كبوح ناي قديم لكرم الصباغ
صدر حديثا عن سلسلة الكتاب الفضيّ التي يصدرها نادي القصة بمصر المجموعة القصصية “كبوح ناي قديم” للقاص: كرم الصباغ، و الجدير بالذكر أن سلسلة الكتاب الفضي أسسها الكاتب الكبير يوسف السباعي عام ١٩٥٣ بناء على فكرة طرحها عليه فارس الرومانسية الراحل إحسان عبد القدوس، وكان أول رئيس تحرير لتلك السلسلة هو الكاتب الكبير ثروت أباظة.
و الجدير بالذكر أيضا أن سلسلة الكتاب الفضيّ قد توقفت عدة سنوات إلى أن استأنف مجلس إدارة نادي القصة الجديد برئاسة الكاتب الكبير محمد السيد عيد إصدارها تحت إشراف المبدع الكبير د. سيد نجم، و ذلك بالتعاون مع مركز “ليفانت” للدراسات الثقافية و النشر، الذي يديره الناقد الدكتور أدهم مسعود القاق. هذا وتتكون مجموعة ” كبوح ناي قديم” من اثنتين و عشرين قصة تدور أحداث قسمها الأول في البيئة الصحراوية، التي تشكل ركيزة أساسية في كتابات القاص كرم الصباغ، حيث إن المكان يعد البطل الرئيس في سردياته، وما يحمله من سمات الطبيعة، والعادات والتقاليد، والموروثات الثقافية الخاصة التي تميز أهله، بينما تدور أحداث قسمها الثاني في المدينة، حيث يتجلى الواقع بصورة أكثر تعقيدا، و أشدَّ وطأة. هذا وتتمحور قصص المجموعة في كلا القسمين حول الإنسان وهمومه الحياتية ومشكلاته الاجتماعية كما في قصص “عصافير جهنم” و “نغمات حارة” و “ذكريات مستعملة” و “غواية”، و ” في قلبه زهرة عباد”. بينما تثير المجموعة عددا من الأسئلة الوجودية كأسئلة الموت، والميلاد، والفقد، والخلاص في قصص أخرى مثل “دور سيجا” و “أعشاش” و “رهف الحديد”، في حين نجد الهم العربي حاضرا بقوة في قصتي ” جراح” و ” مثل وردة جورية”، بينما نجد الطرح الصوفيّ حاضرا في قصة ” صهيل النور” و من اللافت للنظر أن لغة القصص جاءت لغة شاعرية شفيفة، تلازم السرد، والوصف. و من اللافت للنظر أيضا أن معظم قصص المجموعة تنطلق من الواقع، ولكنها سرعان ما تجنح إلى الغرائبيّ، و الفانتازيّ؛ بحثا عن فكرة الخلاص. والجدير بالذكر أن القاص كرم الصباغ قد صدر له أربع مجموعات قصصية هي “رمال وجع الغائب”، و “يمام الوجد”، و “بخفة عصفور وحزن يمامة”، وأخيرا “كبوح ناي قديم” و له تحت الطبع ” ممرات بيضاء لغزالة وحيدة” مجموعة قصصية، و “دار بسيس” رواية.