ساحة الإبداع

الشاعر حسن زكريا يكتب: مجاراة لقصيدة الشاعر نزار قباني

( مَـوّال دمشقي ) التي مطلعها:

لـقـد كـتــبـنـا وأرسـلـنـا المــراسـيـلا
وقـد بـكــيــنـا وبـلَّــلــنــا المَــنــاديـلا
أقول في قصيدتي ( دمـشق العشق ):

الشـمـسُ دونكِ تحـني الـرأسَ تَبـجـيلا
والـبَــدرُ بِـــرَّاً دَنــا وانـكــبَّ تَـقــبـيـلا
:
أنفـقـتُ عُمريَ في التَّـنـقـيبِ عن لُغـةٍ
تَـلـيـقُ .. لكنَّ سَـعـيـي ارتــدَّ مَـخـذولا
:
جُنون عِشـقـكِ أسـمى ما ارتـقـيـتُ له
فـيا دمـشـقُ اسـمـعـي نـبـضي تراتيلا
:
والـيــتُ سِـحـرَكِ إذْ بـايـعـتُــهُ بِـدَمـي
ومـا أرادَ سِــواكِ الـقــلـبُ تـفـضـيـلا
:
والـشـوقُ طُــوفـانـهُ يَـقـتـاتُ أوردتـي
بـالـدَّمــع والآهِ خَـضّـبـتُ المَـراسـيـلا
:
مـا زالَ حُـبُّـكِ فـيَّـاضـاً يـفـوحُ شَـــذاً
والـشِّـعـرُ يـبـحـر تَــوّاقــاً أســاطـيـلا
:
فـي كُـلِّ جـارحـةٍ لـلـيـاســمـيـنِ رؤىً
وكـم روى بَــرَدى حُـزنـي مَــواويــلا !
:
نـثـرتُ قـلـبي قِـبـاباً فيـكِ وافـتـرَشَـتْ
روحـي روابـيـكِ تـأبى عـنـكِ تَحـويـلا
:
على جَـبـيـنكِ يا شـامَ الـهـوى قُــبَـلــي
وزارعُ الحُــبِّ حَــصَّــادٌ مَـحـاصــيـلا !
:
سُـبـحانَ مَـنْ تـتـجـلّـى فـيـكِ قُـــدرَتُـهُ
صُـنـعـاً وقـد أحـكَـمَ الآيــاتِ تَـنــزيـلا
:
الحُـسـنُ أيـنـعَ حـتى أَعـيُـنٌ حَـسَــدَتْ
وغَـيـرةً تـتـبـارى الـغِــيـدُ تَـجــمــيــلا
:
خُـطـاكِ تَعـزف ألحـانَ الهـوى طَـرَبـاً
تَـجُــرُّ سَــبـعَــةَ أنــهــار ٍ خَــلاخِــيـلا
:
في الحُبِّ كَمْ أغدقَ الشعراءُ مِنْ غَزَل ٍ
وإنَّ أعـــذَبــه مـا فــيــكِ قــد قِـــيـــلا
:
تيهـي على الكونِ .. مَنْ إلاّكِ حُـقَّ لَـهُ !
عـلـى مـقـاسِـكِ جـاءَ الـعِـزُّ تَـفـصـيـلا
:
وفــيـكِ قــد أودعَ الــتـاريـخُ سِــيـرتَـهُ
والـنَّـصـرُ ما انـفـكَّ يُهـديـكِ الأكـالـيـلا
:
مِن صَدرك المجدَ قد أرضَعـتِ حَـانـيةً
ونـورُكِ الحـقُّ إذْ يـجـلـو الأبــاطــيــلا
:
سِـفْـرُ المـلاحِـم ِ لا تُـطـوى صَـحائـفُـهُ
أحـجـارُكِ السُّـمْـرُ تَـرويـهـا تَـفـاصيـلا
:
ولـلـحــضــارة ِ أثـــــوابٌ مُـــلَـــوَّنَـــةٌ
بـهـا زَهَــوت ِ مَــدى الأزمـان ِ تـبـديـلا
:
مَـنْ مَـسَّ طُهرَ حِماكِ اسـتَفَّ خَـيـبَـتَـهُ
وارتَــدَّ عـنـكِ يَـجُــرُّ الخِـزي مَــذلـولا
:
يـا شــامُ قَـلـعَـتُـكِ الـشـمَّـاءُ مُـحْـصَنَـةٌ
وقاسيونُ ارتـقـى في القـلـبِ مَحـمـولا
:
لـلـنـور سـبـعـةَ أبـواب ٍ فـتـحـتِ كـمـا
أشـرَعـتِ صَـدرك تَرحـيـبـاً وتأهــيـلا
:
تِـلـكَ المـسـاجِـدُ والأديـــارُ شـــاهِــدةٌ
كيف احـتـضنـتِ مَـعَ الـقـرآنِ إنجـيـلا
:
مَـــآذِنُ الجـامِــع ِ الأمَــويّ خـاشِــعَــةٌ
تَـروي الـسـمـاواتِ تَـسـبـيـحاً وتَهـليلا
:
سُـــوقُ الحَـمــيـديّـةِ الأرواحُ تـعـمُـرُه
وسَقـفُـهُ الحُبُّ، يُغري الصَّـبَّ مَـتبـولا
:
تَهـفـو إلى شـارع ِ الحـمـراءِ لَـهـفَـتُـنا
مـتـى سـتـجـني خُـطـانـا فـيـه مَـأمـولا ؟!
:
هُـناكَ في الـرَّبـوة الـرَّغــداء ِ راحَـتُنا
تَحـنـو على الــروح أنسـاماً وتَظـلـيـلا
:
يا رَبّـةَ الصَّبرِ كَمْ دارتْ رَحـى مِـحَن ٍ !
قـابـيـلُ يَـقــتُـلُ حـتَّـى الـيـومَ هــابـيـلا
:
إذا الـدُّجى جَـنَّ في عينيكِ نـورُ هُـدىً
ومِنْ شِـفـاهِـكِ أَسـتـوحـي المَـراسـيلا
:
قـالوا : السُّـنـونُ إذا مَـرّتْ جَـحَـافِـلُها
تُنـسـي ويُصرَفُ قَلبُ الصَّبِّ مَشغـولا
:
لا، لستُ أعـرفُ طَـعـمَـاً للهَـنـاءِ هُـنا
هــيــهـاتَ أُتـقِـن هـذا الــدَّورَ تمـثـيـلا
:
لا يَهـجـعُ الجُـرحُ أو تخـبـو له شُـعَـلٌ
والـهَـمُّ أنـهَـكَـنـي واشـــتَـدَّ تَـنــكــيـلا
:
ذِكـراكِ في غُـربتي أُنسٌ إذا ابتسَـمَتْ
وأشــعـلَـتْ فـي ديـاجـيــهـا قَــنـاديـلا
:
مَـا مَــرَّ مِـنـكِ نَـسـيـمٌ ذاتَ ضــائـقَـةٍ
إلا وذلَّــلَــهــا الـــتَّــــذكــارُ تَـذلــيــلا
:
أدمَـنـتُ عِـشـقَـكِ رَيَّـانَ الكؤوس ومـا
حَـيـيتُ يَـبـقـى إليكِ الـنَّـبـضُ مَـبـذولا
:
مَـتى عِـنـاقُـكِ ؟! فالأحـلام مِـنـسـأتي
أم يَـخـذُلُ الصَّحـوُ مـا زَيَّـنـتُ تَعـويـلا !
:
لو كُنتُ خُـيِّرتُ أينَ المـوتُ يَقـبِـضُني
فَـتَـحـتَ ظِـلِّـكِ أسـتَـجـديـهِ تَـعــجـيـلا !
:
كَـحَّـلْـتُ عَـيـنـيكِ والمِـرآةُ تَـغـبِـطُـنـي
وكانَ نـورُ الـقـوافـي الكُحـلَ والمِـيـلا
:
مُـسْـتَفْـعِـلُنْ فَـاعِـلُنْ مُـسْتَفْـعِـلُنْ فَـعِـلُـنْ
عَـتَّـقـتُ بـالحُــبِّ يـا شــامُ الـتَّـفـاعِـيلا
===============

ساحة الإبداعأوبرا مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى