( أسميها شرنقة وحدتي ..)
بعض الأحيان، بالنسبة لشخص مثلي، الوحدة تكون هي وسيلتي لأثمل بحريتي.
بعض الأحيان الأخرى، تلك الوحدة تكون بمرارة الدنيا وغصة كبيرة في حلقي،
وفي أحايين أخرى كثيرة، تكون هي السم الرعاف الذي يجعلني أضرب رأسي إلى الجدران.
لا أعرف إن كنت ستفهم ما أقصده، لكنك لا بد أنك تعرف أننا نتشبث بعض الأحيان بالأحجار، وإن كانت مدببة، جارحة وأحيانا أخرى فإننا نتمدد عليها ونرتاح فوقها.
( لا شيء يخترق روحي، كلمات ملتصقة بكل صفحات كتابي ، ولا كلمة تحررت لتدخل قلبي .
الكثير من الكتب ولا شيء بين ضلوعي ،
الكثير من الحقائق ولا حقيقة لي .)
ـ لا تنظر إلي بدهشة هكذا، فأنا أريد أن أنسى المستحيل ولو لدقيقة فقط من عمري.
كنت دائما، تلك التي تحب بشغف، لكن تلك التي لا يحبها أحد لدرجة كافية.
كانت نظراتهم إلي ، كل يوم تؤكد لي وتقول لي إنني أخرى ، لأنني دائما مختلفة ،
شيء أكبر مني،كل شيء،أصدقاء ، أسرة ، زملاء في العمل ، وحتى إن كنت ضمن كل ذلك ، كنت دائما بعيدة ومستبعدة !.
الكل يتركني، يتجاهلني، أو لا يعرفني ، مسافة دائما بيني وبين الجميع
أنا هناك ولست هناك .
أنا مع كل هؤلاء الآخرين الذين سيتجاهلونني وينادونني بقسوة :
ـ أه ، تلك الأخرى .
من السهل جدا أن أصبح معقدة مع كل ذلك، ومعقد وصعب جدا أن أكون طبيعية معكم، لكنكم لا تفهمون.
أحاول باستماتة أن أقتل الخوف داخلي، لكنكم تلاحظونه مع ذلك، فأنا لا أعرف كيف أدفنه جيدا.
لطالما أردت قوى سحرية ، إنني أنتظر بلهفة أن تتغير حياتي، أن أتكلم إلى الناس الآخرين ، أن أحضر أمسيات دون أن أشعر باللامبالاة والاكتئاب ، أن يكون لدي أصدقاء .
لكنني مازلت وحيدة لحد الآن،
روحي تتألم، أنام باكرا، أستفيق باكرا، دون هدف.
وأتيت أنت ، واقتربت مني أكثر قليلا من الجميع ، ربما فضولا كما اعتقدت ولكنك قلت إن ذلك كان عن حب .
أدهشني ذلك فعلا ، لكنني كنت أعرف أنك لن تصمد كثيرا ، وسرعان ما ستبتعد مرة أخرى وأنت تنعثني بأنني ( تلك الأخرى، الغريبة عنك وعن الجميع ) التي لا تمت إليك ولا لعالمك بأية صلة .
أجل لم يطل الأمر ،أخذت تنتقدني كلما مرة وجدنا فيها مع أصدقائك ، فعلمت أنك مللت من صمتي ، من ابتعادي ، من غيابي.
ربما سولت لك نفسك أنك تستطيع أن تخرجني من شرنقتي، لكنك لم تكن تعرف أنك لا تقدر على ذلك.
أنت لا تعرف أن الوحدة أفضل لي، إنني أعيش بحال أحسن عندما مسحتكم من حياتي.
كنت أنسلخ عنك وعن الجميع في صمت، لكن بألم وحزن،
لا يمكنني أن أتشبث بأحد،
دائما الخوف من البقاء يجعلني متأهبة للانسحاب في الوقت المناسب ،
لا يجب أن أبقى ، يجب أن ابتعد .
لو بقيت فإن ذلك يجعل تعاستي وحزني كبيرين ، بينما لو رحلت في الوقت المناسب سيكون الألم أقل .
يجب أن أتحلى بالجرأة على الرحيل بينما أريد أن أبقى. لكنك قررت أن ترحل قبل أن أفعل أنا ذلك،
غاظني ذلك كثيرا، ( أن ينظر إليك أحدهم بلؤم ، يجرح ويؤلم لكن ألا ينظر إليك أحد أبدا، فذلك أكثر إيلاما وجرحا ) .
وقررت أن آخذك معي إلى شرنقتي، فلا يمكن أن أتركك ترحل.
فكرت كثيرا في كل الوسائل التي تبقيك قريبا مني، ألست من حاول الاقتراب في البداية ؟
لقد عرفت الآن، وأنا أهاجمك على حين غفلة، وأغرز في صدرك ذلك السكين الكبير ، لقد تأكدت من حقيقة ومدى حبي لك، لكن في حياة أخرى .
الغريب، أن أصدقاءك وكل من كانوا يستبعدونني، انتبهوا إلى وجودي، وأصبحت حديث الجميع بعدما قتلتك.