الجميلي أحمد يكتب: أشرف البنا بين العمق والتأثير
الجميلي أحمد يكتب: أشرف البنا بين العمق والتأثير
الشاعر أشرف البنا واحدًا شعراء المصريين المعاصرين، الذين برعوا في كتابة الشعر بالعامية المصرية. وُلِدَ في العام 1962 بمدينة القاهرة اسمه اشرف عبده علي علي واشتهر باسم أشرف البنا، لم يدخل للوسط الثقافي إلا من سنوات معدوده لكنه يكتب منذ سنوات طويلة سرعان ما ارتفع صوته الشعري المتميزة، وتميزت قصائده بالعمق والتجديد، تأثر في شعره بروح المكان والزمان، وكان له بصمة مميزة في كتابته حول الحارة المصرية. مما جعله يلقب “بشاعر المحروسة”،
تميز أشرف البنا بقدرته على استخدام العامية بأسلوب راقٍ ومؤثر، حيث يجمع بين العمق والتأثير في تعبيراته، ويتناول في قصائده مواضيع متنوعة أغلبها تمس رجل الشارع البسيط، ويعبر عن مشاعر الإنسان الجامدة والمتناقضة بطريقة إبداعية .
تعتبر قصائد أشرف البنا مرآة للواقع المصري، حيث يعكس فيها تجارب الحياة وتحولات المجتمع، ويوظف العامية ببراعة ليصوّر صورًا واقعية للحياة اليومية، مما جعله انتشر انتشارا واسعا و والتف حوله الكثير من المبدعين والمتابعين لشعره.
وظف أشرف البنا موهبته في الحكي واستثمر التراث في توظيفه في إبداعه حتي ما اشتهرت به السينما المصرية كان له نصيب في توظيفه في قصائده يقول مستخدما نوادر السينما المصرية في إحدى قصائده ومعبرا عن مصر الحقيقية وقت الشدة
المــدعــــو أحمـــد ابراهيــــم
القاطــن فــي ديـــر النحــــاس
حـــي الإحســـــــاس
مصـــــر عتيقــــــــة
أيـــــوة عتيقـــــــــــة
رغــــم هـــــزالهــــــا
تخطـــف تلابيبــــك بجمـــالهــــا
إيـــــاك تتغــــــر
بالضعـــف البـــادي ف أحــوالهـــا
وقـــــت الضيقــــة
إذاعتهـــــا بيتغـــــير حــــالهــــــا
مـــن مــــود نــــاعم
لبيــــــان بيــزلـــزل أركـــانهــــا
دق نفــــــــــيرهــــا
ســـم قـــاتل فــي دواك يــا أحمـــد
الأمــــر خطـــــير
والجـــــو اتكهـــرب م المشهــــــد
والمشهـــد حــــي
بــــدون تفســــــير
مـــش خــارج منـــه نقطـــة ضــــي
ولا رابــــط بيلــــم الأنبــــاء
مــن كـــل مـــا جـــاء
ولا نملـــك حــرف في شطـــر عـــزاء
إلا التوحيـــــــــد
وضمــــيرنــــا الحــــي
انتفضـــت أمــــة بحــذافـــيرهــــا
عــــلى قلـــب احمـــــد
كـــان كـــل دعـــاهــــا وترتيلهــــــا
أمــــــلا ورجـــــاء
مصــــر عتيقــــة
دولــــة بتعـــزف لحـــن الأخــــلاق
دكتـــــور بينفــــض م العفــــرة
قلــــب ضمـــــيره
وبتحــــذيــــره
سلطـــــــــات تهتــــــم
منظـــومــة بتعـــرف معـــنى الحــــق
وقيمــــة الــــدم
وخليــــة نحــــل بكـــل نشـــــاط
داخــــت م البحـــــث
مـــرت أوقــــات
ومــاحــدش قـــال الطـــالع نحـــس
مــن حـــارة لبيــــت
مـــن سطــــح لســــــطح
مـــن وكــــر لعـــــش
والفكـــرة مــازالــــت قيــــد الشطـــــح
وكــأن الـــدولـــة الحـــامـــل فينـــا
جــاهـــا الطلــــق
في ســـاعــــة عســــر
وقــــرنهـــا طـــــش
والمطلـــب ابـــرة في كـــومــة قــــش
ميــن قـــال
ان غيـــابه مـــايفــــرقش
مصـــر عتيقــــة
كـــان فيهـــا الـــوالي يخـــاف الظلــــم
ومــابيسمحــــش
احمـــد براهيــــم
كـــان عــايــش في القـــرن المـــاضي
رااااايـــــق هــــــادي
مـــش شـــايل هـــــــم
كـــان آخــــر انســان في بـــلادي
شــاف السلطـــات بـــدواه تهتــــم
أحمـــد بــراهيـــم
لـــو عـــايش في القــــرن الحـــادي
كــــــان يشــــرب ســـــــم
صدر للشاعر أشرف البنا عشرة دواوين شعرية في وقت قياسي، تميزت أعماله بتنوع مواضيعه وغنى لغته، ما جعله يحتل مكانة في أوساط المثقفين بسرعة يحسد عليها البنا وهم :
صوت وصورة: يُعد هذا الديوان من أبرز أعمال أشرف البنا، حيث تجلى فيه تنوع أساليبه الشعرية وتفرده في التعبير عن الحياة بأسلوبه الخاص والمميز.
ترجمان الحنين: يتناول هذا الديوان مواضيع الحب والشوق بطريقة مؤثرة، ما جعله يلامس وجدان القراء ويثير مشاعرهم.
في ربوع القاهرة: يستعرض هذا الديوان جماليات وتفاصيل مدينة القاهرة، ويصف جوانب مختلفة من حياة سكانها بأسلوب شعري جذاب.
مسحراتى المحروسة: يتألف هذا الديوان من ثلاثة أجزاء تحت عناوين مختلفة: “حرف ومهن زمان”، و”عادات ومناسبات”، و”بلدان المحروسة”، حيث يستعرض أشرف البنا جوانب مختلفة من حياة القاهرة الشعبية وثقافتها وتقاليدها.
صدى الحواري: يتناول هذا الديوان قضايا اجتماعية وسياسية بطريقة ساخرة وذكية، مما يجعله يحمل رسالة اجتماعية هامة.
الفوازير: يعتبر هذا الديوان مجموعة من الألغاز الشعرية التي تحمل في طياتها الفكاهة والتسلية، وقد حازت على استحسان واسع.
من الشعر ما قتل: يتضمن هذا الديوان قصائد تتنوع بين الحب والهموم الإنسانية، مما يعكس تعدد أوجه اهتمامات البنا وتنوعه.
بهذه الدواوين والأعمال الشعرية، أثبت البنا نفسه كشاعر يجيد التعبير عن مختلف جوانب الحياة بأسلوب جعل له تواجد، وأسهم بشكل كبير في إثراء المشهد الأدبي والثقافي في مصر والعالم العربي.
قصيدة جدي الغبي التي تؤكد حرفيته في صياغة القصيدة العامية والتي تعد طفره في كتابات البنا حيث يشكل فيها بناء القصيدة واستحضار الماضي من خلال جده الذي صدر قصيدته به وتعامل معه علي أنه الحياة التي تكمن في وجدانه فيقول
جــدي الغــبي
جـــدي الغـــبي
مالحقش يحلم بالأمان
والحلم كـــان
زعقة نبي ما آمنش بيه
مالحقش أول زينة تستر دنيته
حوش يادوب حبة بنون
ورثت غباوته وعلته
مسجون بخوفه من الطاعون
ويبتغى وجه الكريم
بــ استر يارب
نحن الغلابة الطيبون
وفوق بساط متحلي جمر
صلى العشا على سطح قبر
تسبيحه كارف بالخرس
من حلق مر وجوف ندم
الخطوة كانت بوح بواقي من العدم
متسندين على عرقوبين من غير قدم
رقبته ماتجيبش السما
اذ ربمــــا
من كسرة النفس الكبيرة
اللي اتحنى منها الجبين
وف أمسيات
كوم الغلابة المركونين
سرحان حزين
حاول يعاين جتة من فعل الطاعون
ظلما وقهرا أو ظنون
جرب يفتش في العيون
فكر يفكك في الكفن
ماعرفش ان السر حكرا للوطن
يــا للغـــــبي
الجوع علامة لن يبوح بها البدن
بسذاجة شاف ان الخلاص
سلـــة حبـــوب
مين اللي قال ان الكفن
مليان جيوب
تحمينا من غدر الطاعون
قدم ودانه وشعر دقنه للقانون
ثغـــرة عفــــن
نموت ويحيا كل أعيان الوطن
جـــدي الغــــبي
جاهل فنون الألعبان والشقلبان
حركات تقول للبلية دوري والعبى
أو سلك بيلمس كهارب
ع الخيال اللولـــبي
شحت الأماني بالدعا
فرش وغطــــا
حبة عرايـــس مــكسوفين
بخيوط هزيلة من الأمل متشعبطة
حبة حاجات مستعبطة
مش لايقة خالص
ع اللي قلبه بياض وخام
وبيحسب اللقمة بـ عطايـــا ف الخطى
رغـــم الزحــام
حافظ على خطوط الفوارس
من عيون أهل النظام
وزي مايرســوا العطا
أو يمنحــــون
شـــاف الحيـــاة
فرض ف صــــلاة جـــوة السجون
يرفع آدانها
لص ناهش كبد هالك من غريمه
والامام قواد وبيسرح حريمه
يدخل المحراب ويهتف
استقيمــــــوا !!
فى الصفوف تاجر كيـــوف
مـــرفوع جبينـــه
ع اليمين محتال وقاطع للطريق
فى السجون تلقى الرفاقة والصديق
فى الوطــــن
كل المساحات البراح
يحكمها ضيق بيشد حيله
جدي شارب من كيعانه طفح كيله
عاشهـــا ضعفا واستكانة
كدابين الزفة غشــوا بالأمانة
وبكفوف اخلاص بيسقونا الخيانة
كدبهم حبكوه بصدق
قلوظوا العمة بشهامة
احتيالهم أمر عادي وسد خانة
والعدالة بين قوسين ( أمر استحالة )
تفسيراته ف قلب جلدة
من قاموس أحكام نـــبي
جـــدي الحنـــون
شـــاغلوه بحــــدوتة طـــاعون
جـــدي الغـــبى
عن طيب خواطـــر وبــ سمـــــــاح
نســــخ البنـــــــون
بســــت وكــــــوبي
بالإضافة إلى تألقه الأدبي وإبداعه في مجال الشعر، حقق أشرف البنا إنجازات عديدة وحصد جوائز مهمة تعكس قيمة أعماله وتأثيره في المشهد. من بين هذه الجوائز والتكريمات
حصوله على المركز الأول في مهرجان دائرة الإبداع العربي عن ديوانه “ترجمان الحنين”، الذي يعد من أبرز أعماله الشعرية والذي استقبل بإشادة واسعة من النقاد والجمهور.
تحقيقه المركز الأول في مسابقة “فارس الكلمة” التابعة لمؤسسة بنت الحجاز، مما يعكس تقدير الجهات الثقافية لموهبته وإبداعه الشعري.
حصوله على لقب شخصية عام 2020 من مؤسسة بنت الحجاز الثقافية، وهو تكريم يعكس تأثيره الكبير في المجتمع الثقافي والأدبي.
فوزه بالمركز الأول في فئة “عامية” في مسابقة “فارس الشعراء العرب” من الاتحاد السعودي للمبدعين العرب عام 2024، وهو تكريم يؤكد على جودة وقيمة شعره بالعامية.
بهذه الجوائز والتكريمات، يظهر أشرف البنا كشاعر موهوب ومتميز، أحدث بصمة قوية في عالم الشعر ونال اعترافًا واسع النطاق من الجهات الثقافية والأدبية في مصر
باعتباره شاعرًا ومبدعًا، فإن أشرف البنا لم يكتفِ بتألقه في ميدان الشعر فحسب، بل نجح أيضًا في ترسيخ وجوده في عالم الثقافة والأدب من خلال عضوياته المتعددة. فقد تمتع بعضويات عديدة تعكس احترام الجهات الثقافية والأدبية له، مثل:
عضوية اتحاد كتاب مصر، الذي يعتبر منبرًا هامًا للأدباء والكتاب في مصر، والتي تعكس اعتراف المؤسسة الأدبية الرسمية بتميزه الأدبي.
توليه منصب نائب رئيس لجنة التذوق الفني والأدبي باتحاد كتاب مصر.
سكرتيرًا لنادي أدب مصر الجديدة، وهي عضوية تعكس تقدير الأدباء وأعضاء نادي أدب مصر الجديده لدوره في نشر الثقافة والأدب في المجتمع المحلي.
شغل عضوية الأمين العام لمؤسسة بنت الحجاز الثقافية، وهو تكريم يعكس دوره البارز في دعم وتعزيز الحياة الثقافية والأدبية.
عضويته في العديد من الجمعيات والروابط الأدبية، والتي تبرز اندماجه وتفاعله في مجتمع الأدب والثقافة وتبادله للخبرات والمعرفة مع الزملاء في المجال.
بهذه العضويات ، يظهر أشرف البنا كشخصية ثقافية وأدبية متعددة ، تسهم بفعالية في إثراء الحياة الثقافية والأدبية في مصر وتعزيز التواصل والتفاعل بين أفراد المجتمع الأدبي والثقافي.
وفي النهاية اتمني للزميل أشرف البنا مستقبلا مشرقا وحياة سعيدة
الجميلي أحمد