الإعلامي القدير شريف عبد الوهاب يكتب الاحتفال بعيد الإعلاميين
بمناسبة مرور تسعين عاما على إنشاء الاذاعة المصريه
(الراديو والشاعر والعنكبوت)
مع احتفالنا بعيد الاعلاميين في 31مايو من كل عام، ومرور تسعين عام على قيام الاذاعة المصري, نستعيد ذالك الزمان , حيث كان الحصول على راديو حدثا يحاط بكل مظاهر الاحتفاء ، و المكان المناسب له في البيت كان على ارتفاع عال ليكون بمنأى عن عبث الأطفال، وكانت له كسوة من القماش يحفظه ويقيه من الغبار ،وبجانب ذالك فهو بمثابة تحفه فنيه في المنزل, لفت نظرى فى كتابات وسير وروايات تلك الفترة حضور الراديو بكثافة لا نظير لها، ورصدت هذا الفيلم بعنوان( حياه أو موت) إخراج كمال الشيخ ـ تأليف علي الزرقاني البطل يصاب بأزمة قلبية, يرسل إبنته للحصول على الدواء ,لكن يكتشف الصيدلي نسية خطأ في تركيب الدواء, فيبحث عن الطفله فيتصل بالشرطة وبدورها تتصل الشرطة بالاذاعة, لتنبه المريض اوأحد من اهله , كان النداء عبر الراديو( الدواء به سم قاتل) وهناك مقالات وروايات أرخت لدخول الراديو, مجلة الرسالة بقلم احمد حسن الزيات يقول فيها: أين صديقي الشاعر، وأين أخوه القصاص! هذا هو الحي، وهذه هي القهوة، وهؤلاء هم الناس، ولكني وجدت في مكان الأريكة المنجدة، صندوقاً من الخشب، دقيق الصنع، أنيق الشكل، قد علق بالحائط، فأغنى غناء القصاص، وأبلى بلاء الشاعر!! لقد هزم الراديو الشاعر في كل قهوة .
كما سجل تلك اللحظة عميد الرواية العربية نجيب محفوظ فوثقها توثيقا تاريخيا و ادبيا, في أكثر من مناسبة,وخصوصا في روايته( زقاق المدق) في هذا الحوار بين المعلم كرشه وشاعر الربابه الضرير, يوضح أن هناك عصرا جديدا قد بدأ مع الراديو.
فقال المعلم كرشة وهو يتخذ مجلسه المعتاد وراء صندوق الماركات: ـ عرفنا القصص جميعا وحفظناها، ولا حاجة بنا إلى سردها من جديد، والناس فى أيامنا هذه لا يريدون الشاعر، وطالما طالبونى بالراديو، وها هو ذا الراديو يركب، فدعنا ورزقك على الله. ولكن هل بالفعل هزم الراديو الشاعر!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
كما رسم بقلمه نجيب محفوظ وسطربكلماتة احمد حسن الزيات, ظن البعض أن مع ظهور الراديو فان دور الصحافة قد إنتهى ولكن بقيت الصحافة, بجانب الراديو واستفاد الراديو من الصحافه, وكذالك الشاعر لقد ظهر في الراديو وانتشر , لكن خرجت من جعبه الشاعر المسلسلات الاذاعيه, بمعنى أن الراديو طور من الشاعر حتى جاء البث التليفزيونى فى مصر عام 1960 وتصور البعض أن دور الراديو قد إنتهى مع ظهور التليفزيون. ولكن ظل الراديو.
حتى ظهرت الشبكة العنكبوتية العالمية يسمح بالانتقال فيما بين الصفحات باستعمال متصفح إنترنت. وصفحات الويب من الممكن أن تحتوي على نصوص، وصور، وأصوات، ومرئيات (فيديو)، وصور متحركة، وبرامج تفاعلية، وغير ذلك.ويقوم هذا المخدم بإرسال الصفحات، ومحتوياتها بناء على الطلب من متصفح الشبكة. والان مع ظهور اول مذيعه بتقنيةالذكاء الاصتطناعي , هل اختفى دور الاعلام التقليدي؟؟؟؟؟؟؟ بناء على تصورالاديب نجيب محفوظ من خلال روايته ( زقاق المدق ) وتصويره لهزيمه الشاعر اما الراديو , فسوف يتلاشا المذيع البشري و سيصبح الراديو والتليفزيون من التراث, وسيصبح الراديو مستودعا أمينا لكل تراث السيرة الهلالية والسير الأخرى، بل سيصبح الراديو ذاته، والتليفزيون من بعده، وصولا إلى عصر السوشيال ميديا، رهائن الشبكة العنكبوتية المذهلة.. والبقاء لله,,,, ولكن لا……. فعلى المذيع البشري أن يتسلح بكل المعلومات والخبرات الجديده ويواكب العصر,نعم تحتاج كل مرحلة إلى هدم بعض ماهو قديم , لبناء ما هو جديد من أفكار وقيم أو حتى منشأت ومباني, ومهن أو اشخاص, ونحن على يقين إنه ليس كل قديم يهدم ,وليس كل حديث مفيد,ولكننا على يقين أيضا أن لاشئ فى هذه الحياة مخلد وما كنا نؤمن به بالامس ثبت بطلانه اليوم, , فنحن دائما نحتاج الى التجديد والتنقيح, عاش الراديو ولكن بشكل جديد.