مبدعون: شغف الكتابة أنواع .. والكتابة تفرض نفسها

إبراهيم عبد المجيد: النسيان هو الذاكرة الحقيقية
عزت القمحاوي: الكاتب لديه شعور بأنه غير مفهوم والصحافة أهدتني الكتابة متعددة الأجناس
عبلة الرويني: الكتابة مسئولية وهي ما تخلق الشغف
حمدي الجزار: القراءة والمشي هما ما خلقا شغف الكتابة
نظم مهرجان دوائر الثقافي ندوة بعنوان «شغف الكتابة»، اليوم الجمعة، بمقر المهرجان بسينما راديو، وشارك فيها كل من الروائي إبراهيم عبد المجيد، و الروائي عزت القمحاوي، والكاتب حمدي الجزار، والكاتبة عبلة الرويني، وأدارها الكاتب أحمد القرملاوي.
واستعاد الروائي الكبير إبراهيم عبدالمجيد ذكرياته وشغفه بالكتابة، وأشار إلى أنه روى ذكرياته في كتابين هما «ما وراء الكتابة» و«أيامنا الحلوة».
ولفت إلى أنه رفض العمل في الصحافة حتى يصبح حرًا ومتفرغا للكتابة الإبداعية، وأضاف: «كنت على علم بأن الذاكرة ستحضر لي ما نسيته، فالنسيان هو الذاكرة الحقيقية».
وأكد أنه حين يكتب لا يفكر في أحد ولا يهتم سوى بالصدق الفني، فالكتابة هي التي تفرض نفسها. وأضاف:« اليوم الشغف هو شغف التسليع وهو ما لم يكن في زمني». وشارك عبد المجيد الحضور بعض عاداته في الكتابة، إذ روى إنه يستمع إلى الموسيقى الطربية العربي والكلاسيك أثناء كتاباته الابداعية، ودونها لا يكتب. كما ان شغفه برواياته يصل به لدرجة بحثه عنهم في الشوارع، لذلك فهو يعتبر عالمه الروائي هو العالم الحقيقي.
وأشادت الكاتبة عبلة الرويني، أثناء الندوة، بالتعاون المشترك بين داري نشر تنمية وديوان، وما له من معانٍ كبيرة، فالمهرجان خلق حراك ثقافي محمود، وهو جزء من حرصها على المشاركة في الندوة.
وعن شغفها بالكتابة، لفتت الرويني إلى أن هناك اختلاف في معنى الشغف، فهي ليست روائية وإنما كاتبة، وشغف الكتابة الإبداعية يختلف عن الكتابات الأخرى، وأضافت: «في النهاية كل كتابة هي شغف وإلا فلما الكتابة؟».
وقالت: “لا يوجد لدي شغف بفعل الكتابة في ذاته، لأنه مشقة وجهد وقلق فهي حالة مزعجة لكنه ينقل الشغف لنوع من المسئولية. فالاهتمام ليس بفعل الكتابة وإنما بمعنى الكتابة، فالكتابة مسئولية يجب أن يكون الكاتب على قدرها. هذه المسئولية، والانشغال بالآخر هو الدافع والحافز وهو ما يجعلني أواصل الكتابة. فالكتابة بالنسبة لي هي التواصل وعلاقة بين الكاتب والمتلقي، وهذا هو ما يجعلني لا أستطيع ممارسة أي شئ آخر سوى الكتابة».
وقال الروائي عزت القمحاوي، إن الحديث عن شغف الكتابة يرجعه لتساؤل كان قد طرحه منذ 20 عامًا بشكل ساخر، إذ افترض أن الكُتًّاب فئة من المختلين نفسيًا، فلماذا يحاول أن يكتب، ويضع نفسه في هذا الاختبار، وهو في وسعه أن يكون قارئًا. وأضاف: «هذا كان تساؤلا ساخرًا لكن مع الوقت زاد اقتناعي أن غالبًا المبدع لديه إعاقة ما، فلديه شعور أنه غير مفهوم، ويريد أن يكون مفهومًا وبالتالي يسيطر على الورق في سبيل ذلك».
وعن شعوره بعد الانتهاء من كتابة عمل أدبي يقول إنه حين ينتهي من كتابة عمل يشعر أنه فرغ تمامًا دون أن يحقق ما كان يراه، وبهذا الإحباط يبدأ في كتاب جديد. لافتًا إلى أن الرغبة هي الدافع الأول للكتابة قبل الموهبة. وأشار إلى أن فكرة أنواع الشغف انتبه لها بعد فترة من عمله الصحفي إذ أيقن أنها مهنة بعيدة عن الكتابة بمعناها الإبداعي، فحاول ترقية أسلوبه في الكتابة، وهو ما أهداه إلى النص متعدد الأجناس.
فيما قال الروائي حمدي الجزار إن شغفه الأساسي لم يكن بالكتابة وإنما بفعلين آخرين هما بالقراءة والإطلاع خاصة في الأدب والفلسفة والتاريخ، والمشي المستمر في أحياء القاهرة بأوقات مختلفة، وكلا الفعلين أدوا به إلى الكتابة.
وأضاف: «محبتي للقصة والمسرح والسينما هي ما أدت إلى محاولاتي لأن أصنع جمال مشابه، وشغفي بالمشي في شوارع القاهرة هو ما صنع لدي الشغف بمحاولة تصويرها والتعبير عنها.
يذكر أن أولى دورات مهرجان دواير الثقافي انطلقت بمشاركة أكثر من 25 دار نشر عربية ومصرية، ويشهد أكثر من 25 فعالية ثقافية، منها 4 ورش عن الكتابة الإبداعية والسينمائية، وأكثر من 18 ندوة تتنوع بين مناقشات الكتب واللقاءات المفتوحة والندوات المتخصصة، بمشاركة عدد كبير من المثقفين المصريين والعرب، كما يتضمن معرضًا لأحدث الكتب التي صدرت عن دور نشر مصرية وعربية، بالإضافة إلى معرض خاص للكتاب المستعمل يضم ما يزيد عن 3000 كتاب في مختلف المجالات.
ويمثل المهرجان الذي تستمر فعالياته يوميًا حتى يوم 15 يوليو الجاري فرصة فريدة للحوار حول قضايا الفكر والإبداع، كما يعد أول مهرجان من نوعه يعزز القيمة الإبداعية لوسط القاهرة الخديوية بما تمثله من عراقة وحضور في ذاكرة الجميع.
يقام المهرجان بالتعاون بين مكتبتي «ديوان» و«تنمية»، ويهدف إلى تحفيز التواصل المباشر والتفاعل بين مختلف الدوائر الثقافية، وشحذ الاهتمام بالقراءة والثقافة في العموم. وتنصب رؤية المنظمين على توسيع نطاق المعرفة وإبراز قيمة الثقافة في تكوين الوعي، وكذلك تحفيز الإبداع على مختلف المستويات.
كما يشارك فيه عدد من أبرز الرعاة في مختلف المجالات، منها: شركة “مدينة مصر” وهي رائدة في مجال التطوير العقاري في مصر، وشركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري، الوحيدة المتخصصة في ترميم المباني التراثية في وسط البلد، وتهدف إلى الحفاظ على البنية الأصلية وخلق مفاهيم جديدة تلبي الاحتياجات الحديثة. وفندق فيرمونت نايل سيتي، و”ستار كير إيجيبت”، وهي مؤسسة غير ربحية تختص في توفير المساعدة الغذائية والرعاية الطبية والتعليم للأطفال الأيت