منال رضوان تكتب ويتجسد النقد في أبهى صور الإنسانية

‘الروائي عبد الزهرة عمارة كما عرفته وأحد منجزات الأستاذ ‘الدكتور مصطفى لطيف عارف

كتاب الروائي عبد الزهرة عمارة كما عرفته هو عنوان الكتاب الأحدث للأستاذ الدكتور مصطفى لطيف عارف أستاذ النقد الحديث بجامعة ذي قار بالعراق الشقيق.

يذهب بنا الكتاب أو بالأحرى نذهب نحن معه في رحلة شائقة ممتعة للتجول بين سطور المنجز الأدبي للأديب العراقي القدير م/ عبد الزهرة عمارة، ويعرج بنا صوب تفصيلات الشخصية الفريدة لأديب صاحب رسالة ولا نقول أنه من المكترثين بل نقول أنه من المهمومين بالقضايا الثقافية فالأديب عبد الزهرة عمارة لا يجد متعته إلا في الشقاء!
فيجول ويصول الأديب القدير بين ثنيات الأوراق، وخبايا السطور للمبدعين فيقوم بدور الكشاف عن المواهب والتي لم تنل حظها ليعيد إليها اللمعان والوهج..

وبحميمية شديدة لم تفقد مخزونها النقدي القيم والمعتبر ولم تفقد في الوقت ذاته حسها الإبداعي ولا عجب؛ إذ أن الأستاذ الدكتور مصطفى لطيف عارف له من الإبداعات القصصية الكثير والكثير، وتتميز قصصه بمخاطبة الحس الإنساني؛ ولذا فليس غريبا عليه أن تلتقط ذائقته فائقة الحس هذه الروح الشفيفة التي يبدع فيها أديبنا القدير المهندس عبد الزهرة عمارة، وهنا تعمدت ذكر مفردة (المهندس) لغرض لا أود أن تنداح بي الأفكار فأنجرف عنه ولذا أقدم ذكره؛ إذ أن أهم ما يميز أدب عبد الزهرة عمارة هو البناء شديد الاتساق والالتصاق بالفكرة في آن واحد، ولعله أهم ما نجح في إبرازه والحديث عنه الناقد القدير والأديب الحصيف مصطفى لطيف عارف، ومن الملاحظ في ذلك المنجز النقدي الإبداعي والإنساني أيضا أنه استعرض التجربة الإبداعية للأديب القدير من حيث البنية والتخييل واستخدام المهارات اللغوية وأفرد لذلك الأبواب والفصول والمحاور البحثية بترتيب شديد المنهجية ولا عجب إذ أن الناقد يعنى بتراتبيبة الحرف ولا نقول السطر أو الكلمة، ومع ذلك كله لم يغفل الناقد الجليل الجانب الإنساني في التجربة الإبداعية للأديب القدير عبد الزهرة؛ وما ذلك إلا لاستحالة قطع الوشائج في هذه التجربة الإنسانية شديدة الثراء وبين المنهج الإبداعي؛ فبين خوض غمار التجارب الإنسانية وبين الغوص في لجج الإبداع واستخراج الكامن من نفائس، لم ينس الأديب والإنسان م/ عبد الزهرة عمارة أن يمد يده للجميع؛ لتزهر وتورق نبتة كثيرا ما أرقه السهر على رعايتها وهي أمارجي والتي تعني الحرية والعتق من كل نير يقيد الإبحار في محيط الإبداع والتفرد، فهنيئا لنا بقراءة هذا المنجز الإبداعي النقدي المحكم والذي يعد من أفضل الأمثلة وأبرزها الدالة على كتابة الكبار عن الكبار.

منال رضوان – ناقد أدبي
عضو لجنة الإعلام باتحاد كتاب مصر