أخبار ثقافيةأخبار عاجلة

“الرجل الرمادي” لإيناس خورشيد فاهوم.. عندما يحتوي الحبيب كل قضايا العالم

عمّان

في هذه المجموعة الشعرية تقدم الشاعرة الفلسطينية إيناس خورشيد فاهوم كل ما تمر به في حياتها في الكتاب الصادر  عن “الآن ناشرون وموزعون” تحت عنوان “الرجل الرمادي” ، وكأن ذلك الرجل ما هو إلا العالم بأسره؛ المدن التي عاشت فيها، والقيم التي انغرست في روحها منذ الصغر، والأفكار التي تملأ رأسها، وحتى المواقف اليومية الصغيرة التي تقابلها في الطريق.

فهي تتحدث عن الورد، وعن الموسيقى، وحتى عن أيام الأسبوع.

انظر عزيزي القارئ، إلى قولها:

شيء ما أصاب أيام الأسبوع

أول أمس..

ما زال يبحث عن عشرة أسباب للفرح

ليعدَّها على أصابع يديه، ويفشل.

أمس..

يستلقي على ظهره بإهمال

عيونه جاحظة بالسماء

ينتظر شيئًا ما

ليحدث.

وتعد مفردة الورد ومشتقاتها مرتكزًا للشاعرة إذ وردت غير مرة في عدد من القصائد، ففي نص عنونته “لغة” تقول:

الوردُ لغةٌ..

وهناك لغةٌ.. هي كلُّ الورد.

وفي نص آخر تقول:

عبَرَتْ حياتَه فأسماها:

“الوردةُ التي نبتت في صحراء نفسي”.

وكذلك في نص بعنوان “معشر الشعراء”، تقول:

وأتجه نحو بابٍ أزرق

حيث وردةٌ بيضاء

تنام على عتبتِهِ.

وجدير بالذكر أنها عنونت أحد نصوصها “وردة”، وتقول فيه:

رسَمَ وردةً

ثم رسم لها خدًّا

فوُلِدَ

وجهها.

وهي حينما تتحدث عن ذلك الحبيب فإنها لا تكتفي بتوجيه الحديث إليه، بل إنها في بعض الأوقات تتقمَّص شخصيته وتتحدَّث بلسانه هو، فها هي في نص بعنوان “قبلكِ” تقول على لسان رجلها الرمادي:

كل البحار قبلكِ شطآنٌ

وأنتِ وحدكِ الأعماقُ.

كلُّ النساءِ قبلكِ أمواجٌ

ثم أتيتِ

فكانَ الطوفانُ.

ومن الأيقونات التي تماسَّت معها الشاعرة في أكثر من نص “المدن”، فجاء نص “مدن لها شؤونها” لتقول فيه:

هنالك مدن

لها شؤونها

فقد تستقبلك

بغبارها

بضبابها

ببردها

بصخبها

وأما مدينة القدس التي عاشت بها لعامين فقد كتبت عنها، وعنونت بعض النصوص بها أكثر من مرة، فهناك نص بعنوان “القدس”، وتقول فيه:

سكنتها سنتين فقط

لكنها كانت كافية لأعشق الأماكن وأتعايش بظل رهبتها وهيبة حضورها.

القدس هي التي سكنتني

مضى عمرٌ كاملٌ يا الله

لا أنا عدت منها

ولا غادرتني هي.

ويتجلَّى في هذا النص ذلك العشق اللانهائي الذي تكنُّه الشاعرة لمدينة القدس.

ونص آخر بعنوان “صباح القدس”، تختتمه بقولها:

صباح القدس.. شهدٌ

بعضه من

رحيق أزهار

وبعضه من

عِطرِ الأرض.

وثالث بعنوان “أرض الميعاد”، والذي تتحدَّث فيه أيضًا عن مدينة القدس قائلة:

يرسم أضواء

يسلِّطها على هذه الأرض

علَّه يفهم

لماذا انتقاها كلُّ هؤلاء الأنبياء

يرسم أوطانًا

نصفها مملوء

ونصفها فارغ

لكنَّه يحتار أي نصف يختار!

ومن بين الأيقونات التي ارتكزت عليها الشاعرة في ديوانها الجدَّة “هند” التي تحكي لها الحواديت، ولكنَّها في نص “حفيدة الريح” تتحدَّث عن جدتها “هند”، وكذلك عن جدَّتها “فاطمة” وكأنها تعقد مقارنة بين فتاة القرية وفتاة المدينة اللتين اجتمعتا فيها هي (الحفيدة) حفيدة الريح، فتقول:

جدَّتي هند

فتاة قروية

كانت جارة للجبال وبراريها

وصديقة الرياح الشمالية.

جدَّتي فاطمة

فتاة المدينة

كانت جارة للبحر ولرمل شواطئه

وصديقة الرياح الغربية.

وقد صدر لها سابقا المجموعة الشعرية “ضمّة من زعتر بري في جملة مفيدة” عن “الآن ناشرون وموزعون 2023، والتي تعبر عن مجموعة من الكتابات الصوفية، النورانية، منطلقةً من فلسفةٍ عميقة لمعماريّة تثق بعالمها؛ ترسم خطوطه، معالمه، حدوده بدقة المعمارية وصانعة الجمال.

يذكر أن إيناس خورشيد فاهوم كاتبة نشأت في قرية ترشيحا بالجليل الأعلى، وتقيم في مدينة الناصرة بالجليل الغربي. تحمل درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية وتخطيط المدن، والماجستير في إدارة الأعمال (تخصص إدارة وتخمين العقارات). تعمل في مجال الهندسة المعمارية وتخطيط المدن. تُرجمت بعض نصوصها إلى اللغة الألمانية ونُشرت في كتاب بعنوان “Orientalischen Seele” (روح شرقية) صدر عن دار الدراويش، كما تُرجمت بعض نصوصها إلى الفرنسية ونُشرت في كتاب بعنوان “FLORILEGE AU FEMININ” (قطاف نسائية) صدر عن دار مقاربات.

أخبار ثقافية –  أوبرا مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى