ساحة الإبداع

محمد زينو شومان يكتب أمسكوني جيداََ

أمسكوني جيداََ

لا أجد البابَ لأدخل
أوقعت الواقعة قبل أوانها؟
أتلمّس مقلتيّ بحذر كجرّاح العيون
أمالت الأرض على جانبها
من ثقل ذنوبي وجرائري؟

ويحي.. أما زلت أرى كالمبصرين؟
أم أنني ضيّعت بصري إهمالاََ أو سهواََ
بينما كنت أنقّب عن جرّة الأمل
تحت أساس بيتي؟
أما من مهندس كهربائي محلّف
يبدّل مصابيحي الداخليةَ عسى أن أرى
ما فقدت من أضغاث أحلام
في سباتي الميثولوجي؟

لا أدري كيف اشتبه عليّ المكان
أهذا منزلي؟
لا أتذكر نوافذه ولا رخصة البناء
ولا خريطة الزلازل
لا أتذكر ماذا تعشيت اليوم
وكم قرناََ ودّعت من عمري القصير
ولماذا تقيّأت حسكاََ وحراشف
وبعض السموم الزراعية والصناعية

نسيت أني لا أعرف الكتابةَ والقراءة
وأجهل قدموس وحروف الأبجدية
ولا أعلم الفرق النوعي والجغرافي
بين السرّة والصرّة
أدور حول نفسي دوراناََ سقراطياََ
كشارب الشوكران

اختلطت الجهات واختلت موازين الأذواق
هل بطل حساب الدنيا والآخرة؟
لم أعد أميز بين اليمين والشمال
بين الشرق والغرب والشروق والغروب
والشهيق والنهيق
بين الحليب والبوتاسيوم

من أين قُدّ قميصُ يوسف؟
لا قمصان لدي لأستنبطَ ما معنى قُبُل أو دُبُر
أحتاج إلى دورة تدريب قاسية
لاستعادة ذائقتي الأدبية
تشابهت الطعوم في فمي
العسل والحنظل سيّان

ليرسل لي مجلس الأمن سريعاََ لجنةََ دوليةََ
لتقصي الحقائق
تساعدني على البحث عن باب خطيئتي
أنا ضالّ أفتش عبثاََ عن نجم احتياطيّ
يهدي التائهين أمثالي وأنصافَ الضائعين
أما من طريق يوصلني؟
من يعرف عنوانَ بيتي فليدلني عليه
مشكوراََ مأجوراََ

دعوني أتذكر جيداََ
اقرعوا لي جرسَ بافلوف
ذاكرتي الآن مقفلة حتى إشعار آخر
إنها في صدد إصلاح خلل تقني عارض
ماذا سأنتظر بعد؟
من يقذف حجراََ في بركة ذهني الراكدة؟
لعل ماءها الجامد يتحرك

هل أقضي العمرَ منفياََ مرتين : مرةََ خارج الذات
ومرةََ خارج اللغة؟
لربما أسبح في جمجمة أخرى
ألا ترونني أتمايل من صداع جيولوجي
كالثمل أو كراكب دراجة هوائية؟!
أمسكوني جيداََ من كل جوارحي وتفاصيلي
أخشى أن تبتلعني الثقوبُ السوداء
أو مثلث برمودا في رأسي

إلى أين تمضي بي هذه التيارات اللولبية
والأنواء الداخلية العنيفة؟
أما من غوّاصة في عرض البحار تنقذني؟!

لبنان _ زفتا في 2023/6/9
محمد زينو شومان

ساحة الإبداعأوبرا مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى