محمد زينو شومان يكتب مازلت ضالّاََ
مازلت ضالّاََ
من يخمد غيظي قبل أن تصل الحرائق
إلى الغابات والأحياء السكنية
والمحطات النووية؟
أين سيارات الإطفاء وأفراد الدفاع المدني؟
مزاجي كالقرص الفوار في كأس
أشعر باللاانتماء
بانفصالي الذهني والنفسي والمادي والقومي
عن محور النص
كأنني حجر سابح في فضاء الذاكرة
أو كأنما تركلني الجاذبية خارج ذاتي
آلاف الأميال
ما هذا الإحساس اللولبي بالغثيان؟
أرتطم بالعابرين وبوساوسي وظنوني
وبالحواجز الإثنية والطائفية يميناََ وشمالاََ
كشاحنة فاقدة المكابح
ماذا يجري في داخلي؟
أهناك وقعت معركة مرج دابق؟
فوضى وضوضاء وتدافع جيوش مهزومة ومنتصرة
من ينفخ في صور الحرب؟
أليس على سور الأعراف من مقهى للاستراحة
ولو لاحتساء فنجان قهوة؟
أو لتشكيل حلف موقت بيني وبين اليأس
لاسترداد النفس المقطوع كحبل سفينة
أو لإعادة تدوير النشاط الذي دب به الصدأ!
كيف يمكنني إنقاذ رأس التفاؤل
من مقصلة التشاؤم؟
فقدت كل شيئ حتى جواز سفري
وبطاقة التموين
أبعدتني المدينة إبعاد العميل أو الأبرص
أو الكلب الأجرب أو أبي بريص
أو المجذوم أو الخائن
لا أنكر الخيانة حقاََ
خيانة الرداءة والشناعة والاتباع الأعمى
أثمة اتباع مبصر؟
لن أقف شاهداََ بين الضرير والبصير
لست بحكيم ولا بحاكم ولا من بائعي الحكمة واليقين
في سوق الضلال
من شاء الهدى فليطلبه عند المهتدين
ما أنا بممسك ببيضة القبان أو بالقسطاس
ولا ببيضة الديك أو بيضة الخدر
أعترف بأنني مازلت ضالاََ
أبحث عن إكسير الحياة وكِسْرة البقاء
لدى العطارين والأطباء والمشعوذين ولا أهتدي
طريقي متعرج يستعصي حتى على المناجذ
صدري ليس مخزناََ آمناََ للأمثال والمواعظ والحكم
هناك حرب شعواء بيني وبين لساني
أكره الحفظ والاستنساخ وأساطير الأولين والآخرين
ما أبتغيه هو البحث والاستنباط
واختبار المجهول والغائب والغيبي والطرق
غير المكتشفة
فمن أين تأتي الطمأنينة وكيف يستقر الفؤاد
ويهدأ العقل وتستريح الجوارح؟
لبنان _ زفتا في 2023/7/21
محمد زينو شومان