صلاح أبو العلا يكتب ياسين وبهية .. حدوتة شعبية

حالة مسرحية متميزة ومخرج واعد يتقدم بجرأة في آتون المسرح، يحسب له جهده وشجاعته في تقديم هذا العمل بصورة مغايرة لنص ملهم ومهم هو أيقونة صاحبه الراحل الكبير نجيب سرور ..
يوسف مراد منير مخرج العمل الذي قدم مواهب شابة وعناصر فنية جيدة، ومدير مسرح الشباب المبدع سامح بسيوني الذي قدم كل الدعم وآمن بالفكرة ..
عرض جيد مزج بين سحر الدراما وحلاوة الغناء وإرثنا الشعبي الفلكلور المصري، مزج بين الفصحى لغة الكتابة وعامية الحوار، بين الكلمة والنغم الحي، بين التشخيص والحكي، بين الأداء والكلمة والاستعراض، بين التراجيديا والكوميديا والفكاهة، عرض تضافرت عناصره الفنية
دراما حركية وأداء غنائي استعراضي، ديكور وملابس وإضاءة مناسبة للحالة، وموسيقى غنائية وشعبية لايف أضفت على العرض حيوية وروح، وساهمت في خلق حالة من التفاعل مع المشاهدين، كلها جميعًا أحدثت حالة مسرحية رائعة صورة من صور المسرح الشعبي التى كانت تقدم في أوج مسرح السامر ..
ياسين وبهية كما رأيتها..
عمل ينقل متلقيه أيًا ما كانت ثقافته أو تخصصه أو بيئته إلى زمن الأحداث ومكانها وبيئتها البكر _ بهوت _ بؤرة الصراع، نموذج الوطن المصغر كما أرادها صاحب الحرف نجيب سرور عندما أراد الكل وعبر عن الجزء، فعل المعايشة لسياق النص المكتوب والخالد بكل سياقاته الاجتماعية والسياسية وصراعه الطبقي والرمزي بين الخير والشر، وسطوة القوة بالسلطة والمال وإنتاج العنف ..
رمزية الوطن الأنثوي من خلال بطلته بهية ممثلة الوطن وكل تداعياتها من قيم ومعاني عظيمة الأرض والعِرض والشرف والبراءة والطهر والجمال والحلم البسيط ..
طاقة جميلة تتسم بالإخلاص والصدق لعرض سمته البساطة والنضج والوعي، تحققت فيه تكاملية العناصر الفنية، تناغم ومتعة من لحظته الأولى من اختيار موتيفات موسيقية تأثيرية بدقة ومؤثرات سمعية بأداء حي على خشبة المسرح وآلات مثيرة للمشاعر الإنسانية لتجسيد الحب والحزن والغضب بشكل وإيقاع متصاعد ومؤثر مرافق للحوار، وسرد الرواة وغناء المغنواتي (المُنشد) وراقص في تابلوهات الرقص الصوفي وطقس الزار فجسدت حالة شعورية شعبية واقعية ..
وكان هناك حسن توظيف لعناصر الإضاءة والتي شكلت بمناسبتها للحالات الدرامية المتنوعة، ودرجاتها اللونية الشعورية مع الديكور والحركة سينوغرافيا العمل لتكسبه ملامح وروح ورؤية صانعيه وقدرة مخرجه على إدارة العرض ليقدم المتعة لمتلقيه، ويشكل بدوره معادل مرئي لنص هام ويقدم قراءةً مختلفة لقصة الحبيبين ياسين وبهية القابعة بالوجدان المصري وتأثيرها النفسي لديهم من خلال بساطة الطرح وعمق التأثير وبتفاعلية مع الحضور والتخفيف من وطأة اللغة الفصحى للنص بتنويع الرواة ومزج الحوار بالسرد والحكي وإضافة محسنات فنية كالفكاهة عن طريق المفارقات اللفطية (الإيفيه) والموسيقى والغناء، وجعل العمل جماعي، وإيجاد أكثر من منطقة أداء تمثيلي على الخشبة، وحفر مناطق تميز لبطليه الرئيسيين، والانتقالات السريعة ما بين الحكي والرواية للتشخيص والتمثيل، والاستغراق والتماهي بالأحداث ..
أن تشاهد عملاً فنياً معروفاً لديك بأحداثه تلك مغامرة وتحدٍ، وأن تقبل على صنعه فتلك مغامرة كبرى؛ ويشفع لحالتنا تلك هو الاختلاف في التناول وحسن الاختيار والتسكين، واختيار ممثلين شباب لديهم طاقة حب ودأب وإصرار ووعي بالشخصيات والأدوار والاهتمام بالتفاصيل حتى الاكسسوارات، وصولاً لبراعة التمثيل والتشخيص والأداء، ودراما حركية معبرة ومكملة للحالة الدرامية سواءً كانت رومانسية حالمة أو حماسية ثورية صاخبة ..
ياسين وبهية ..
بطولة إيمان غنيم وحازم القاضي وليلى مراد وآية أبو زيد ويوسف مراد، ومجوعة جميلة من الشباب أجادوا جميعاً بإخلاص وحب .. ديكور د. عمرو الأشرف ..
إيمان غنيم بهية الفلاحة المصرية الجميلة،
رحلة طويلة من النجاح في رحابة المسرح،
كل مرة تحدٍ مختلف وعي بالشخصية، تملك كل أدوات الممثل تنوع في الأداء، ونقلات سريعة، تزداد نضج ويتجدد شغفها مع كل تجربة، ممثلة شاملة، تعمل بروح الهواية وقواعد الاحتراف ..
ياسين وبهية ..
عرض رائع يستحق المشاهدة وتسليط الضوء عن تجربة هامة للمخرج لشاب وجيل موهوب من شباب الموهوبين
خطوة في الطريق للوصول وعلى خشبة مسرح الشباب
نتمناها البداية لمشروع عظيم ..
ليلة بديعة شرفها بالحضور حشد من المبدعين
فنانين ونقاد ورجالات المسرح العظام ..
ليلة تتبعها ليالٍ أخرى عديدة ..
من إنتاج مسرح الشباب
البيت الفني للمسرح
بالمسرح العائم بالمنيل ..
بهية وياسين
رائعة الكاتب الكبير
نجيب سرور
إخراج يوسف مراد منير
مدير المسرح
المخرج الكبير
سامح بسيوني ..
الصور عدسة الفنان
مدحت صبري