“كاميليا” الصادرة عن دار وعد للنشر والتوزيع رواية اجتماعية من الأدب الريفي لـ”حمدي عطية”

كتب : كريم شحاته

تعد رواية كاميليا، للكاتب حمدي عطية، الصادرة عن دار وعد للنشر والتوزيع، وهي رواية اجتماعية من الأدب الريفي، وتدور الأحداث حول كاميليا، الزهرة اليانعة في بستان القرية والتي يحبها الجميع ويثني عليها لتربيتها وتدينها وجمالها لكن احيانا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، لأن كاميليا تعاني من حياة قاسية، وقلبها يمتلئ بالأوجاع والأحزان التي لا نهاية لها، لكنها تعيش بما تحملة في داخلها من غموض وأسرار، إذ كيف لهذا الحسن والجمال ان يعيش في الدنيا وهي تحمل بداخلها كل هذا الوجع والألم، دموعها التي لا تجف ابدا ان تحمل سر بما يحتوية من غموض السماء الملبدة بالغيوم منذ أن فتحت عيناها للدنيا وقد لعن ابوها القدر الذي منحة البنت بعد سنوات طويلة من الانتظار، كان يريد الولد، فلما اكتشف انها أنثى انطفأت الفرحة في عينية الواسعتين القاسيتين، وهاج بالسباب اللعين على امرأتة والتي لم تلد له الولد الذي يحلم بة ويعشعش في راسة كي يرثةو لاينقطع جذرة من الدنيا، لكن الشيخ توفيق كان قاسيا على كل ما هو مؤنث لانة يعتقد ان المرأة اقل من الرجل، فلا يجوز أن تجلس معة على الطعام حتى ينتهي وهي خادمة له.

وكانت امرأتة تعلم نواياة فخافت على حياة ابنتها وهربت بها سرا وهي قطعة لحم حمراء الي شقيقها الشيخ عبد الواحد الرجل الصالح وماذون القرية الذي فرح كاميليا فرحا شديدا، وتتربى كاميليا في دار خالها الذي يحبها ويتعلق بها وتؤنسة في وحدتة بعد أن ماتت عنة زوجتة وكبر في السن، وتعيش كاميليا وتكبر شيئا فشيئا وهي تعيش حياة هادئة هانئة الي ان ينقلب الحال ويأتي الأب مع رجال كثيرون الي مندرة الشيخ عبد الواحد عدوة ويطلب منه زواج كاميليا من ابن عمها الذي يكبرها ولا يحبها لكن طمعا في المال والارض، وترفض كاميليا ويساندها خالها وهي تحتمي بة ويغضب الشيخ السعيد غضبا شديدا وتحمر عيناة بالوعيد وينصرف من دار الشيخ عبد الواحد ساخطا.

ولم يتمهل الشيخ عبد الواحد ويزوج كاميليا من عبد العزيز والذي تجمعهما قصة حب قوية ويحاول الشيخ ان يسعدهما في حياتة، ويكتب عليهما سرا حتى يكون الأب القاسي أمام الأمر الواقع وتطمئن كاميليا الي خالها وتوافق على الزواج سرا وهي تجد في خالها الحماية وطوق النجاة اذا عصفت بها الاقدار ومالت بها السفينة اذا اشتدت العاصفة، ويسافر عبد العزيز الي وحدتة العسكرية بعد وداع زوجتة بالدموع وانتظرت كاميليا مجيئة في موعد كل خمسة وأربعون يوما لكن يشاء ان قامت الحرب فجأه كما مات خالها فجأه وانقطعت اخبار عبد العزيز حتى بعد انتهاء الحرب.

واصبحت كاميليا مثل الريشة الطافية فوق سطح الماء تعصف بها الرياح حيث شاءت وتنتقل رغما عنها الي دار ابيها الذي يعاملها بقسوة وبمرور الوقت ورغم انها لم تقضي مع عبد العزيز وقتا طويلا الا انها اكتشفت انها حبلي.

عاشت تستقبل الصدمات بعد أن مات خالها قبل أن يعلن زواجها على الناس ومهما قالت او دافعت عن نفسها ولأنها متزوجة فلن يصدقها مخلوق، وعاشت في صمت مريب ودموعها لا تنقطع خائفة من الفضيحة التي تدق باب عفتها حيث سيقول عنها الناس ما ليس فيها، ويظن فيها البعض ظنا خبيثا، وينسب إليها مالم تفعل، وكأن القدر يدبر لها المكائد ويحرمها من كل حبيب، وتفكر كاميليا ما الذي تفعلة بنفسها.

وهل عدالة السماء تخلت عنها وهي التي لم تفعل الحرام، وكيف يكون مصيرها.. أحداث الرواية تجعلك تذرف الدموع تعاطفا مع البطلة وتحدث مفاجأت من العيار الثقيل ربما لا يصدقها عقل، لكن هي الحياة فرح وحزن، ابتسامة ودموع وهل تستمر كاميليا في البحث عن دليل برائتها أمام الناس،، ام انها تكون على موعد مع الموت.