أ.د مصطفى لطيف عارف يكتب الروائي الكبير عبد الزهرة عمارة كما عرفته

أجد من الإنصاف ان نتحدث عن شخصية علمية ,وأدبية بارزة في الساحة النقدية العراقية , والعربية ,تملك نتاجا أدبيا غزيرا يفوق الكثير من أصحاب الأبواق الإعلامية الخاوية على عروشها , يعمل بصمت , ولا يحب الظهور والبروز في وسائل الإعلام , كان هدفه الأول خدمة الأدب والأدباء في العراق والوطن العربي , كان عصاميا بني نفسه بنفسه في قرية نائية بعيدة عن مدينة العمارة ولد الأستاذ عبد الزهرة عمارة عام 1951 م من أبويين عراقيين ولما بلغ السن التي تؤهله للدخول إلى المدرسة ادخل في مدارس العمارة وأكمل دراسته بجدارة ونجاح كانت معاناته منذ الصغر في وسائل النقل المدينة بعيدة عن مكان سكنه لكن الشيء الملفت للنظر أنه تأثر بالطبيعة الخلابة التي تميزت بها قريته الصغيرة؛ فتركت أثرها الواضح في أدبه وشخصيته وسلوكه؛ إذ تربى على القيم العربية الأصلية والكرم والشجاعة وعزة النفس.

تميز بالتفوق والنجاح الباهر مند نعومة أظفاره ,وبالذكاء الحاد والمتوقد , فكان النجاح حليفه لينتقل بعدها إلى الدراسة الإعدادية ويحصل على معدل كبير يوهله إلى الدخول في كلية الهندسة التكنولوجية ( الجامعة التكنولوجية حاليا ) في بغداد وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الاليكترونية عام 1976-1977, أصبح عضوا في نقابة المهندسين العراقية بدرجة مهندس استشاري.
وأثناء أقامته في الكلية واختلاطه في الجامعة التكنولوجية دخل الحب إلى قلبه دون استئذان , فكتب مجموعته القصصية آنذاك وكانت بعنوان ( الشمس تشرق في عيون النساء) التقى بمجموعة من زميلات الدراسة والذي عرف عنه الرزانة وعدم الاختلاط بالطالبات إلا في حدود الزمالة الرسمية , وبسبب التقاليد الصارمة في تلك المدة أخفى حبه الأول ولم يصرح به , وظل يتعذب لسنوات عدة دون جدوى , فكتب عدة روايات , ومجاميع قصصية سطر معاناته الشخصية فيها وتميزت بأسلوبها الأدبي الرائع.
تخرج من الجامعة واحتفل به أهله وأصحابه، وعين مهندسا في وزارة الكهرباء , وهو يمارس كتابة الروايات والمجاميع القصصية والكتب العلمية وبعد سنوات من الخدمة الطويلة تم اعتقاله وسجنه واتهم باطلا بأنه منتم إلى حزب سياسي معارض للسلطة الحاكمة , أحيل بعدها إلى التقاعد وفتح مطبعة صغيرة لطباعة آثاره الأدبية بالاعتماد على تقاعده البسيط الذي لا يكفي لسد رمق العيش , واحتياجاته الكثيرة بعد ان خدم البلد لسنوات طويلة أفنى فيها عمره وشبابه لكنه كان زاهدا في الحياة.
تفرغ إلى العمل الأدبي وأراد تقديم المساعدة إلى الأدباء والكتاب فقام بتأسيس مجلة امارجي وأصبح رئيس تحريرها , واصدر أعداد كبيرة من المجلة , والتي اشتهرت في العراق والوطن العربي وعلى نفقته الخاصة , فضلا عن إصداره مجلة ثانية تدعى عروس الآداب تهتم بالقصة القصيرة استقطبت الأسماء الكبيرة والمشهورة في الوطن العربي والعراق , وصدرت أعداد كبيرة منها.

وفي الآونة الأخيرة أسس مؤسسة أمارجي للطباعة والنشر , واخذ يساعد الأدباء والكتاب في طباعة مؤلفاتهم ودعمهم ماديا ,ومعنويا , إذ أصدرت المؤسسة عشرات الكتب المطبوعة مجانا , وأحايين كثيرة يطبع بثمن بخس من اجل دعم الثقافة , ومساعدة أغلب الكتاب على طباعة كتبهم الأدبية ,والنقدية , ورواياتهم , ومجامعيهم القصصية ,ويعتمد على تقاعده الزهيد في الأنفاق على هذه المؤسسة الكبيرة.

قبل أيام حضر إلى جامعة ذي قار لحضور مناقشة طالبتي سجى جابر عبيد عن رسالتها الموسومة (الزمكان في روايات عبد الزهرة عمارة) , وقد نور قسم اللغة العربية ,وأنار كلية التربية للعلوم الإنسانية بحضوره البهي , وكانت النتيجة حصول الطالبة على درجة جيد جدا عال لأنها لم تنشر بحثا عالميا وإلا لحصلت على درجة ممتاز .
وبعد المناقشة غادر الكلية ولم يكلف الطالبة الحضور إلى مأدبة الطعام المقامة على شرف المناقشة ,وهذا الموقف يحسب له , ويدل على عزة نفسه وأباه.

وأخيرا وليس آخرا , سوف أعطي نبذة مختصرة عن نتاجه الغزير , وعلى الرغم من النتاج الضخم ,والكبير لم يقدم طلبا للحصول على عضوية الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.

أثاره الأدبية : –

أولا الروايات :-

1- عاشقة من كنزاريا عام 1979مطبعة المعارف -بغداد
2- غدا سأرحل عام 1980 مطبعة المعارف – بغداد
3- كلاب في الظلام عام 2010 مطبعة دجلة –بغداد
4- دماء في بحيرة الأسماك 2010عام مطبعة دجلة – بغداد
5- الخدم في اجازة 2010 دار أمارجي -العراق
6- في انتظار القمر 2019 دار أمارجي – العراق
7- فادية عام 2021 دار امارجي – العراق0
8- والتقينا في بروكسل عام 2022 دار أمارجي – العراق.

ثانيا المجاميع القصصية :-

1 – الشمس تشرق في عيون النساء عام 1979 مطبعة المعارف –بغداد
2- قطة في الطريق عام 1987 مطبعة المعارف – بغداد
3- متى تخلع العمامة عام 2012 مطبعة دجلة – بغداد
4- السكرتيرة والخريف عام 2019 دار امارجي – العراق

ثالثا الكتب المشتركة :-

1- انطولوجيا الرواية العراقية في المهجر.
2- الموجز في الرواية العراقية المعاصرة.
3- انطولوجيا القصة القصيرة النسوية العراقية.
4- انطولوجيا القصة القصيرة جدا العراقية المعاصرة (ثلاثة أجزاء ).
5- ضفاف الرافدين للقصة القصيرة العربية.
6- الجنائن المعلقة للقصة القصيرة العربية.
7- شهرزاد في بغداد (سير ونصوص ).
8- شهريار في بغداد سير ونصوص.
9- بوابة عشتار للقصة القصيرة العربية.
10- عطر السرد في بلاد الرافدين قصص قصيرة جدا.
11- عطر السرد في بلاد الشام قصص قصيرة جدا .
12- (150 أيقونة عربية قصص قصيرة جدا )

رابعا الكتب العلمية :-

1- نظام الفيديو المنزلي.
2- صيانة الأجهزة المنزلية .
3- الاسس الفنية في إصلاح التلفزيون الملون.
4- رحلة مع ويندوز 98.
5- الطرق الحديثة في صيانة اللابتوب.
6- المهارة الفنية في إصلاح الموبايل.
7- الجديد في صيانة الموبايل.

خامسا نتاجه الثقافي:-

1- اصدر مجلة أمارجي للثقافة والأدب والفنون عام 2017 وهي مجلة شهرية ورقية وكان رئيس تحريرها.
2- اصدر مجلة عروس الآداب وهي تعني بالقصة القصيرة جدا عام 2020 وهي مجلة شهرية ورقية وكان رئيس تحريرها.
3- رئيس الرابطة العراقية للقصة القصيرة جدا في العراق.

أوبرا مصر – دراسات ومقالات