أسامة الألفي يكتب بغدودة والهروب الكبير
كشفت أزمة هروب المصارع الشاب أحمد بغدودة، عن استهداف المواهب الرياضية المصرية بإغراءات لا قبل لشباب صغير برفضها، مثل جنسيات دول غنية أو أورروبية، مما يفرغ الرياضة المصرية من أفضل عناصرها الشابة الواعدة، بغدودة لم يكن الأول في مسلسل الهروب الكبير، إذ سبقه أكثر من 25 مصارعًا تركوا مصر، واختاروا تمثيل بلدان أخرى لمعاناتهم من عدم تقدير وإهمال اتحاد المصارعة لهم، فالرواتب ضئيلة تتراوح بين 900 – 1200 جنيه، فيما ينفقون 5000 جنيه على الفيتامينات التى تحتاجها أجسامهم!
والأسوأ أن اللاعب إذا أصيب يتهرب الاتحاد من تحمل مصاريف علاجه ويعالج على نفقته، مثلما حدث مع المصارع طارق عبد السلام، الذي هرب إلى بلغاريا وحصل على جنسيتها ونال باسمها ذهبية أوروبا، وهناك حالات أخرى مماثلة كثيرة.
والهروب والتجنس ليس قصرًا على المصارعين، فهناك بطل العالم للأسكواش محمد الشوربجي، الذي تجنس العام الماضي بالجنسية البريطانية، وهناك في ألعاب القوى معاذ محمد ، وأحمد أمجد وأحمد بدير، وأشرف أمجد، وفي كرة اليد محمود زكى وحسن عواض وعبد الرحمن عبده وأحمد عبد الحق وأحمد مجدى وجميعهم حصلوا على الجنسية القطرية.
وهناك أسماء أخرى كثيرة في مختلف الألعاب فردية وجماعية، هربت نتيجة التقصير الفني والإداري لأجهزة الاتحادات، ونقص الرعاية الطبية والمادية للاعبين، برغم تحقيقهم ميداليات ترفع اسم مصر، في وقت يحظى لاعبو كرة القدم بكل الاهتمام والرعاية ماديًا وطبيًا وجماهيريًا.
إن الدولة لم تبخل بمال لتشجيع الرياضة، فبحسب تصريح الوزير أشرف صبحي خصصت الوزارة مليار و200 ألف جنيه لأولمبياد باريس 2024م، إلا أن السؤال الأهم هو كيفية توزيع الدعم، وهل سيوجه معظمه كالعادة لفريق كرة القدم الذي لم ولن يحقق شيئًا، أم ستدعم به الاتحادات التي تحقق بطولات وميداليات.
إنني لأرجو ألا تتسرع الاتحادات المعنية، بإلقاء تهم التخوين وعدم الانتماء على اللاعبين الهاربين، وجميعهم من الشباب الصغير الباحث عن ذاته، وأن تستبق الحدث ببحث أسباب الهروب ومعالجتها وتلافيها، فمن الصعب أن يترك شاب مصري وطنه هاربًا مهاجرًا دون سبب قوي، يجعله يتحمل فراق بلاده وأسرته.