أخبار عاجلةدراسات ومقالات

منال رضوان تكتب كارافاجيو رحلة استنطاق اللون

شاهدت قبل قليل فيلم كارافاجيو(Caravaggio) وهو عن قصة حياة الفنان العالمي مايكل أنجلو “Michelangelo Merisi” (١٥٧١- ١٦١٠).. الفيلم من بطولة نايجل تيري Nigel Terry.. وإخراج ديريك چرمان ومن إنتاج عام ١٩٨٦.
وهو من أفلام السير الذاتية.


يبدأ الفيلم بتنويه حول استخدام القالب الشعري في صياغة الحوار والذي جاء متناسبا مع الرمزية التي وسمت بها بعض المشاهد من جانب، وعلى جانب آخر؛ لتغلف هذه النصوص الشعرية وبعض الاقتباسات من العهد الجديد ما يتوافق وطبيعة حياة مايكل أنجلو الصاخبة التي انقسمت إلى شطرين؛ فكما قضى حياته في رسم أهم اللوحات المستوحاة من قصص الكتاب المقدس.. لكنه قضى الشطر الآخر كوجه مختلف لشخص بوهيمي النزعة.
وبينما تم التركيز في “العذاب والنشوة” (١٩٦٥) على حدث رئيس وهو رسم أنجلو لسقف كنيسة سيستينا والذي استغرق في رسمه أربعة أعوام (١٥٠٨ – ١٥١٢) وما صاحب ذلك من أحداث، بينما هنا تم التركيز على حياة مايكل أنجلو والملقب بكارافاجيو نسبة إلى مكان مولده.. كما تم التركيز على أسلوبه أثناء إبداعه للوحاته والذي اتسم بتمجيد الجسد واستخدام الظل والنور بشكل واضح.
ومن الملاحظات حول العمل:
النجاح في محاولة إظهار تأثر أنجلو بقصص الكتاب المقدس؛ مثال الاقتباس الوارد بإنجيل مرقس إصحاح ٢ عدد ١٧ ” لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى” وهي الآية التي جاءت على لسان البطل في أحد المشاهد، أو مشهد طعن أنجلو في جانبه الأيمن من قبل المصارع ثم أخذه بيد تلميذه أو ذلك الشاب الأصم والذي لازمه طوال أحداث الفيلم، وجعله يلمس بإصبعه موضع الجرح وهنا محاكاة صريحة لقصة السيد المسيح وأحد تلاميذه توما والتي وردت بيوحنا (٢٠ – ٢٩)
كما نجح الفيلم في استعراض معظم أعمال انجلو وإن لم تظهر أي إشارة حول زخرفة سيستينا؛ ولكن ربما كي يبتعد صناع العمل عن المقارنة مع عمل سابق كما أشرنا..
ويظل المشهد الأهم في رأيي مشهد ختام الفيلم والذي مثل محاكاة -إلى حد بعيد- لقصتي لوحة الدفن وقبر المسيح، وفيها تمت المقاربة فيما بين التلميذ الأثير ومجموعة النسوة (المريمات) في القصتين.
الحقيقة استمتعت بمشاهدة هذا العمل؛ ليمثل بداية العودة إلى العمل من الغد بإذن الله،


شكرا جزيلا لجمعية الفيلم والبيت الروسي بالقاهرة على هذا الثراء المعرفي والمتعة البصرية التي أسعدتنا اليوم

أوبرا مصر – دراسات ومقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى