أخبار عاجلةدراسات ومقالات

صورة في حدوتة

حكاية أول يوم في كندا

بقلم/ حسام عبد القادر مقبل

“الحياة ذكريات جميلة وحزينة، سعيدة ومؤلمة، قد تكون مليئة بالإنجازات، أو بالإخفاقات.. وتبقى الصورة هي التي تسجل هذه الذكريات وتحتفظ لها لتصنع تاريخنا”.

حكاية أول يوم في كندا

صورة هذا المقال لها ذكرى مهمة عندي، فهي أول صورة لي في كندا، التقطها صديقي العزيز وليد، وكنا في طريقنا من المطار بعد وصولي مساء يوم 13 يوليو 2019 وتوقف ليعزمني على عصير برتقال في هذا المكان الشهير في مونتريال والذي يضع مجسم كبير لبرتقالة كرمز لنوع العصير الذي يقدمه.

مرت خمس سنوات سريعا جدا وفي منتهى البطء، نعم لدي هذا الإحساس الغريب بسرعة مرور الزمن وبطئه في نفس الوقت، لا أعلم إن كنت أشعر بهذا وحدي أم يشاركني الآخرين فيه.

إن قرار تغيير المكان الذي أعيش فيه قرار صعب جدا، خاصة عندما أكون منتمي حتى النخاع لوطني، وعندما أكون حققت نجاحا جيدا في العمل “كما أدعي بفضل الله”، ولكن حب التغيير أحيانا يتغلب على أي مشاعر أخرى، ولما لا فالحياة تجارب.

أتهمني البعض بالجنون، وتعجب آخرون من وجودي في بلاد تغطيها الثلوج معظم أيام السنة، ولكن حب المغامرة والتجربة كان لهما الكلمة العليا، واستمتعت كثيرا بمغامرات وسط هذه الثلوج حكيت عنها في مقالات آخرى، وبمواقف وطرائف وسط جاليات متعددة من كل جنسيات العالم، وتعلم لغات جديدة أهمها الفرنسية التي أصبحت جزءا من حياتي رغم أني لم أحبها حتى الآن.

وفوجئت أني أقوم بعمل “كوبي وبيست” لحياتي في مصر لأنقلها هنا في كندا، الكتب من حولي في كل مكان، نفس كمية الورق المبعثر حولي والملئ بالملاحظات والأفكار، مشروعات كثيرة مؤجلة وأخرى في طريقها للتنفيذ، وغيرها، تبقى فقط أن أنسخ أصدقاء العمر ليكونوا معي هنا، وهذا لا يمكن حتى بالذكاء الاصطناعي، ولكن استمرار التواصل معهم يعوضني إلى حد ما.

وحدث أن أحببت مدينة مونتريال، فهي مدينة متعددة الثقافات، وطبيعتها مختلفة ولها 

سمات ثقافية مميزة، تفكرني بمدينتي الحبيبة الإسكندرية رغم أن تحيزي سيظل للإسكندرية، ولا مجال للمقارنة، ولكن رائحة الثقافة تشدني دائما، ففي مونتريال مئات بل الآلاف من الأحداث الثقافية على مدار العام، والمثقفون العرب لهم دور البطولة في هذه الأحداث وهو ما يسعدني.

ويظل تاريخ 13 يوليو كل عام هو ميلاد جديد لي، واستخرج هذه الصورة لأتأملها وأتساءل ما هي التغييرات التي حدثت لي على مدار خمس سنوات؟

بكل تأكيد، لقد حصلت على خبرات مكثفة في خمس سنوات قد تفوق الخبرات التي حصلت عليها في 49 عاما هو عمري وقت أن وصلت كندا.

ولكن السؤال المهم الذي يلح علي كثيرا، هل يمكن أن أعيد التجربة وأذهب إلى بلد أخرى جديدة؟ ولما لا فما زالت الفرصة موجودة لتجارب أخرى.

حسام عبد القادر مقبل –  صورة في حدوتة

 أوبرا مصر  – دراسات ومقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى