بقلم/ حسام عبد القادر مقبل
“الحياة ذكريات جميلة وحزينة، سعيدة ومؤلمة، قد تكون مليئة بالإنجازات، أو بالإخفاقات.. وتبقى الصورة هي التي تسجل هذه الذكريات وتحتفظ لها لتصنع تاريخنا”.
جميلات الجزائر يعرضن الثقافة والتراث الجزائري
من الطبيعي أن نجد مبدعا عربيا في مصر، أو مبدعا مصريا في أي دولة عربية، فهذا لا يدعو للتعجب أو للاندهاش، ولكن عندما يوجد المبدعون العرب في بلد مهجر فالأمر يختلف، منذ جئت كندا وخاصة مدينة مونتريال، وأنا حريص على متابعة المبدعين العرب في كل أشكال وأنواع الإبداع، احساس مختلف عندما يظهر أي مبدع عربي وسط مئات الجنسيات واللهجات والثقافات الموجودة بكندا، بعيدا عن عالم البيزنس والتجارة التي أبدع فيها كثير من العرب أيضا.
والإحساس يكون أروع عندما يكون الإبداع هذه المرة من الجزائر، ورغم أني لم أزر الجزائر من قبل إلا أنني أحب هذا البلد جدا بسبب كل الأصدقاء الجزائريين الذين تعرفت عليهم هنا في كندا، الطيبة والجدعنة والشهامة صفات أصيلة وواجهة مشرفة لكل العرب في المهجر.
عندما دعتني صديقتي الجزائرية سعيدة لقليطي لحضور معرض الثقافة الجزائرية، والذي نظمته جمعية مفاتيح ثقافة الجزائر بكندا تحت إشراف فتيحة اوتشرنان مع مجموعة “جميلات الجزائر”، ذهبت متطلعا فأنا أعلم أن الجزائر لها إرث ثقافي كبير، فهل يمكن أن يعرض هذا الإرث في معرض واحد؟ ولكن الإجابة جاءت عندما زرت المعرض، وأول ما لفت نظري وأثلج صدري هو العدد الكبير الذي حضر، وهو دليل على أن التراث والثقافة الجزائرية لن تندثر وأنها موجودة بقوة داخل كندا وسط المهاجرين من كل أنحاء العالم.
من الصعب أن استعرض المعرض كله في مقال واحد، نظرا للثراء الكبير الذي عُرض في كل الأجنحة، والجهود المبذولة من كل المشاركين، ولكن لفت نظري الجناح الخاص بسعيدة لقليطي ومعاونيها: نعيمة بن عبد الرحمان، ومنى عبد الرحمان، وسفيان عبد الرزاق وحرصهم على إبراز بلدتهم بوسعادة، وتاريخها من خلال الأزياء والأكلات والكتب والموسيقى والحرف اليدوية والتصوير الفوتوغرافي والرسم وغيرها، وهي كلها عناصر الثقافة الجزائرية.
وتحمل سعيدة على عاتقها مهمة الترويج للتراث البوسعادي بشكل خاصة وللجزائر بشكل عام، وهو هدف رائع وسامي، ورغم انشغالها الكبير بعملها وأسرتها إلا أنها لا تنسى رسالتها تجاه بوسعادة، ليس فقط من خلال هذا المعرض، ولكن من خلال نشرها الدائم عن بوسعادة وأهم الأماكن السياحية والثقافية بها وتراثها الجميل.
لفت نظري وأنا أتجول في المعرض أوجه التشابه الكبيرة بين التراث الجزائري والتراث المصري خاصة في الحرف اليدوية والأزياء، وهو طبيعي نظرا لأن منبعنا ثقافة واحدة، وهذا بالتأكيد سيكون موجودا في معظم الدول العربية.
هناك الكثير والكثير من الأجنحة في المعرض التي لفتت نظري، والتي من الصعب ذكرها جميعا، ولكن قد تكون الصور هي الطريقة الأفضل للتعرف على كل الأجنحة وأنشطة المعرض، ولا يسعني إلا أن أثني على كل الجهود التي بذلت لهذا المعرض، متمنيا الاستمرار في هذه المجهودات الرائعة من أجل نشر التراث والثقافة الجزائرية والعربية.
حسام عبد القادر مقبل – صورة في حدوتة