د. حسين عبد البصير يكتب من طقوس احتفالات مصر القديمة بالأعياد.
اهتمت مصر القديمة بالأعياد والاحتفالات بشكل لم يسبقها إليه أية حضارة أخرى. وذكر المؤرخ الإغريقي الأشهر هيرودوت الكثير عن احتفالات المصريين القدماء، مما جعله يؤمن بأن مصر القديمة هي التي ابتدعت الأعياد في العالم.
في بداية كل عام، في الأول من شهر توت، فصل آخت، أو الفيضان، كان المصريون يحتفلون بعيد رأس السنة الذي كان يتزامن مع وفاء النيل، الذي كانت تتجدد فيه الحقول. وكان يفيض فيه النيل. وكان يسبب رخاء وسعادة البلاد. وكان النيل يتجدد كل عام. وكانت معه تتجدد كل القوى الكامنة في تمثال الإله عن طريق ملامسة قرص الشمس؛ ولذا عُرف هذا العيد بعيد الاتحاد مع قرص الشمس. وكانت طقوس ذلك العيد تبدأ في الفجر، حين كانت تُحضر قرابين الأطعمة. وكان يتقدم موكب حاملي الأطعمة نحو حجرة القرابين. ثم كان يتم نقلها إلى غرفة تجميع القرابين. وكان يصعد الموكب إلى سطح المعبد. وكانت تُحمل القرابين إلى سطح المعبد؛ كي توضع هناك، ثم تُحرق كتقدمة للإله.
هذه هي مصر القديمة التى أبدعت الأعياد والاحتفالات، وقدست الحياة قبل الموت، وقدست الموت باعتباره بوابة العبور إلى العالم الآخر الذي كانت فيه الحياة هي كل الحياة، الحياة الأبدية التي ليس من ورائها فناء.
مصر هي التي علّمت العالم أصول كل شيء.
كل عام ومصر والمصريون والعالم كله بخير وصحة وسعادة وسلام.
أرجو أن يسود السلام والرخاء والمحبة العالم كله في العام الميلادي الجديد 2024