع ملاءمتها لمقتضيات العصر.
………
1- القرآن الكريم.
2- الطايل أحمد، متتالية حياة، دار فصحى للنشر والتوزيع. الطبعة الثانية، 2025 .
3- توكلي، محمود رضا، ملامح رواية ما بعد الحداثة، مجلة اضاءات نقدية السنة الحادية عشرة، العدد الثالث والاربعون خريف 2021
4- عبد الدائم الكحيل، متتالية فيوباتشي والنظام التراكمي في القرآن، موقع متخصص في نشر دراسات عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com
5- كاثرين بيلسي، نحو نظرية للتحليل الثقافي. ترجمة د. باسل المسالمة منشورات الهيأة العامة السورية للكتاب. وزارة الثقافة، دمشق 2017 ( أقام رولان بارت في كتابه لذة النص تعارضا بين النص الذي يقدم اللذة plesure والنص الذي يقدم المتعة، اما النص الذي يقدم اللذة فهو النص الذي ياتي من الثقافة ولا ينفصل عنها وهو مرتبط بممارسة مريحة للقراءة، اما النص الذي يقدم المتعة jouissance فيفرض حالة منةالفقدان ويؤزم علاقة القارئ بالنص).
6_ جهاد، عطا ، الرواية العربية والممكنات السردية, أعمال الندوة الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي، 2004 _ الكويت 2008 .
7- بوجفجوف مليكة، بنية الوصف ووظيفته في الف ليلة ولية، رسالة ماجستير .