عوني سيف يكتب داود رجل حسب قلب الله
(1 صموئيل 13 : 14 )
ولد نبي الله داود وعاش حوالي سنة 1000 ق.م. وقال عنه الكتاب أنه رجل حسب قلب الله، وذُكِرَ هذا أيضًا علي لسان بولس الرسول في (أعمال 13 : 22 )
كان داود فتي عمره خمسة عشر عامًا حينما قال عنه الله أنه حسب قلبه، كان راعيًا صغيرًا يرعي غنمه في التلال الخلفية لقرية بيت لحم.
بيت لحم حين ذاك كانت مأهولة بحوالي 300 نفس فقط، وكانت لا تُحصي بين ألوف يهوذا.
لكن نعمة الله تصل إلي كل مكان، فهنا وصلت إلى فتي صغير في قرية صغيرة يطلب الله بكل قلبه.
هذا الوصف العجيب، والدقيق، والمبارك لم يصف به الله أحد قبل أو بعد داود فأنا أتخيل حين ذهب صموئيل النبي إلي بيت يسي – أبو داود – كانت بقلبه أفكار عديدة منها أن الله بذاته يرفض “شاول” كملك ويصف هذا الفتي الصغير أنه حسب قلبه، ومعنى هذا بالنسبة لي أن الله وجد بذور المحبة في قلب داود وهذه البذور سوف تنمو وتطرح ثمار صالحة يستفيد من بركاتها كل نسل داود أو العالم أجمع.
الله بعد حوالي 1000 عام يرعي هذا النسل ويغفر لداود زلاته بعد توبته، يغفر له قتل “أوريا الحثي”، ويغفر له زناه مع “بتشبع”، ويؤكد ذكراه مرة أخرى أنه حسب قلبه، ويأتي من نسله السيد المسيح له كل المجد؛ يأتي المسيح في نفس القرية الصغيرة التي خرج منها داود التي كانت لا تعد ولا تحصي بين قرى يهوذا ذات الألف نفس، يأتي السيد ويولد في بيت لحم في مكان نكرة، في مذود للغنم والماشية.
داود كان يعرف ويشعر أنه عزيز علي قلب الله ولذلك قال فيما معناه “يا رب متي تخلّص حبيبك” (مزمور 60 : 5 )
تخيل معي أيها القارئ العزيز كيف لرجل في مزموره أو صلاته بدلًا من أن يخاطب الله – تبارك اسمه – نجني. يقول نجي حبيبك أيها السيد أو يقول حبيبك يحتاج للمساعدة أيها السيد. داود كان ذا صلة رفيعة المستوي مع الله. فهذا الوصف الإلهي، أنه حسب قلب الله كان يستحقه بكل تأكيد.
في هذا المقال أنوي التكلم عن نقاطٍ عدّة، ربما أُوفيهم كلهم :
• كيف ينظر الله إلي داود؟
• كيف ينظر داود إلي الله؟
• كيف تنظر الناس إلي داود؟
• كيف تنظر الناس إلي الله؟
الله ينظر إلي داود أنه حسب قلبه، وداود يخاطب الله، نجي حبيبك، ساعد حبيبك، خلّص حبيبك. فالعلاقة بين داود والله يسودها الحب والحب بينهم يسوده اليقين.
أما نقطة كيف تنظر الناس إلي داود، كان كل الشعب يحبه كملك وكنبي وازدهرت المملكة في عصره إزدهارًا واضحًا لكل دارسي تاريخ بني إسرائيل.
أما الشعب كيف ينظر إلي الله، ذهب بعض الشعب إلي عبادات أخري مثل عبادة “عشتار” بجانب عبادة يَهوَه الإله الحي وقاموا مذابح أعلي التلال للعبادات الوثنية فكثيرًا من الشعب ضلَّ وعبدوا غير الله أو اشركوا بعبادته معبودات أخري.
نحن نعلم وكل دارسي التاريخ العبراني يعلمون أن شاول الملك كان يملك حين اختار الله داود. كان الملك شاول هو الملك الأول بعد القضاة.
قال شاول سوف انتظر سبعة أيام مثلما قال النبي والكاهن. كان هنا يقصد صموئيل لأن صموئيل كان نبيًا وكاهنًا وقاضيًا، يقضي لبني إسرائيل، ومن المعلوم أيضًا أن داود كان ثاني ملك لإسرائيل وجاء بعده ابنه سليمان كثالث ملك.
ما حدث أن شاول قدم ذبيحة وبهذا خالف الشريعة لأن الملك لا يقدم ذبائح بل الكاهن هو الذي يقوم بذلك.
لكن ما يجب ذكره هنا أن داود قدم ذبائح وهو ملك، لكن الوضع مع داود مختلف عن شاول. داود هو صورة المسيح، هو مسيح الرب، وغيره كان كثيرون ظلال للمسيح أو رموزًا له في العهد القديم.
خاتمة
الله رأي لنفسه رجل حسب قلبه. الله اختار داود لكي يكون ملكًا وقائدًا علي شعبه ورسالتي في هذا المقال عندما يختار الله فتي صغير من قرية صغيرة راعيًا للغنم. أعلم أن الله لا ينساك حتي لو كنت صغيرًا، حتي لو كنت نكرة، حتي لو كنت لا شيء.